« إنه ليوم تاريخي لتمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين ولتكامل قوي نتيجة لسنوات من التعاون في شتى المجالات».. ذلك ما عبر عنه السفير الأمريكي بالمغرب صامويل كابلان في الندوة الصحفية التي أقامها عشية الخميس الماضي بأحد فنادق مراكش بمناسبة حفل تسلم القوات المسلحة الملكية لطائرات ال F16 في إطار الصفقة المبرمة بين البلدين سنة 2008. بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى، ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أقيم أول أمس الخميس، بالقاعدة الجوية لابن جرير وقاعدة مدارس القوات الملكية الجوية بمراكش، حفل تسلم الدفعة الأولى من طائرات (إف 16)، المخصصة للقوات الملكية الجوية. وذكر بلاغ للقوات المسلحة الملكية أن هذا الحفل، الذي ترأسه الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، جرى بحضور وفدين مهمين مغربي وأمريكي. وكان الوفد الأمريكي، الذي ترأسه الجنرال نورتون شوارتز، قائد القيادة العليا للقوات الجوية الأمريكية، مكونا من الجنرال مارغريت وودوارد، قائد القوة الجوية 17، وصامويل كابلان، سفير الولاياتالمتحدة بالمغرب، ورؤساء الشركات الأمريكية للصناعة الجوية "لوكهيد مارتين"، و"برات آند ويتني"، إلى جانب العديد من سامي المسؤولين بالقوات الجوية الأمريكية. وأضاف البلاغ أن الوفد المغربي كان مكونا من الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، والجنرال دو كور دارمي قائد الدرك الملكي، والجنرال دوديفيزيون مفتش القوات الملكية الجوية، إضافة إلى عدد من سامي ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية. وجرى تقديم النواة الأولى للطيارين المغاربة ربابنة طائرات (إف 16)، والطاقم التقني، الذين تلقوا تكوينا بالولاياتالمتحدة، علاوة على الضباط المكلفين ببرنامج (إف 16)، لأعضاء الوفدين. كما قدم عرض وشروحات حول طائرة (إف 16) للحضور. وأشار البلاغ إلى أن الوفدين توجها، في اليوم نفسه، إلى قاعدة مدرسة القوات الملكية الجوية بمراكش، حيث أقيم حفل بالمناسبة، انطلق بتبادل الكلمات بين الجانب المغربي في شخص المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، والجانب الأمريكي في شخص قائد القيادة العليا للقوات الجوية الأمريكية. وأوضح المصدر ذاته أنه جرى، بهذه المناسبة، إبراز متانة العلاقات العسكرية، التي تجمع بين القوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية. من جهته، تناول سامويل كابلان، سفير الولاياتالمتحدة بالرباط، الكلمة، متبوعا برالف هيث، نائب رئيس جمعية "لوكهيد مارتين". وذكر البلاغ بأن عقد اقتناء 24 طائرة مقاتلة من طراز (إف 16) كان أبرم بين الولاياتالمتحدة والمملكة المغربية سنة 2007. وفي ندوة صحفية، نظمت، أول أمس الخميس، في مراكش، بمناسبة تسليم القوات الملكية الجوية لدفعة أولى من الطائرات العسكرية من نوع (إف 16)، أكدت الجنرال مارغريت وودوورد، قائدة القوة 17 لسلاح الجو الأميركي والقوات الجوية الأمريكية بإفريقيا، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية واثقة من إمكانية توسيع أفاق تعاون قوي مع القوات المسلحة الملكية في المستقبل. وقالت وودوورد، إن "العلاقات التي نقيمها مع القوات المسلحة الملكية وثيقة جدا، وعلاقات ممتازة تجمع قوات بلدينا، منذ سنوات". وبعد أن وصفت هذه العملية بالحدث البارز في تاريخ العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، أوضحت وودوورد أن اقتناء القوات الملكية الجوية لهذه الطائرات، يمثل خطوة مهمة نحو تطوير القدرات العسكرية الجوية للمملكة". وأضافت أن "المملكة المغربية استطاعت، بذلك، الحصول على أفضل تكنولوجيا متوفرة، ما يرمز إلى متانة الصداقة القائمة بين البلدين"، منوهة، في هذا الصدد، بكفاءة وخبرة الربابنة المغاربة، وكذا بالدور الذي تلعبه القوات الملكية الجوية كشريك استراتيجي على الصعيد الدولي. وقالت إن بلادها تعتبر المغرب "بلدا رائدا على الصعيد الإقليمي"، مضيفة " أتيحت لي فرصة التأكد على أرض الواقع، خلال تنقلاتي في عدد من البلدان الإفريقية، من أن القوات