الداودي ينهي فوضى دبلومات روسيا وأوكرانيا يقترب لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، من إنهاء الجدل حول ما أضحى يسمى «فضائح» معادلة الشهادات التي توجد، اليوم، فوق مكتب زميله في قطاع العدل والحريات باعتبارها ملفات فساد ثقيلة عثر عليها الداودي فور تسلمه مهام الوزارة قبل ثلاثة أشهر من سابقه أحمد اخشيشن. وقال مصدر إن الوزير انتقل من مجرد التشخيص ودراسة خلاصات تقارير المفتشية العامة للمالية والمفتشية العامة بالوزارة، إلى اتخاذ قرارات تتعلق بالحسم في لوائح المؤسسات والجامعات والكليات والمعاهد الدولية التي توافق الدولة على معادلة دبلوماتها وشهاداتها مع الشهادات الوطنية المسلمة من نظيراتها المغربية، وذلك بعد استشارة واسعة مع اللجان المختصة في كل وزارة على حدة. وفي هذا الإطار، أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر قرارا يحمل رقم 925.12 صادرا في 15 فبراير الماضي يتمم القرار 2284.0، الصادر بتاريخ 17 يناير 2011، يتعلق بتحديد لائحة الشهادات التي تعادل دبلوم دكتور في الصيدلة. ويحدد القرار لائحة الشهادات التي تعادل دبلوم دكتور في الصيدلة المسلم من الكليات الوطنية للطب والصيدلة مشفوعة بشهادة الباكلوريا للتعليم الثانوي بالشعب العلمية أو ما يعادلها، وذلك بعد استطلاع رأي أعضاء اللجنة القطاعية لعلوم الصحة المنعقدة بتاريخ 8 دجنبر الماضي، ورأي وزير الصحة وأعضاء المجلس الوطني لهيأة الصيادلة. واقتصر القرار على تحديد ست جامعات ومعاهد للصيدلة والطب بكل من فدرالية روسيا وأوكرانيا، بمعدل ثلاث مؤسسات عليا في كل دولة، ويتعلق الأمر، بالنسبة إلى فدرالية روسا، بدبلوم صيدلي متخصص من جامعة الدولة في الطب بريازان، وجامعة الدولة ب"فورونيج"، ثم دبلوم في الصيدلة (ماستر للعلوم في الصيدلة) المسلم من طرف الأكاديمية العمومية للصيدلة ب"برم". والعدد نفسه بالنسبة إلى أوكرانيا، إذ اقتصر الأمر على دبلوم ماجستير في الصيدلة المسلم من طرف الجامعة الوطنية للصيدلة بأوكرانيا، أو من جامعة الدولة للطب بزابوروجيي، إضافة إلى دبلوم ماستر للعلوم في الصيدلة المسلم من طرف الجامعة الوطنية الأوكرانية للصيدلة. واشترط القرار، المنشور في العدد 6035 من الجريدة الرسمية، على الطلبة إرفاق هذه الدبلومات والألقاب المشار إليها أعلاه، بتدريب لمدة ستة أشهر في صيدلة أو مؤسسة صيدلية، ومقبول من طرف المجلس الوطني لهيأة الصيادلة يشهد على صحة التدريب الذي تصادق عليه اللجنة القطاعية المعنية. ويشار إلى أن وزير التعليم العالي طلب من عدد من الدول، ضمنها فدرالية روسيا وأوكرانيا، مده بلائحة الجامعات والمدارس العليا المعتمدة لديها، ليتضح أن عددا كبيرا من دبلومات أوربا الشرقية التي حصل عليها طلبة مغاربة من مدارس عليا وجامعات أجنبية، غير معتمدة. كما اعتبر بيان سابق صادر عن مجلس طلبة الصيدلة بكلية الطب والصيدلة بالرباط أن هناك بعض من منعدمي الضمير والمسؤولية، الذين يحاولون الاتجار بصحة المواطن، وذلك بممارسة الصيدلة بدبلومات مزورة أو غير مستوفية للشروط، حصلوا عليها من أوربا الشرقية، خصوصا من روسيا وأوكرانيا، وأنه في نهاية الثمانينات وعند بداية التسعينات بدأت وفود من أوربا الشرقية تتوافد على المغرب وتزاول مهنة الصيدلة ولم يكن آنذاك أي قانون معادلة، فظلت هذه الوفود تتزايد فتضاعف عدد الصيادلة، ولا يزال يتضاعف إلى الآن، واتضح بعد ذلك أن أغلب هذه الدبلومات مزيفة، وليس لها أساس من الصحة، ومنهم من ليس له بكالوريا علمية أو غالبا ما لا يكون لهم حتى مستوى الباكلوريا، ومنهم من درس عامين أو أقل وأن أغلب معاهد الصيدلة بتلك البلدان حرة وبالتالي يصعب الحسم في مصداقية الدبلومات التي تمنحها. وتبعا لذلك طالب الصيادلة المحتجون بحماية الدبلوم الوطني الذي يعني حماية صحة المواطن وحماية مهنة الصيدلة من كل من سولت له نفسه التطاول عليها، والتحقق من الشهادات القديمة من أجل إعادة هيكلة المهنة حتى تتماشى والقوانين الجارية.