درجة حرارة مرتفعة ونهار طويل يتبعهما عدد ساعات صيام أطول. لم يكد يمض الأسبوع الأول من رمضان، حتى بدا على المواطنين،الإنهاك والتعب، فيما ارتفعت حدة الملاسنات والمشادات الكلامية، لتزيد بدورها من حرارة الأجواء. الشوارع في أولى أيام شهر رمضان تكاد تكون شبه خالية من المارة ومستعملي الطريق، خصوصا فترة الظهيرة، حيث ترتفع درجة الحرارة بشكل لا يطاق، ذات اليد وارتفاع درجات الحرارة وحلول شهر رمضان الذي تزامن مع عز الصيف، لم يدع لساكنة مدينة وجدة وخاصة أطفال الفقراء فيها من خيار سوى الارتماء في مياه ملوثة في "بحر وجدة" الواقع قرب البريد المركزي بالشارع الرئيسي،هذا في وقت تم فيه إغلاق المسبح البلدي الوحيد للسماح بانتعاش حركة المسابح الخاصة والمرتفعة الثمن بشكل صارخ.. صحيح أن الجميع يدرك أن الفصل فصل صيف، وأن الشمس والحر هما سيدا الموقف ولا مهرب منهما، لكن «أن يجتمع الحر والصيام، فالغالب الله»، جملة، تكاد تتحول إلى لازمة يتغنى بها هذا أو ذاك، أثناء شجار عابر، في حافلة أو سيارة أجرة... الكل يتعذر بها لتعليل ضعف القدرة على التحمل وتوتر الأعصاب وسرعة «الترمضينة».. لكن موجة الحر هذه لم تمنع من الإقبال على الأسواق خلال الأيام الماضية لشراء المواد التي يحتاجونها في تحضير وجبات الإفطار والسحور رغم ارتفاع أسعار بعض المواد، إذ تشهد الأسواق الشعبية كما الواجهات الكبرى إقبالا منقطع النظير ورواجا كبيرا، سيما المنتوجات الغذائية من لحوم بشتى أصنافها وخضر وفواكه. ومع اقتراب مغيب الشمس يزداد منسوب العصبية في الشوارع ويصبح التوتر باديا على سائقي السيارات التي تجوب المدينة في شهر رمضان المبارك، فمع اقتراب موعد الافطار يزداد التوتر في الطرقات وتعلوا أصوات المنبهات وتلوح الأيادي من داخل زجاج النوافذ، مهددة ومتوعدة بشجار لا نهاية له، قبل ان يلعن أصحابها «الشيطان»، ويمضي كل منهم إلى حال سبيله.