أصيب عبد الله العسلي مهاجر مغربي بإسبانيا بإعاقة جسدية دائمة عقب تعرضه لسلسلة من أشكال التعذيب عند استضافته في أحد مخافر الشرطة الوطنية الإسبانية بكوادالاخارا شرق مدريد. وعلم من مصادر متطابقة، أن المهاجر المغربي، الذي اعتقل بداعي وجوده في وضعية غير قانونية بالتراب الإسباني، يوجد حاليا في مصلحة العناية المركزة لايقوى على الحركة نهائيا ممدودا على السرير منذ اختفائه عن الأنظار في فاتح مارس الجاري. ودخلت جمعية الأمل المهتمة بشؤون المهاجرين المغاربة بإسبانيا على الخط، بعدما باتت تقوم بسلسلة من أعمالها الإنسانية مباشرة بعد علمها بالأمر، إذ تشن رئيستها نادية العثماني حملة تحسيسية رفقة باقي الجمعيات الإسبانية لمناهضة الاعتداء الهمجي الذي تعرض له المهاجر المغربي، الذي أكدت مصادر متطابقة أنه نقل إلى مخفر الشرطة راجلا وخرج منه محمولا على سرير سيارة الإسعاف اثر تعرضه لاعتداء. وتعود وقائع القضية ذاتها، وفق المعلومات المتوفرة، إلى أن المغربي (31عاما)، كان يتابع مباراة في كرة القدم في الحي الذي يقيم فيه، حينها فاجأه رجلا أمن بزي مدني، وذلك في تمام الساعة التاسعة مساء وطلبا منه الإدلاء ببطاقة الإقامة وأجابهم بأنه بصدد تسوية وضعيته القانونية، حينها ربط رجال الأمن اتصالا بمركز النداء الأمني لتحل دورية تابعة للشرطة الوطنية التي اقتادته إلى مخفر الشرطة وسط المدينة. وحاول زملاؤه الاتصال به دون جدوى ليعرجوا على مركز الشرطة للاستفسار حول اختفائه ستة أيام أخبرهم رجل بأنه تم ترحيله إلى المغرب، ولما اتصلوا بعائلته بآسفي أكدوا لهم أنهم لم يتوصلوا بأي إشعار بترحيله، نافين معرفتهم بالموضوع ما ازدادت معه مخاوف وشكوك عائلته وزملائه حول مصيره. وقالت مصادر قريبة من الملف، أنه بعد مرور أسبوعين من اعتقاله اتصلت إدارة المستشفى بأحد أصدقائه واستفسرتهم عن آخر مكان كان يقطن به المغربي قبل الاستقرار بواد الحجارة، فأخبروهم أنه كان يعمل في قطاع الفلاحة بمورسيا، (جنوب شرق البلاد) بعدها أشعروهم أن صديقهم يوجد في المستشفى المركزي للمدينة تحت العناية المركزة دون إعطائهم تفاصيل أخرى عن حيثيات دخوله المستشفى. وانتقل عدد من أصدقاء المغربي عبد الله العسري، في اليوم الموالي إلى المستشفى ذاته، ليجدوه مقعدا لا يستطيع الحراك ويحمل آثار جرح غائر في رقبته، كما أن مدير المستشفى أخبرهم أن صديقهم دخل مصلحة العناية المركزة يوم فاتح مارس على الساعة الحادية عشرة ليلا، أي ساعتين بعد اعتقاله واقتياده إلى مخفر الشرطة، مما أكد لهم أنه تعرض للتعذيب على يد الشرطة. وارتباطا بالموضوع ذاته، ربط أصدقاء الضحية اتصالا بالسفارة المغربية المعتمدة بمدريد لإشعارها بالحادث ذاته، طالبين منها التدخل لدى الشرطة الإسبانية لاستفسارها عن حيثيات إصابة الضحية، لكن المسؤول في السفارة المغربية أقفل الهاتف في وجوههم، على حد تعبير المصادر ذاتها، مضيفة أنهم اتصلوا كذلك بالقنصلية المغربية بمدريد التي هي الأخرى رفضت الاستماع إليهم. وعبرت نادية العثماني، رئيسة جمعية الأمل بإسبانيا، عن امتعاضها الشديد «أولا من هذا الفعل الشنيع الذي اقترفته الشرطة الإسبانية في حق المهاجر المغربي، ثم من الاحتقار الذي تتعامل به السلطات الدبلوماسية والقنصلية المغربية مع المواطنين المغاربة»، مناشدة في تصريحات صحافية الحكومة المغربية التدخل، ووضع حد لما أسمته «الحكرة المزدوجة» التي يعيشها المغاربة المغتربين.