مثال آخر لإعاقة ترجمة "المخطط الأخضر" وتعثر أهدافه وحركة تنقيلات واسعة ستشهدها المديريات الإقليمية والجهوية للوزارة عجلة مخطط المغرب الأخضر لا تدور وفق ما ترتضيه رغبة القائمين على الشأن الفلاحي في البلاد.بعد إعادة عزيز اخنوش إلى قيادة وزارة الفلاحة، يبدو أن الوزير الذي يعرف خبايا قطاع يعول عليه الكثير من المغاربة بدأ ولايته الجديدة من حيث يجب أن يبدأ لإنجاح مخطط المغرب الأخضر. حركة تنقيلات واسعة ستشهدها المديريات الإقليمية والجهوية للوزارة بحر الايام القادمة.مصادر مقربة وعليمة بما يجري داخل دواليب الوزارة أكدت في اتصالات مختلفة أن عزيز اخنوش ضاق ذرعا ببعض المدراء الجهويين،بل إن نفس المصادر أضافت أن الوزير أخنوش ردد "غير ما مرة أن لا مستقبل لمخطط المغرب الأخضر مع بقاء مدراء جهويين وإقليمين لا يعون أهميته ولا يحملون همه". مخطط "المغرب الأخضر" الذي خصصت له الدولة مبلغ 150 مليار درهم ويهم قطاعا يساهم ب 19 بالمائة من الناتج الداخلي الخام منها 15 بالمائة في الفلاحة و4 بالمائة في الصناعة الفلاحية ويشغل 4 مليون قروي، ،ويوفر حوالي 100 ألف منصب شغل في قطاع الصناعات الغذائية، يظهر أنه لا زال يعاني الكثير من المشاكل بعد أربعة سنوات من إطلاقه،وأقاليم الجهة الشرقية حجة ودليل. على النقيض من الرأي الداعم لفكرة إعادة توزيع المدراء الجهويين والاقليمين للفلاحة وتحمليهم الجزء الاكبر من المسؤولية في تعثر مخطط المغرب الأخضر،ترى مصادر أخرى أن المدراء الجهويين والاقليمين واطر وزارة الفلاحة لا يمكن تحميلهم مثلا النسبة الضعيفة للفلاحين الذين يستفيدون من القروض البنكية الموجهة للاسثتمار الفلاحي. ما يتحمله المدراء الجهويون والاقليميون لوزارة الفلاحة في ترجمة مخطط المغرب الأخضر لأرض الواقع أوسع من مجرد عمليات الاقتراض البنكي وتسهيلها للفلاحين الصغار والمتوسطين. بحسب الداعمين لفكرة حركة التنقيلات التي ستعرفها مديريات الوزارة في غضون الايام القليلة القادمة بعدما تم تكذيب الخبر سابق، فهؤلاء مطالبون بوضع استراتيجية فلاحية على أرض الواقع بتشجيع الاسثتمار الفلاحي ومواكبة المشاريع الفلاحية التي يحملها المستثمرون في القطاع ودعمها .هذا ما يعيق ترجمة المخطط الذي كلف خزينة البلاد مليارات الدراهم فقضية الدعم الفلاحي لوحدها لا زالت بحسب مصادرنا،غامضة ومعقدة وغير متاحة أمام صغار الفلاحين والمتوسطين منهم.ثم هناك تساهل الإدارات الجهوية والإقليمية مع بعض التعاونيات المحتكرة للعديد من المنتوجات الفلاحية الأساسية في الأمن الغذائي للبلاد والعباد،كما وقع في قرية فلاحية بضواحي مدينة وجدة..