حوالي الساعة الواحدة و النصف من زوال يوم الثلاثاء 26 غشت الجاري شب حريق مهول في أحد المحلات بالسوق الاسبوعي لتاوريرت،وانتقل الى باقي المحلات الأخرى بسرعة كبيرة جدا رغم التدخل السريع لرجال الوقاية المدنية إلا أنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليه بسبب ألسنة اللهب التي بلغ ارتفاعها أكثر من 7 أمتار . السوق الذي كانت تستفيذ منه أزيد من 1500 عائلة كان موردها الأساسي، استطاعت النيران وفي وقت وجيز التهام جميع محلاته التجارية التي كانت محط نقاش مابين المسؤولين وممثلي التجار من أجل نقلهم إلى مكان آخر واستغلال هذه المساحة كفضاء أو متنفس للمدينة. وبمجرد أن عم هذا الخبر المفجع هرعت الساكنة إلى عين المكان لتكتشف مرة أخرى النقص الكبير في وسائل الإنقاذ ،فمن المعلوم أن مدينة تاوريرت التي تفوق ساكنتها 70000 نسمة تحتوي على شاحنة إطفاء واحدة مما عطل عملية الإنقاذ و زاد في هول الكارثة. وقد استمرت الجهود من أجل إخماد الحريق لأكثر من أربع ساعات بمشاركة عناصر من الوقاية المدنية وعناصر من القوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية والأمن الوطني إضافة إلى المئات من سكان المدينة، كما تم هدم أسوار السوق محاولة لإطفاء الحريق و إنقاد ما يمكن إنقاذه. وذكرت بعض المصادر أن الحريق تسبب في خسائر مادية كبيرة،بالإضافة إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة. وقدرت ذات المصادر تلك الخسائر المادية في حصيلة أولية بمبلغ يفوق 4 مليارات سنتيم ، إلا أن هذه الخسائر قابلة للارتفاع في انتظار جرد دقيق لكل السلع التي التهمتها النيران بالاضافة الى المحلات التي يتجاوز عددها 1200 كانت قائمة بذات السوق الذي يغطي مساحة تبلغ 28 ألف متر مربع . و تجدر الاشارة أن ضحايا هذا الحريق من الباعة لم يعلنوا بعد عن انفسهم و عن الخسائر التي تعرضوا لها من جراء هذا الحريق المهول الذي يعد الأول من نوعه بتاوريرت من حيث الضخامة و الخسائر التي نتجت عنه. وقد باشرت المصالح المختصة بفتح تحقيق من أجل تحديد أسباب اندلاع الحريق والتي مازالت مجهولة،علما أن تجار السوق لا يستبعدون أن يكون هذا الحريق متعمد،كما أن المدينة عرفت بعد الحريق انتشار إشاعة مفادها أن مجهولين كانوا يخططون لبناء مركب مكان السوق يكونوا قد نشروا غبارا مجهولا داخل وخارج السوق مما سرَع وتيرة انتشار الحريق. وفي السياق نفسه أصدرت النقابة الوطنية للتجار والمهنيين (ك.د.ش) بتاوريرت بلاغا جاء فيه:" شب حريق مهول بالسوق البلدي بتاوريرت ورغم استنفار كل القوات (الوقاية المدنية الجيش) أتت النار على أكثر من 1500محل كبدت التجار والحرفيين خسارة كبيرة تقدر بأربعة ملايير سنتيم". زيادة على أنه في الوقت الذي كان الجميع يسابق الزمن من أجل إطفاء الحريق كان العديد من اللصوص يستغلون الفاجعة من أجل السرقة والنهب دون الاكتراث بهول الكارثة والحريق ،وخاصة أن الشهر هو شهر رمضان.