لعلع رصاص جمارك وجدة زوال يوم الإثنين 30 يوليوز الماضي، بسماء منطقة “الكربوز"المتاخمة للحدود المغربية الجزائرية، حوالي 30 كيلومترا شمال مدينة وجدة. وتعود أسباب إطلاق النار من طرف عناصر من الجمارك، كما أشارت مصادر جد مطلعة لجريدة “الأحداث المغربية"، على إثر تمرد أحد المهربين على دورية كانت تقيم حاجزا أمنيا لمراقبة السلع المهربة من الجزائر، حيث رفض هذا المهرب الامتثال للأوامر من أجل التوقف في حاجز المراقبة، حيث تعنت في اتخاذ قراره، وأطلق العنان ل"مقاتلته" ولاذ بالفرار غير عابئ لتنبيهات مصالح الجمارك التي اضطرت إلى مطاردته من أجل توقيفه، وعند ما أحس وشعر"المطارد" بالخطر يداهمه من كل جانب ترجل من سيارته وأطلق ساقيه للريح هاربا من قبضة رجال الجمارك، الذين لم يجدوا بدا في استعمال الذخيرة الحية من خلال إطلاق أعيرة نارية لكبح جماح هذا المهرب . وفي نفس السياق، فقد أسفرت عملية إطلاق النار عن إصابة الشخص المذكور على مستوى رجله وكتفه بإصابات وصفت بالخفيفة، ليتم حمله بعد ذلك على وجه السرعة إلى الجناح المحروس بمستشفى الفارابي لتلقي العلاجات الضرورية، في انتظار فتح تحقيق معمق مع الشخص المصاب لمعرفة ملابسات هروبه من الحاجز الأمني. من جهة أخرى، فقد سبق لمصالح الجمارك خلال الأيام الماضية القليلة أن عملت على إطلاق النار على مهرب يشتغل على تهريب السجائر القادمة من الجزائر بالقرب من منطقة تدعى"عين الصفا" غير بعيد عن مكان حادث اليوم، وتبقى الأسباب الحقيقية التي تدفع برجال الجمارك في أحيان عديدة إلى استعمال الأسلحة النارية لترهيب المهربين الذين غالبا ما يتكتلون في مجموعات تكون مدججة بشتى أنواع الهراوات والأسلحة البيضاء، وتكون هذه المجموعات جاهزة وعلى أتم الاستعداد لمواجهة مختلف الأجهزة الأمنية من جمارك، درك ملكي، وأمن وطني، وخصوصا في المناطق القريبة من الحدود الجزائرية المغربية، حيث تنشط عمليات تهريب البضائع من وإلى المغرب. ويندرج هذا التصعيد الذي عرف توهجه في الآونة الأخيرة ، بين مختلف الأجهزة الأمنية والعاملين في مجال التهريب، في إطار الحرب الضارية التي تقودها هذه الأجهزة على “المقاتلات" التي أصبحت تشكل خطرا واسعا، على المارة ومستعملي الطريق على حد سواء، إذ لا يخلو يوما دون أن تقع حوادث سير مميتة طرفها “المقاتلات" التي تجوب الطرقات بسرعة جنونية، وفي غياب تام لاحترام أدنى قانون السير، إذ سجلت العديد من الحوادث بهذا الخصوص مع بداية شهر رمضان الحالي في نواحي متفرقة من المنطقة الشرقية.