بعد أن كان مقررا أن تستمر الأشغال بمشروع الطريق السيار فاسوجدة على مدى 42 شهرا، تم تقسيم المشروع إلى عدة مقاطع، منها خمسة تربط بين فاسوتازة، على طول حوالي 129 كلم ، لأجل افتتاحه رسميا أمام حركة المرور في منتصف السنة الماضية، تأخر إطلاق استغلال الطريق السيار لأزيد من سنة تقريبا عن الموعد المحدد له مسبقا ، لتضرب وزارة التجهيز والنقل بتازة موعدا جديدا خلال شهر يوليوز القادم كموعد رسمي للربط بين مدينتي فاسووجدة عبر الطريق السيار على طول 328 كلم. الإعلان جاء على لسان عبد العزيز حزام مندوب وزارة التجهيز والنقل بتازة الذي أكد خلال عرض قدمه في الدورة العادية للمجلس الإقليميلتازة بأن أشغال بناء الطريق السيار فاسوجدة تسير على قدم وساق على الرغم من الاضطرابات الجوية والمشاكل التقنية، مضيفا أن الأشغال ستنتهي في 30 يونيو2011 ، وأن الشروع في استغلاله لن يمنع استمرار بعض الأشغال الثانوية المتصلة بقارعة الطريق والبيئة . وأوضح أن حالة تقدم أشغال بناء مقاطع من الطريق السريع فاسوجدة عبر إقليمتازة تتأرجح ما بين90 و95 في المائة. الطريق السيار فاسوجدة يمتد على طول 328 كلم، وتطلب إنجازه استثمارات بقيمة تسعة ملايير و125 مليون درهم (بمعدل 28 مليون درهم للكلم الواحد) وذلك دون احتساب الدراسات وتكلفة شراء الأراضي. وقد جرت تعبئة الغلاف المالي للمشروع، من خلال مساهمات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية (900 مليون درهم)، والصندوق العربي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية (مليار و800 مليون درهم) والبنك الأوروبي للاستثمار (مليار و980 مليون درهم)، والبنك الإسلامي للتنمية (مليار و80 مليون درهم)، وصندوق أبو ظبي (225 مليون درهم)، وصندوق «أوبيك» (225 مليون درهم)، إلى جانب مساهمة من صندوق الحسن الثاني والدولة في شكل زيادة في رأسمال الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، في حدود ملياري درهم لكل منهما. وتضمنت أشغال هذا المشروع إنجاز 10 بدالات، منها ستة بين فاسوتازة، وتحريك أكثر من 84 مليون متر مكعب من الأتربة، وتشييد 26 جسرا، و75 ممرا علويا، و16 ممرا سفليا، و47 ممرا للعربات، بالإضافة إلى عدة منشآت مائية وممرات للراجلين. وسيشجع هذا المحور الجديد الحركة الاقتصادية والسياحية للجهة الشرقية وجهة فاس بولمان، كما أن تأثير هذه البنية التحتية الطرقية التي ستربط شرق المملكة بغربها، سيكون واضحا في مجال سلامة المسافرين والتقليص من مدة التنقل بين فاسووجدة. وقد روعيت في اختيار الممرات التي سيعبرها المشروع، المعطيات الأيكولوجية للمنطقة، إذ صمم بحسب ماتم الإعلان عنه بطريقة ستدمجه بشكل جيد في المنظر الطبيعي، كما جرت برمجة مجموعة من التدابير الرامية إلى الحد من تأثير المنشأة على البيئة، تتمثل أساسا في حماية الموارد المائية من خلال وضع جهاز يتضمن مزيلا للزيوت على مستوى الأودية المهمة، التي سيمر عبرها الطريق السيار، وذلك لإزالة المحروقات والمواد الملوثة الأخرى العائمة وغير القابلة للامتزاج بالماء، وحماية الوحيش الذي تزخر به المنطقة، وكذا الغطاء النباتي والحد من انبعاث الغبار والحد من التأثير السلبي على المناطق الفلاحية.