" حتى لا تذهب حياة عائشة المختاري عبثا لنعمل على أنسنة و دمقرطة شروط منح الفيزا للمغاربة" أحيت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتنسيق بين فرع وجدة والفرع الجهوي للجهة الشرقية بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بوجدة الذكرى الأربعينية لوفاة السيدة عائشة المختاري يوم السبت 26 شتنبر 2009،نتيجة حرمانها من الفيزا تعسفا بقصد العلاج في إحدى المصحات في فرنسا وبسبب تجاهل السلطات المغربية للحق في الصحة،مهرجان خطابي حضرته كل فروع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالجهة الشرقية والمكتب المركزي إضافة إلى ممثلي بعض الهيئات السياسية والمدنية ومراسلي بعض وسائل الإعلام الوطنية. ويأتي هذا النشاط ضمن البرنامج الوطني الذي نظمته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من وقفات بالرباط و فاسوفرنسا إضافة إلى الندوات الصحافية والتصريحات الإعلامية للمكتب المركزي ولمختلف مسئولي الجمعية بهدف فضح الوضعية الصحية ببلادنا التي تتميز بالحرمان والحكرة،وبهدف فضح واقع الفيزا اللاإنساني والمجحف.وقد تضمن برنامج تخليد الذكرى الأربعينية كلمات فرع وجدة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمكتب الجهوي،وكلمة المكتب المركزي ألقتها الرفيقة سميرة كيناني التي أشارت إلى ارتباط الحق في الصحة بالحق في الحياة وضرورة فتح جبهة النضال المشترك لانتزاع هذا الحق وتمتع المواطنين به..كما تطرقت إلى الحق في التنقل والاهانات الكبيرة التي يتعرض لها طالبي "الفيزا" عبر العنف المادي والرمزي والنفسي ...التي تمارسه القنصليات الفرنسية التي كانت سببا في وفاة المرحومة عائشة. وشهادة عائلة مختاري ألقاها شقيقها عبد العزيز مختاري،في كلمة جد مؤثرة عرج فيها على معانات المرحومة مع وزارة الصحة العمومية ودهاليزها و ''حراس هيكلها'' الذين يقتاتون ويعيشون من معانات الآخرين مع المرض والعوز والحاجة وغياب العناية والتغطية الصحية،وتحدث عن طلباته وملفاته المتكاملة من أجل حصول المرحومة على تأشيرة السفر إلى ديار تلك الدولة التي تأسست على شعارات الثورة ''الإنسانية الحرية الإخاء والمساواة '' التي اسمها فرنسا ..واستغرب السيد عبدالعزيز كون المسؤولين الفرنسيين كانوا يردون عن رسائله، لكن عشرات الرسائل الموجهة إلى الوزارات المغربية /الوزارة الأولى /الصحة/الخارجية /الداخلية/...من اجل التدخل لإنقاذ حياة أخته عائشة من الموت بقيت من دون جواب يذكر..وأجهش بالبكاء لما خلص إلى كون معانات المواطن المغربي مع'' الحكرة'' التي يتعرض لها صباح مساء كلما التجأ إلى الإدارة والمسؤولين المغاربة هي اشد من تلك '' الحكرة'' التي يصرفها النظام الفرنسي عبر قنصلياته داخل التراب الوطني..وإذا كان احتقار النظام الفرنسي للشعب المغربي المغلوب على أمره مفهوم في حدود ما فأن ''حكرة'' أهل الدار هي التي لا تدخل على البال .. وفي الأخير ركزت الكلمات كلها على ضرورة النضال من اجل توفير الحق في التغطية الصحية للجميع وتحميل الدولة المغربية كامل المسؤولية في ذلك ... ومن اجل رفع كل الشروط والقيود التعجيزية أمام تأشيرة الخروج إلى الدول الأخرى ..فيما تعهد الأخ عبدالعزيز بمتابعة الرئيس الفرنسي ووزير خارجية لضلوعهما المباشر في وفاة أخته عائشة..وانتهى المهرجان بتنظيم قافلة ضمت عشرات السيارات متجهة الى مقبرة سيدي يحي ضواحي وجدة أين يرقد جثمان المرحومة عائشة ...