بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى، ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أقيم أول أمس الخميس، بالقاعدة الجوية لابن جرير وقاعدة مدارس القوات الملكية الجوية بمراكش، حفل تسلم الدفعة الأولى من طائرات (إف 16)، المخصصة للقوات الملكية الجوية. وذكر بلاغ للقوات المسلحة الملكية أن هذا الحفل، الذي ترأسه الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، جرى بحضور وفدين مهمين مغربي وأمريكي. وكان الوفد الأمريكي، الذي ترأسه الجنرال نورتون شوارتز، قائد القيادة العليا للقوات الجوية الأمريكية، مكونا من الجنرال مارغريت وودوارد، قائد القوة الجوية 17، وصامويل كابلان، سفير الولاياتالمتحدة بالمغرب، ورؤساء الشركات الأمريكية للصناعة الجوية "لوكهيد مارتين"، و"برات آند ويتني"، إلى جانب العديد من سامي المسؤولين بالقوات الجوية الأمريكية. وأضاف البلاغ أن الوفد المغربي كان مكونا من الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، والجنرال دو كور دارمي قائد الدرك الملكي، والجنرال دوديفيزيون مفتش القوات الملكية الجوية، إضافة إلى عدد من سامي ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية. وجرى تقديم النواة الأولى للطيارين المغاربة ربابنة طائرات (إف 16)، والطاقم التقني، الذين تلقوا تكوينا بالولاياتالمتحدة، علاوة على الضباط المكلفين ببرنامج (إف 16)، لأعضاء الوفدين. كما قدم عرض وشروحات حول طائرة (إف 16) للحضور. وأشار البلاغ إلى أن الوفدين توجها، في اليوم نفسه، إلى قاعدة مدرسة القوات الملكية الجوية بمراكش، حيث أقيم حفل بالمناسبة، انطلق بتبادل الكلمات بين الجانب المغربي في شخص المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، والجانب الأمريكي في شخص قائد القيادة العليا للقوات الجوية الأمريكية. وأوضح المصدر ذاته أنه جرى، بهذه المناسبة، إبراز متانة العلاقات العسكرية، التي تجمع بين القوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية. من جهته، تناول سامويل كابلان، سفير الولاياتالمتحدة بالرباط، الكلمة، متبوعا برالف هيث، نائب رئيس جمعية "لوكهيد مارتين". وذكر البلاغ بأن عقد اقتناء 24 طائرة مقاتلة من طراز (إف 16) كان أبرم بين الولاياتالمتحدة والمملكة المغربية سنة 2007. وفي ندوة صحفية، نظمت، أول أمس الخميس، في مراكش، بمناسبة تسليم القوات الملكية الجوية لدفعة أولى من الطائرات العسكرية من نوع (إف 16)، أكدت الجنرال مارغريت وودوورد، قائدة القوة 17 لسلاح الجو الأميركي والقوات الجوية الأمريكية بإفريقيا، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية واثقة من إمكانية توسيع أفاق تعاون قوي مع القوات المسلحة الملكية في المستقبل. وقالت وودوورد، إن "العلاقات التي نقيمها مع القوات المسلحة الملكية وثيقة جدا، وعلاقات ممتازة تجمع قوات بلدينا، منذ سنوات". وبعد أن وصفت هذه العملية بالحدث البارز في تاريخ العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، أوضحت وودوورد أن اقتناء القوات الملكية الجوية لهذه الطائرات، يمثل خطوة مهمة نحو تطوير القدرات العسكرية الجوية للمملكة". وأضافت أن "المملكة المغربية استطاعت، بذلك، الحصول على أفضل تكنولوجيا متوفرة، ما يرمز إلى متانة الصداقة القائمة بين البلدين"، منوهة، في هذا الصدد، بكفاءة وخبرة الربابنة المغاربة، وكذا بالدور الذي تلعبه القوات الملكية الجوية كشريك استراتيجي على الصعيد الدولي. وقالت إن بلادها تعتبر المغرب "بلدا رائدا على الصعيد الإقليمي"، مضيفة " أتيحت لي فرصة التأكد على أرض الواقع، خلال تنقلاتي في عدد من البلدان الإفريقية، من أن القوات الملكية الجوية هي بحق رائدة خاصة في مجال استعمال الإمكانيات التي توضع رهن إشارتها لمساعدة سكان البلدان الإفريقية الذين يوجدون في وضعية صعبة (مهمات إنسانية). من جهته، اعتبر سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب، صامويل كابلان، أن اقتناء المغرب لطائرات متطورة جدا، يجسد ليس فقط جودة ومتانة العلاقات التي تجمع البلدين، بل ويعكس، أيضا، التحدي الذي كان على الشركة الأمريكية المنتجة رفعه من أجل احترام الأجال المحددة للتسليم كما جرى الاتفاق عليها مع المغرب.