كتبت مجلة "مسارات الطرق السيارة بالمغرب" في عددها ال 12 الصادر مؤخرا أن الطريق السيار فاس - وجدة الذي تم فتحه في وجه حركة المرور منذ 25 يوليوز الماضي يعتبر مشروعا كبيرا مهيكلا يندرج في إطار المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية وسيمكن إنجازه من إبراز إمكاناتها خصوصا في الميادين السياحية والصناعية والتعدينية. وأوضحت المجلة التي تصدرها الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب أن مشروع الطريق السيار فاس - وجدة بوصفه الحلقة الأخيرة من المخطط الأول لتعزيز شبكة الطرق السيارة البالغ طولها ألف و417 كلم يسمح للمملكة بأن "تضطلع بدور متميز باعتبارها قطبا للتبادل والعبور بين مختلف بلدان المغرب الكبير وبين جنوب أوروبا وشمال إفريقيا". وعلى المستوى الإقليمي يندرج الطريق السيار فاس - وجدة تضيف المجلة في إطار الطريق السيار المغاربي الذي سيربط نواكشوط في موريتانيا بطبرق في ليبيا حيث سيقدم الخدمات للمدن الرئيسية في الاتحاد المغاربي مشيرة إلى أنه ستتم بفضل شبكة الطرق السيارة حركة نقل السلع وتنقل الأشخاص بالسلاسة المطلوبة وتستفيد المجالات الترابية المربوطة من شروط الولوج والحركية الآمنة والموثوقة والمريحة ما سيزيد من إمكانية التطور على المدى المتوسط والطويل. وأضافت أنه تم استغلال التكامل بين الجهات الفرعية التي فكت عنها الطرق السيارة العزلة استغلالا جيدا ما سيمكن من تحقيق اقتصاد الحجم كما شهدت السوق الداخلية دينامية أكبر معتبرة أن الطريق السيار فاس - وجدة يعتبر مصدر قوة بالنسبة لتنمية الجهات التي يعبرها خاصة منها التنمية السياحية والذي يجعل منها التراث التاريخي وتنوع المناظر الطبيعية إحدى أجمل جهات تراب المملكة. وبعد أن أكدت أنه أضحى بوسع المستعملين قطع المسافة الفاصلة بين الرباطووجدة في أقل من أربع ساعات ونصف اعتبرت المجلة هذه البنية التحتية الهامة امتدادا للطريق السيار الرباط - مكناس - فاس "لتشكل في نهاية المطاف محورا كبيرا مهيكلا يربط الشرق بالغرب". وذكرت المجلة بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان أعطى انطلاقة أشغال هذا الطريق السيار الذي يبلغ طوله 320 كلم يوم 16 يناير سنة 2007 ويشمل 10 مبدلات منها ستة بين فاسووجدة وتازة ويعترض العديد من الطرق بما فيها الطريق الوطنية رقم 6 التي تربط فاسبوجدة. وأبرزت أن الطريق الذي يربط بين فاسووجدة يعتبر المحور السيار الأكبر الذي لم يسبق أن قامت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب أن أنجزته دفعة واحدة ما "شكل تحديا حقيقيا" موضحة أنه من أجل مواجهة هذا التحدي تم تقسيم بناء الطريق السيار إلى 18 حصة أشغال منها 12 متعلقة بالمقاطع الطرقية الهامة و6 متعلقة بالجسور الرئيسية كما تم بناء 30 جسرا يبلغ طولها الإجمالي ما يناهز 7 كيلومترات منها 11 جسرا تم استخراجها من الصفقات الأساسية للأشغال وهو ما يمثل مساحة طولية تقارب 4000 متر وبلغ الاستثمار الملتزم به لبناء هذه الجسور ما قدره 1168 مليون درهم. وفي إطار هذا المشروع ذكرت المجلة بأن حجم الأشغال الترابية بلغ أكثر من 84 مليون متر مكعب فيما تم بناء 30 جسرا يبلغ طولها ما يناهز 7 كيلومترات و75 ممرا علويا و16 ممرا سفليا و47 ممرا للمركبات بالإضافة إلى العديد من المنشآت المائية وممرات الراجلين والمعابر. وقد بلغت الكلفة الإجمالية لإنشاء المشروع 10 مليون و805 درهم