قررت حكومة مدريد يوم السبت إجلاء جميع متعاونيها من مخيمات تندوف بسبب وجود ما وصفها وزير الخارجية الاسباني مؤشرات تدل على تزايد انعدام الأمن و إمكان شن أعمال إرهابية ضد المواطنين الأجانب . و علم أن طائرة عسكرية شرعت مساء السبت انطلاقا من تندوف جنوب غرب الجزائر في ترحيل رعايا أجانب من جنسيات إسبانية و إيطالية و فرنسية نحو قاعدة عسكرية بالجنوب الاسباني . و كان مسؤولو منظمة التعاون الدولي الاسباني التي تشرف على برامج إنسانية بمخيمات تندوف قد طالبوا في وقت سابق من قيادة الانفصاليين بالرابوني بدعم الحماية الأمنية للمتعاونين الأجانب بالمخيمات ، و هو ما رفضته قيادة البوليساريو بحجة عدم وجود تهديد مباشر لهؤلاء, غير أن تهديدا مباشرا حمله تصريح المتحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا المسؤولة عن احتجاز الرهائن الثلاثة المختطفين قبل تسعة أشهر بمخيم الرابوني بتندوف المدعو أبو وليد الصحراوي ، و تحذيره للرعايا الغربيين من مغبة التجول في مخيمات تندوف مشددا على أن عناصر التنظيم الارهابي تترصد حركاتهم داخل مخيمات الرابوني ، فضح عجز البوليساريو عن توفير الحماية اللازمة للناشطين الانسانيين و دفع الحكومة الاسبانية الى مراجعة حساباتها و اتخاذ قرار الإجلاء الجماعي تحسبا لأي تهديد مباشر يطال سلامة رعاياها بتندوف خاصة بعد اتضاح أن مخططي و منفذي حادث اختطاف الأجانب الثلاثة من الرابوني قبل عشرة أشهر هم من المحسوبين على الجبهة الانفصاليين و قد اضطرت مدريد الى إطلاق سراح أحدهم ، و دفع فدية قدرها 15 مليون أورو في مقابل إخلاء سراح مواطنيها المختطفين من قبل من قلب قيادة الانفصاليين بالرابوني خريف السنة الماضية . و يمثل القرار الاسباني صفعة مدوية لقيادة البوليساريو كما أنه ينطوي على اتهام مبطن لها بالتخاذل في توفير الحماية للرعايا الغربيين المتواجدين بتندوف في مهام إنسانية ، في الوقت الذي تؤكد مصادر متواترة أن قرار الإجلاء عجلت به أيضا تقارير توصلت بها المنظمات المانحة تفضح واقع الفساد داخل قيادة البوليساريو ، و تكشف عمليات التحويل الممنهجة و المسترسلة لنسبة هامة من المساعدات الانسانية الموجهة للمخيمات و بيعها خارج المخيمات لحساب شخصيات نافذة بالرابوني في الوقت الذي تتفاقم المعاناة الانسانية لألاف المحتجزين بمخيمات تندوف الذين تشكل الإعانات الانسانية الأجنبية المورد الوحيد لعيشهم اليومي .