منتزه غابة "سيدي امعافة" بجنوب شرق وجدة: من فضاء أخضر للرياضة والترفيه إلى مطرح للنفايات والاختلالات يعد منتزه سيدي امعافة الغابوي بجنوب شرق وجدة، إحدى المنتزهات الحضرية ذات التنوع النباتي والطبيعي المهم، بحيث يشكل إلى جانب حديقة للاعائشة الرئة التي تتنفس منهما ساكنة المدينة طوال السنة، بحكم التنوع النباتي الذي يمنح الغابة ذلك التوازن الطبيعي والإيكولوجي والبيئي.. لكن ما يعاب على هذا المنتجع التابع للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ويتربع على أكثر من ثلاثة آلاف هكتار، ويبعد عن وسط المدينة بأربعة كيلومترات، أنه تعرض في الآونة الأخيرة لعدة اختلالات بيئية وتنظيمية ولوجستيكية، ساهمت بشكل كبير في تردي بعض الأنواع النباتية، خاصة الأشجار العتيقة المتكونة أساسا من الصنوبريات والكاليبتوس والعرعار والخروب وغيرها، وإتلاف بعض الشجيرات حديثة الغرس والتي تشكل مع الوقت غطاءا نباتيا للغابة ومحيطها البيئي والطبيعي، فأصبحت الآن بعض الممارسات تشكل مسا خطيرا بالتوازن الطبيعي لغابة كانت ولازالت المتنفس الوحيد لساكنة مدينة وجدة . إختلالات جمة وخطيرة في نفس الوقت، نحاول في هذه الورقة البيئية إبرازها للمسؤولين من جهة، وتحسيس الساكنة بمخاطرها من جهة ثانية، وتأتي هاته الاختلالات على الشكل التالي: *الرعي الجائر والفوضوي من قبل الساكنة المجاورة للغابة. *اجتثاث الأشجار بشكل عشوائي في غفلة من حراس الغابة. *كثرة الحيوانات داخل الغابة كالحمير مثلا التي تلتهم النباتات حديثة الغرس. *وجود عدد كبير من الكلاب الضالة التي تعترض ساحة المواطنين كلما تعمقوا في الغابة. *كثرة النفايات داخل الغابة وعبر طرقاتها التي تشكل عائقا بيئيا خطيرا يهدد بيئة الغابة. *استهتار بعض المتنزهين بسلامة وأمن الغابة من خلال إشعال بعض الأخشاب لأجل الطهي في نزه بالغابة . *رمي بعض الأتربة وبقايا مواد البناء بالقرب من الغابة... هذه جملة من الاختلالات التي يعانيها منتزه غابة سيدي امعافة على المستوى البيئي، بينما على المستوى التنظيمي واللوجستيكي كمنتجع يؤمه المتنزهون من مختلف أرجاء المدينة وخارجها، هي معوقات تختلف من حاجة المواطن لآخر، بحيث ينعدم عنصر الأمن داخل الغابة مما يخلق لدى المواطنين نوعا من اللاأمن، وهي الإشارة التي التقطناها ونحن نجوب مختلف مرافق المنتزه، بالإضافة لغياب صنابير الماء، وإغلاق المراحيض العمومية في وجه مرتادي الغابة، مع غياب الإنارة خاصة مع بداية الغروب، كما أن الأجهزة الرياضية والكراسي المتبثة داخل الغابة فهي متلاشية، من جهة وقليلة ولا تفي بالغرض المطلوب من جهة ثانية، ضف إلى ذلك أن بعض الموظفين التابعين للمديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، لا يقومون بدورهم الكافي في ردع بعض الاختلالات داخل الغابة، كرمي النفايات والطهي على خشب الغابة ومراقبة الزوار، وتنظيم مرآب البلدي الخاص بالغابة... وغيرها. إجمالا، تبقى الغابة ومنتزهها متنفسا رئيسيا للساكنة ومرتديها، لكن يجب أن نراعي من موقعنا الجانب البيئي في هذه المنظومة، من خلال التحسيس والتوعية، وإحداث لافتات التشوير، وكذا تفعيل الاتفاقيات التي أبرمت بين المديرية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر وعدة أطراف، من بينها الاتفاقية الإطار "الشراكة" بين وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، كالعمل على تنظيم أنشطة هادفة إلى تحسيس التلاميذ في مجال المحافظة على البيئة الغابوية والطبيعية وإشراكهم في إنجازها.