لم يسمع أي أحد بالمدينة أن مؤسسة شرق وغرب قد صرفت مئات الملايين على المهرجان الذي لقي استحسانا كبيرا من طرف الساكنة الوجدية التي تابعت جميع فقراته باهتمام كبير،بل علمت "الوجدية" أن ميزانية المهرجان كانت هزيلة جدا ومع ذلك كان المهرجان ناجحا بكل المقاييس الفنية والتسويقية لمدينة وجدة خاصة في البلدان الافريقية المشاركة. مؤسسة شرق وغرب تقدم خدمات كبيرة لساكنة المدينة وخاصة بواحة سيدي يحيى حيث مقرها،وينشط بها بعض خيرة الشباب والأطر الوجدية التي تعمل في صمت وطيلة السنة. مؤسسة الشرق والغرب تختتم مهرجان وجدة أفريقيا في طبعته الثالثة بوجدة نظمت مؤسسة الشرق والغرب مهرجان وجدة أفريقيا في طبعته الثالثة في مدينة وجدة، والذي يهدف إلى تعزيز فكرة الحوار بين الحضارات وتقبل الآخر، وإلى نبذ الاضطهاد، وذلك طيلة أيام 15 16 و 17 يونيو، في ساحة زيري بن عطية المواجهة للمركز الثقافي. ويهدف المهرجان إلى التعريف بالثقافة الأفريقية والمغربية، ومحاولة دمج الأفارقة المهاجرين في المجتمع المغربي، وذلك من خلال الأنشطة التي كانت عبارة عن معارض، و أمسيات و سهرات تجمع بين الفلكلور الوجدي والفلكلور الأفريقي لإحياء روح التضامن والتوافق بين الحضارات. كان الافتتاح يوم الجمعة 15 يونيو، في مؤسسة الشرق والغرب وذلك من خلال عرض شريط يحكي معاناة المهاجرين الأفارقة في بلدهم الأصلي وكذلك كيفية عبورهم عبر الحدود، و كان هناك معرض للمصور الإيطالي أنريكو الذي عاش مع الأفارقة في حي شعبي في الرباط، والذي تحكي صوره عن كيفية عيش الأفارقة في ذلك الحي. هذا و تلألأت ساحة زيري بن عطية بمجموعة من الفرق، فرقة “وليدات البراهمة" القادمة من مدينة وجدة، كما حضرت أيضا الفرقة النيجيرية “لوكومبا"، وفرقة “العوافي" التي تحيي أغاني فرقة ناس “الغيوان"، وقد اختتمت السهرة بمزيج من الفلكور الإفريقي و الوجدي وذلك تعبيرا عن تمازج الحضارتين الجنوبية الإفريقية و الشمالية الإفريقية... في اليوم الثاني من المهرجان يوم السبت 16 يونيو 2012 جمعت أمسية للأنشطة بين الأطفال الأفارقة والمغاربة، كما كانت هناك مسابقة للرسم بين الفئتين، وكان موضوع الرسم تحت عنوان “المغرب وإفريقيا"، في المساء تم عرض فيلم “الدار الكبيرة" في المؤسسة، الذي يحكي اختلاف الحضارات والثقافات وما يخلقه من مشاكل وكيف يمكن أن تعالج هذه الاختلافات من خلال الحوار والحب متبوعا بنقاش حول موضوع “الاختلاف، نحن والآخر" تحت إشراف المحلل النفسي “عبد الجليل حيرش"، في المساء كانت السهرة الختامية بالنسبة للسهرات الليلية، في ساحة زيري بن عطية أحيتها كل من مجموعة “دجومبي أفريكا" من السنيغال ومجموعة “راس الدرب" من أكادير، وكان الجمهور الإفريقي حاضرا بكثافة كما هو الحال بالنسبة للجمهور الوجدي. يوم الأحد وهو يوم الاختتام للمهرجان، حيث وزعت الجوائز على المشاركين الأفارقة والمغاربة الذين شاركوا في مسابقة الرسم، كما ضم الحفل عدة وصلات إنشادية، فلكلورية، ولوحة من تقديم أطفال المؤسسة. للعلم فإن مؤسسة الشرق و الغرب، تضم مشروع “الهجرة عبر الحدود"، الذي يضم بدوره شبكة الجهة الشرقية للهجرة عبر الحدود، التي تتألف من عدة جمعيات فاعلة في المجتمع المدني، تهتم بقضية المهاجرين الأفارقة وكذلك بحقهم في العيش الكريم بدون تهميش.