الملكية الجوية هي بحق رائدة خاصة في مجال استعمال الإمكانيات التي توضع رهن إشارتها لمساعدة سكان البلدان الإفريقية الذين يوجدون في وضعية صعبة (مهمات إنسانية). من جهته، اعتبر سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب، صامويل كابلان، أن اقتناء المغرب لطائرات متطورة جدا، يجسد ليس فقط جودة ومتانة العلاقات التي تجمع البلدين، بل ويعكس، أيضا، التحدي الذي كان على الشركة الأمريكية المنتجة رفعه من أجل احترام الأجال المحددة للتسليم كما جرى الاتفاق عليها مع المغرب. السفير الأمريكي الذي كان مرفوقا بالجنرال «ماركاريت وودوارد» ووفد عسكري أمريكي هام، أكد أمام ممثلي الصحافة الوطنية على أهمية هذا الحدث ومستوى المنتوج المقدم في اطار التعاون العسكري الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة وعلى أهمية ظروف التسليم، حيث أن الشركة الأمريكية « لوكهيد مارتين « المكلفة بالتصنيع والتجهيز والتسليم، يضيف كابلان، التزمت بوقت التسليم بموجب الاتفاق السابق حيث نعتبر ذلك تحديا كبيرا لهذا الموزع الأمريكي من حيث الالتزام مع زبنائه». بذات المناسبة قدم السفير الأمريكي مرافقته الجنرال مارغاريت وودوارد قائدة القوة الجوية 17 والقوات الجوية الأمريكية بأفريقيا حيث أعربت عن سعادتها لحلولها بالمغرب، ولحضورها هذا الحدث البارز والذي يشكل فرصة أخرى للدفع بالتعاون العسكري بين البلدين وتعزيزه نحو مشاريع أخرى. مارغاريت وودوارد أشارت كذلك الى أن هاته الدفعة تشكل مرحلة أولى، حيث اليوم تسلم المغرب 4 طائرات من طراز ف16 في جيلها المتطور وذات المواصفات العالية وبتكنولوجيا جد متطورة. وأشارت الى أن هناك دفعات أخرى ستتم خلال الشهور القادمة. كما أن هذا الطراز سيعطي قوة أكبر للترسانة الجوية المغربية والتي كانت دوما في القمة وذات تكوين جد عال مقارنة مع دول أخرى بالمنطقة. وأضافت أن دفعة الطائرات هاته للمغرب هي خطوة ايجابية مع حليفنا الاستراتيجي، باعتباره الرائد في المنطقة وبالتالي لتنمية وتعزيز الأمن و لما لا المساعدة في ذلك في بعض البلدان الإفريقية. وفي سؤال عن الأطر الخاصة بهذا الصنف من الطائرات ،أكدت أن الربابنة هم مغاربة تلقوا تدريبات بالولاياتالمتحدة والمغرب استوجبت 7 أشهر، لكن في ما يخص الربان المكون فالبرامج المخصصة لذلك ستطال سنة كاملة وهي خاصة بالسلاح الجوي المغربي وخصوصياته وستتم بالمغرب. وذكرت الجنرال وودوارد أن مقاتلات إف 16 تتميز بالقدرة على القضاء على الطائرات المعادية، ولها قدرات خارقة لتعطيل الرادارات الجوية واختراقها إضافة الى أنها تعتبر طائرة مقاتلة لجميع الظروف الجوية وطائرة هجومية دقيقة في إصابة الأهداف. وفي سؤال ل»الاتحاد الاشتراكي» عن مدى تأثير هاته الصفقة على علاقات الولاياتالمتحدة مع جيران المغرب، أجابت وودوارد أن المغرب اقتنى أفضل ما في السلاح الجوي وهذا دليل على عمق العلاقات المتميزة مع المغرب، كما أن هاته الصفقة هي ثمرة مشاورات منذ مدة وبالتالي المغرب سوف يجعل الآخر يحترمه. السفير الأمريكي أضاف أيضا أن المغرب أصبح له دور مهم في المنطقة، وأن القيمة التقنية لهذا الطراز من الطائرات تجعل منه الحليف الاستراتيجي. كما أن مواصفات ال اف 16 المغربية هي نفس نظيرتها الإسرائيلية و هذا مكسب كبير لبلد عزيز علينا. وأضاف كذلك أن طيلة مدة تواجده بالمغرب لم يسمع قط أن هناك تعديلا أو تشويشا حول مسلسل التسليم أو تغيير الموعد، وهذا تحد ورهان كسبناه، يضيف كابلان، وهو ما يدفع أكثر للمزيد من الشراكات الثنائية لتعزيز التعاون ولتنمية الصداقة العالية بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية. كابلان أكد أن قيمة الصفقة وصلت إجمالا إلى 2,4 مليار دولار، موضحا أن صفقات موازية يجهل تكلفتها تتمثل في قطع الغيار والتكوينات والإصلاح. للإشارة فقد تسلمت القوات المسلحة الملكية صباح الخميس الفارط، الدفعة الأولى لطائرات ال اف 16 المقاتلة بالقاعدة الجوية بمنطقة ابن كرير ضواحي مراكش في حفل كبير حضره كبار المسؤولين العسكريين وشخصيات مهمة إضافة الى فريق يتكون من كبار الضباط الأمريكيين. -