ذ.ادريس العولة هدم منزلها وصار خرابا وسرابا، سوته أرضا جرافة سلطات بشار بالجزائر فانطلق مسلسل بحث الأسرة عن مستقر يأويها قيظ صيف حار وقر شتاء بارد، ضيق حالها رمى بها الانزواء في بيت صغير وضيق قبل أن يستنفذ مخزون رب الأسرة المالي و يصيب جيبه الفراغ والإفلاس، ليطرده من جديد صاحب المنزل بعدما عجز عن تسديد فاتورة الكراء وظلت الأسرة تعيش في العراء والخلاء،تسرب إليها البؤس والحزن ،اختلطت الأمور على رب الأسرة الذي أصبح عاجزا على توفير سكن لأبنائه،حاصرته الأفكارمن كل صوب وحدب لإيجاد حل مناسب و ناجع لمعضلته، فاهتدى إلى فكرة النزوح و الرحيل نحو المغرب وترك بلد الأسلاف والأجداد الجزائر الذي هدم منزله وشرده رفقة أسرته فما جدوى البقاء في بلد لم يستطع توفير له سكن لائق. فقرر رب الأسرة أن يشد الرحال صحبة زوجته وأبنائه نحو مكان آخر لعله يجد مفتاح باب سكن لائق يقيه شر التشرد،والمبيت في العراء ولو تعلق الأمر ببلد آخر غير بلده،وهو يعي ويدرك جيدا أن الرحلة من بشار نحو بوعرفة ستكون شاقة ومتعبة،ومحفوفة بالمخاطر أيضا. تسللت الأسرة إلى التراب المغربي وسلمت نفسها لحرس الحدود الذي قام بدوره إحالتها على القضاء كما يقتضيه القانون،انطلق مسلسل استفسار رب الأسرة من طرف القاضي بخصوص نزوحه للمغرب ،فكان رده كونه وصل إلى عمله أن سلطات بوعرفة قامت مؤخرا بتوزيع منازل بالمجان على الفقراء والمحتاجين، فتولدت لديه فكرة النزوح إلى هناك رفقة أفراد أسرته لعله يظفر هو الآخر بمسكن يستقر فيه رفقة أسرته بعدما أقدت سلطات بلاده على هدم منزله وشردت أفراد أسرته دون أن تجد حلا مناسبا ناجعا لمعضلته فقرر ترك هذا البلد الذي أهان كرامته وشرد أسرته. لاشك أن القاضي تأثر لحاله قبل أن يسترسل في حديثه لشرح مضامين الاستفادة من سكن لائق في بوعرفة وغيرها من المدن المغربية الأخرى ،إذ لم تكن عملية توزيع الدور والمساكن على الفقراء والمحتاجين بالأمر الهين الذي كان يتصوره الرجل،فالعملية تخضع لمعايير ومقاييس معينة، ومساطر قانونية لا بد للمرور من جسرها للوصول إلى الاستفادة من سكن لائق . قبل أن يعطي القاضي أوامره لترحيل الأسرة نحو بلدها الجزائر طبقا للقوانين والقرارات الجاري بها العمل بهذا الخصوص. فعادت الأسرة من حيث أتت،بعدما اقتنعت تمام الاقتناع بكلام القاضي مستحسنة حسن الضيافة وما لاقته هذه الأسرة من معاملة حسنة من طرف السلطات المغربية،ويتأكد بالملموس والواضح لرب الأسرة،أن معضلة السكن تبقى مسألة كونية تعاني منها كل دول العالم ،الفرق مرهون بكيفية معالجة الظاهرة التي تختلف من بلد لآخر. فالعودة إلى الجزائر لم تكن بالميمونة لرب هذه الأسرة ،فعواقبها ستكون وخيمة،حيث سيجد في انتظاره أسئلة عديدة لسلطات بلاده وجب عليه الإجابة عليها بشكل كافي ومقنع. إضافة "الوجدية": "على المنظمات الحقوقية والإنسانية الجزائرية وكذا الدولية متابعة حالة هذا المواطن الجزائري،لكل غاية إنسانية حقوقية مفيدة.