ولا تستغربوا إن علمتم بأن تنفيذ "المخطط الأخضر" بعمالة وجدة أنجاد لم ينصف تعاونية فلاحية لإنتاج الحليب رغم تجهيزها من طرف وزارة الفلاحة،حين رفضت التعاونية الأم لإنتاج الحليب ومشتقاته جمع إنتاجها،فقط لأن "السياسة السياسوية" اخترقت العمل التعاوني بقرية لبصارة. صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله،سبق له أن اطلع ،شهر ماي 2010 ،للتذكير بمقر تعاونية الحليب بالمغرب الشرقي (كوليمو) بوجدة على مشروع التجميع لسلسلة الحليب بالجهة الشرقية الذي يندرج ضمن مخطط المغرب الأخضر. ونذكر المسؤولين بالجهة والإقليم عن الفلاحة والفلاحين من وزارات معنية ومنتخبين إن سهوا أو غفلوا بأنه مشروع حسب وكالة المغرب العربي للأنباء "رصدت له اعتمادات مالية بقيمة 109 مليون و500 ألف درهم.وقدمت لجلالة الملك ،بهذه المناسبة،شروحات حول هذا المشروع الذي يتم إنجازه خلال ثلاث سنوات ويستفيد منه3600 من مربي الأبقار (المجمعون) المنتمون إلى عمالة وجدة أنجاد وأقاليم بركان والناضور وتاوريرت وجرادة ودريوش وجرسيف،ويستهدف21 ألف رأس من الأبقار الحلوب.وتتوزع الاعتمادات المالية،التي رصدت لهذا المشروع ما بين تحسين نسل الأبقار (90 مليون درهم)،وتطوير سلسلة التغذية الحيوانية (ثلاثة ملايين درهم)،وتقوية شبكة تجميع الحليب (ثلاثة ملايين درهم)، وتوسيع الطاقات الاستيعابية لوحدات التجميع (ستة ملايين درهم)،والتأطير وتحسين الجودة (سبعة ملايين و500 ألف درهم).ويروم المشروع ،علاوة على الرفع من عدد المجمعين من3600 كساب إلى3900 كساب، في أفق سنة2012 ، تحسين الإنتاجية من 3300 لتر سنويا من الحليب لكل بقرة حاليا إلى4000 لتر سنويا, والرفع من إنتاج الحليب من3 ر69 مليون لتر حاليا إلى 84 مليون لتر سنويا، ومن القيمة المضافة للحليب من251 مليون درهم حاليا إلى308 مليون درهم.كما يطمح المشروع،الذي يساهم في تمويله كل من صندوق التنمية الفلاحية (20 بالمائة) والفلاحون (69 بالمائة) والمجمع ممثلا في تعاونية الحليب بالمغرب الشرقي (11 بالمائة)،إلى الرفع من عدد مراكز تجميع الحليب من66 حاليا إلى72 مركز والرفع من مناصب الشغل القارة من4700 حاليا إلى5080 منصب سنة2012.ويهدف المشروع كذلك إلى جانب تحسين إنتاج الأعلاف المركبة من30 طن إلى50 طن يوميا في أفق2012ويشمل مشروع التجميع لسلسلة الحليب بالجهة الشرقية،تحسين نسل الأبقار عبر استيراد3000 بقرة في أفق2012 بمعدل1000 بقرة كل سنة، وإنجاز10000 عملية تلقيح اصطناعي، وكذا تقوية وتوسيع الطاقة الاستعابية لوحدة تعاونية الحليب للمغرب الشرقي (كوليمو) من150 ألف لتر يوميا حاليا إلى200 ألف لتر يوميا في أفق2012 , إلى جانب التأطير التقني للمجمعين وضمان جودة الحليب وفق المعايير المعتمدة". ويذكر أحد فلاحي المنطقة إن نفعت الذكرى كذلك،بأن التتبع الميداني لجلالة الملك لمختلف المشاريع الخاصة بمخطط المغرب الأخضر يعكس حرص جلالته المتواصل على العمل من أجل تطوير وعصرنة الفلاحة المغربية وعقلنة تدبيرها لكسب رهان الإنتاجية والتنافسية والأمن الغذائي،وضمان خلق مناصب شغل جديدة وتحسين دخل الفلاحين..وهي الأهداف التي تعاكسها بعض الضمائر المريضة بحب السلطة والتحكم في رقاب الفلاحين المغاربة بالباطل.