في إطار مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، انطلقت يوم السبت ثالث عشر مارس 2010 بالمركب الثقافي والرياضي بالحسيمة، فعاليات الملتقى الثاني للمتنزه الوطني الذي نظمته جمعية نوميديا للثقافة والبيئة بالحسيمة، تحت شعار: ” آفاق التنمية المستدامة بالمتنزه الوطني“ بحضور عدد من فعاليات المجتمع المدني المهتمين بالمجال البيئي؛ وقد افتتحت أشغال الملتقى بعرض شريط وثائقي للتعريف بالمتنزه الوطني وأهم المخاطرالتي تحدق به، كتلوث مياه الآباروالأودية وكذا البحار، كما تطرق الروبورتاج إلى مخاطر أخرى تهدد المتنزه الوطني، منها تناقص الغطاء الغابوي بسبب اجتثاثها أوالتعرية أو قطعها للحطب أو رعي الماشية، كما تطرق إلى طرق الصيد الممنوعة وأهمية الصيد التقليدي لأنه صيد مستدام. بعد ذلك ألقي رئيس الجمعية عرضا مقتضبا عن بعض الأنشطة التي لها ارتباط بالحماية والتدبير المستدام للموارد الطبيعية ،وكذا التحسيس بأهمية الحفاظ على الثروات الطبيعية بالمنتزه الوطني مع ضرورة خلق بدائل، عبر توفير مشاريع مدرة للدخل تخدم الساكنة بالمتنزه، كالاهتمام بالمنتوج المحلي وتطويره ثم تسويقه بطرق عصرية، كما تحدث عن دور تحسيس الأطفال وتربيتهم من أجل خلق ثقافة بيئية، ستساهم بلا شك في الحفاظ على المجال الإيكولوجي للمنتزه الوطني للحسيمة، و في إطار تأهيل المنتزه الوطني للحسيمة وكذا لفك العزلة عن الساكنة يجب تقوية البنية التحتية، مثل إنشاء مسالك سياحية معبدة وزيادة وتطوير البنى السياحية، كدور الضيافة وأماكن الترفيه وإنشاء مركز بيئي يمتاز بمميزات عالمية ومختبر للتجارب والأبحاث البيئية... ثم انتقل الحضور بمداخلاتهم وتساؤلاتهم عن ما هي أهم الإنجازات على أرض الواقع، وإلى أي حد نجحت الجمعيات التنموية العاملة بالمتنزه الوطني في خلق تنمية مستدامة بالمنطقة؟ وما هي الآفاق المستقبلية في جعل المتنزه الوطني يخدم السياحة القروية أو السياحة البديلة ؟ وبعد إغناء الحوار بمداخلات وآراء قيمة من قبل الحضو،ر خلصت الجمعيات الحاضرة إلى التوصيات التالية : - ضرورة إنشاء مشاريع هادفة مدرة للدخل تخدم الساكنة بالمتنزه. - التدبير المستدام للموارد الطبيعية والحفاظ عليها - الاهتمام بالتراث الثقافي المحلي وتوظيفه. - تحسيس الأطفال والشباب بأهمية الحفاظ على الثروات الطبيعية - إدماج وتدريس " مادة البيئة " كمادة مستقلة في الطور الابتدائي. - تكثيف الغطاء النباتي عبر غرس الأشجار، وإعداد مجال لحماية التنوع البيولوجي للصيانة والحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض. - تشجيع السياحة البيئية بالمنطقة عن طريق الإعلام والصحافة. - إنشاء مجلة بيئية تعنى بالمتنزه الوطني للحسيمة. وفي ختام اليوم الأول رحب الحضور بفكرة تنظيم مثل هذه الملتقيات التي تعني بالمجال البيئي والتراثي بالمنطقة، ونظرا لالتزام المغرب ومساهمته الفعالة في المجهودات المبذولة من قبل المجتمع الدولي في مجال البيئة والتنمية المستدامة، ولانخراطه في عدد من الاتفاقيات الدولية وخاصة تلك المتعلقة بالتنوع البيولوجي، فإن المحافظة على البيئة يجب أن يظل الانشغال الشاغل لعموم المغاربة في مسلسل التنمية المستدامة بالمغرب. كما تضمن البرنامج في اليوم الثاني زيارة ميدانية إلى المنتزه الوطني بالحسيمة وبالضبط إلى منطقة بادس، وقد شارك في هذه الزيارة مايقارب أربعين طفلا وشابا، وقد ألقى أمين مال الجمعية السيد عبد الإله بنعزوز شروحات عن ميناء بادس الطبيعي، ومكانته التاريخية بالمنطقة وعن الجانب التاريخي لمنطقة بادس ، كما قمنا بزيارة ضريح المتصوف أبي يعقوب الباديسي. وبعض المآثر التاريخية كالطاحونة الهوائية والأبراج ... وقد كانت الزيارة الأولى للأطفال والشباب إلى المنطقة، حيث استمتعو بقضاء وقت ممتع بين أحضان الطبيعة الخلابة . عن المكتب: