انطلقت مساء الخميس بمدينة وجدة فعاليات مهرجان الطرب الغرناطي في دورته الواحدة والعشرين على إيقاع أمسية فنية تميزت بتكريم ثلة من الفنانين الذين ساهموا في تكريس وصيانة هذا التراث الفني الموسيقي الأصيل. وخلال افتتاح فقرات هذه التظاهرة الثقافية٬ التي تنظمها وزارة الثقافة تحت شعار " الطرب الغرناطي فن وأصالة" تم تكريم كل من الفنان أحمد بيرو والفنانة ثريا الدرقاوي والفنان محمد ولد الناصر ورئيسي الفرقتين الاسبانية للفلامنكو والاركسترا الجهوية قسنطينة من الجزائر٬ وذلك عرفانا وتقديرا للطرب الغرناطي وتشجيعا لضمان استمرارية وأصالة هذا الموروث الثقافي الموسيقي الثمين. وقد تميز حفل الافتتاح الذي حضره بالخصوص الكاتب العام لوزارة الثقافة السيد أحمد كويطع ووالي الجهة الشرقية٬ عامل عمالة وجدة انجاد السيد محمد امهيدية ومدير وكالة تنمية الأقاليم الشرقية ومنتخبون٬ بتقديم مجموعة من نوبات وقصائد الطرب الغرناطي في أمسية رائعة ٬أحيتها كل من الجمعية الأندلسية للطرب والمسرح والآداب من وجدة٬ وفرقة الأوركسترا الجهوية قسنطينة من الجزائر. وفي حديقة للا مريم٬ على الهواء الطلق٬ قضى جمهور غفير من محبي وعشاق الطرب الغرناطي والموسيقى الأندلسية لحظات ممتعة مع هاتين الفرقتين الفنيتين اللتين شنفتا خلال ساعات مسامع الحاضرين بأجمل القصائد والنوبات المستوحاة من الطرب الغرناطي والموسيقى الأندلسية . وفي كلمة بالمناسبة٬ أكد الكاتب العام لوزارة الثقافة أن هذا المهرجان يندرج ضمن الجهود الرامية إلى صيانة الموروث الفني الوطني وإيصاله إلى الأجيال القادمة وذلك سعيا من مختلف الفاعلين إلى إحاطة هذا اللون الموسيقي بكل شروط البقاء والتألق. وأشار إلى أن الوزارة تهدف من خلال تنظيمها لهذه التظاهرة٬ وسواها من مهرجانات أخرى٬ إلى صيانة التعابير الفنية المغربية والعناية بالتراث الفني الوطني٬ مضيفا أن هذه الدورة تتميز ببرنامج غني ومتنوع بفقراته وترسيخ المحافظة على هذا الإرث الفني. واعتبر السيد كويطع أن تنظيم مسابقات في العزف والإنشاد لفائدة الشباب يعد بحق أبلغ طريقة لتحبيب هذا الفن للشباب وتمكينه من تلقي قواعده وأسسه وطرائقه ٬حفاظا عليه من التشويه أو الاندثار٬ مؤكدا أنه يندرج في هذا الإطار تخصيص مجموعة من الممارسين٬ الذين ساهموا في تكريس هذا الفن وترسيخ أركانه ورعايته٬ بتكريم يشعرهم بالعرفان والتقدير يستحقونه بكل جدارة. وتهدف هذه التظاهرة الثقافية التي تعرف٬ على مدى أربعة أيام٬ تنظيم سهرات فنية ٬تحييها نحو عشر فرق موسيقية مشاركة في المهرجان٬ فضلا عن تنظيم مسابقة للعزف والإنشاد لفائدة الشباب٬ إلى الحفاظ على فن الطرب الغرناطي وترسيخه وضمان استمراريته ٬داخل أوساط الشباب٬ فضلا عن خلق فضاء لتبادل التجارب بين المتعاطين لهذا الفن داخل المغرب وخارجه. كما سيشكل هذا المهرجان٬ المنظم بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد٬ وفي إطار ليالي رمضان المبارك٬ فرصة للتعريف بهذا الفن العريق الذي يندرج ضمن الموروث الثقافي الموسيقي الأصيل والذي يعد من بين مقومات الهوية والشخصية الوطنية .