بالملتقى الجهوي الثاني أتى الملتقى الجهوي الثاني للغة والثقافة الامازيغيتين لجمعية "تامونت باني للثقافة والفنون" تزامنا مع انتهاء الموسم الدراسي 2010/2011 طيلة ثلاثة أيام من شهر يوليوز الجاري،وارتباطا مع مختلف الأنشطة التي تنظم بمدينة وجدة والتي تحييها ساكنة وجدة خاصة الساكنة الأمازيغية المنحدرة من الجنوب المغربي وشماله والمدن المجاورة ونظرا لتجذر مجموعة من العادة والتقاليد في المجتمع المغربي عامة والوجدي نظرا لما يخلقه من إبراز للهوية والثقافة المغربية المتعددة الأبعاد حيث يعد الرافد الأمازيغي كمكون أساسي وتندرج هذه المناسبة التي تنظم بتعاون جمعيات تعمل بالأحياء المدارية دون اغفال الموروث الثقافي والحضاري الغني بقيمه الإنسانية الذي تزخر به المدن البلدات المجاورة للمدينة (زكارة؛بني بوزكو؛بني محيو؛بني يعلا؛بن زناسن...) بالإضافة إلى الساكنة المنحدرة من المناطق الريفية شمال المغرب.ونظرا كذلك لتزامنه مع انطلاق المخيمات الصيفية والعطلة الصيفية التي تتقاطر على وجدة والجهة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج،كل هذه العناصر جعلت من الملتقى الثاني يصنع الحدث من أجل إبراز الثقافة الأمازيغية وإعادة الاعتبار للشخصية المغربية في المناطق الشرقية خصوصا وان مؤسسها هو زيري بن عطية الزناتي المغراوي ذو الأصول الأمازيغية،فإذا كان الملتقي الجهوي الأول الذي نظم صيف 2009 تحت شعار "جميعا من أجل إعادة الاعتبار للثقافة الأمازيغية" كانطلاقة أولية وكتجربة متواضعة فان الملتقي الثاني رفعت فيه اللجنة التنظيمية تحدي الانفتاح على ثقافة المغرب الشرقي بكل أبعادها ودلالاتها والطموح كذلك إلى جعل هذه المناسبة تقليد سنوي نظرا للإقبال الجماهيري الذي تعرفه محطات هذا الملتقى لكونه يجمع بين الثقافي والتربوي والأشعاعي والفكري من خلال تنظيم ندوتين حول الثقافة الأمازيغية والمقاومة ،والفني بتنظيم سهرة فنية بمشاركة فرقة أحواش التابعة للجمعية فرقة أحيدوس زكارة أحيدوس بني بوزكو فرقة العرفة فرقة فنون الحلقة،والرياضي والترفيهي من خلال استهداف الأطفال في ورشات تكوينية وترفيهية وتثقيفية... وهذه السنة أيضا بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تحت شعار"الثقافة واللغة الأمازيغيتين تراث إنساني وحضاري" نظمت بعض الجمعيات في التنشيط التربوي والرياضي،ومنها أساسا جمعية النور للثقافة والرياضة والتنمية الاجتماعية وجمعية النصر النسائية،حفل استقبال بدار الشباب ابن سينا على شرف المدعوين وعرض البرنامج كما تليت كلمات الجمعية واللجنة المنظمة والشركاء،كان مناسبة للحضور لتتبع عرض مسرحي أمازيغي للفنان محمد أحنصال تحت عنوان "اودم اكدسيت" = "الوجه في المرآة". وبمساهمة جامعة محمد الأول بوجدة ومديرية الجهوية للثقافة بوجدة ومندوبية الشباب والرياضة وعدة مؤسسات خاصة،نظمت ندوة فكرية حول "المقاومة في المنطقة الشرقية وانعكاساتها على الإرث الثقافي الأمازيغي والشعبي" بمشاركة الأستاذين محمد شابير وفؤاد أزروال،تم من خلالها إبراز خصوصيات المقاومة بالمنطقة الشرقية ودورها التاريخي في الكفاح بشتى أبعاده السياسية والثقافية والفنية،كما تم استعراض الدور التاريخي لقبائل بني زناسن في المقاومة سواء في منطقة الريف ضد الإسبان أو الجنوب الشرقي ضد المستعمر الفرنسي.وحول موضوع "الأمازيغية التدريس والمسالة الدستورية" نظمت ندوة فكرية أخرى بقاعة نادي التعليم التابع لمؤسسة الأعمال الاجتماعية لموظفي التعليم بوجدة،شارك فيها الأساتذة أحمد عصيد والحسين باحسين،حيث كانت مناسبة لطرح مستجدات المسالة الدستورية وموقع الامازيغية من الحراك السياسي الذي تعرفه البلاد. وصبيحة الأيام الثلاث تم تنظيم عدة ورشات وأنشطة تربوية منها ورشة التربية الطرقية وورشة كتابة حروف تيفيناغ وورشة الرسم الصباغة والتلوين بمركب النور،استفاد منها أطفال حي النصر،توجت بتنظيم مسابقات في الأوراش ذاتها كما تم تنظيم مقابلات رياضية في كرة القدم المصغرة بمركب النور وكرة السلة صغار بالحي الحسني. وللتذكير انه طيلة الأيام تم تنظيم معرض للوحات الرسامة العصامية السيدة عائشة الزاوش،وقد تم اختتام الأيام بأمسية فنية كبرى بمشاركة فرقة العرفة ومجموعة أحواش وإبداعات شعرية شبابية.