أكد سفير صاحب الجلالة لدى المملكة الأردنية الهاشمية ،السيد لحسن عبد الخالق، أن احتفال المغرب في 30 يوليوز الجاري بالذكرى الثانية عشرة لعيد العرش المجيد، يعد مناسبة لتجديد العهد بين العرش والشعب للاستمرار في بناء المغرب وتعزيز مناعته وتقوية قدراته لمواجهة ما يعترضه من تحديات. وشدد السيد عبد الخالق أن هذه الذكرى تشكل ايضا مناسبة لاستحضار الإنجازات التي تحققت في الميادين الاقتصادية لاجتماعية والسياسية في عهد جلالة الملك الذي يقود مسيرة البناء والتحديث لتعزيز دولة المؤسسات وتحقيق التنمية الشاملة. وأوضح بلاغ لسفارة المغرب بالأردن ،توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، أن السيد عبد الخالق أبرز في لقاء صحافي عقده اليوم الأربعاء مع وسائل الإعلام الأردنية بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لعيد العرش المجيد، أن احتفال الشعب المغربي بعيد العرش لهذه السنة يتميز بمصادقة الشعب المغربي في استفتاء فاتح يوليوز الجاري على الدستور الجديد الذي يعد لبنة أساسية في مسيرة الإصلاح والتحديث التي شهدتها المملكة خلال العشرية الأخيرة. وذكر بأن المغاربة صوتوا بكثافة على الوثيقة الدستورية الجديدة التي تعد ثمرة مقاربة تشاركية واسعة ساهمت فيها جميع القوى الحية في البلاد وكرست التلاحم بين مكونات الهوية المغربية وعززت مبادئ الحرية واحترام كافة حقوق الإنسان والمساواة بين المرأة والرجل وكرست صلاحيات واسعة للحكومة وعززت صلاحيات البرلمان في التشريع ومراقبة عمل الحكومة وعززت استقلال القضاء وأقرت فصلا حقيقيا بين السلطات الثلاث ومبادئ الحكم الرشيد مع ربط المسؤولية بالمحاسبة. وأوضح السفير بأن الوثيقة الدستورية تأتي في سياق الأوراش الإصلاحية التي انخرط فيها المغرب خلال السنوات الأخيرة وشملت العديد من المبادرات في التحديث السياسي المؤسساتي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بترسيخ دولة القانون واعتماد إصلاحات سياسية وحقوقية عميقة شملت إصلاح النظام الانتخابي ونمط الاقتراع وإصلاح مدونة الأسرة وتمكين المرأة المغربية المتزوجة من أجنبي من منح جنسيتها لأبنائها وطي صفحة ماضي خروقات حقوق الإنسان ومصالحة المغاربة مع تاريخهم وإصلاح الحقل الديني وإحداث مجموعة من المؤسسات من قبيل الهيأة المركزية للوقاية من الرشوة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومجلس منافسة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، لتوطيد احترام حقوق الإنسان وقيم النزاهة والحكامة التنموية الجيدة. وذكر بأن جلالة الملك عمل منذ تولي عرش أسلافه المنعمين على جعل الإنسان في صلب العملية التنموية وتمكين الاقتصاد لوطني من مقومات التأهيل والإقلاع بتوفير التجهيزات الهيكلية واعتماد مخططات طموحة أخذت تعطي ثمارها الملموسة على المستويات الاستراتيجية والقطاعية والاجتماعية. وأبرز في هذا السياق أن المغرب أعلن عن مشاريع قطاعية من أهمها "مخطط المغرب الأخضر" لتطوير القطاع الفلاحي مخطط "أليوتيس" في مجال الصيد البحري وتطوير القطاع السياحي ومخطط "إقلاع" للقطاع الصناعي، الهادف للإقدام على صناعات ومهن جديدة ذات صبغة عالمية، موضحا أن المغرب انخرط بشكل قوي في المشروع الكبير لإنتاج الطاقة الشمسية، فضلا عن مواصلة تنفيذ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي مكنت منذ انطلاقها سنة 2005 من إحداث 22 ألف مشروع لفائدة 5 ملايين شخص بكلفة إجمالية بلغت 887 مليون أورو. من جهة أخرى، أكد السيد لحسن عبد الخالق أن هذه الذكرى تعد فرصة لتأكيد متانة العلاقات بين المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في جميع المجالات تحت القيادة النيرة وتوجيهات قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تميزت على مر التاريخ بالتواصل والتشاور المستمر على أعلى المستويات، وبالاحترام المتبادل والتفهم للقضايا الوطنية الخاصة بكل بلد على حدة، إضافة إلى التطابق الكبير في جهات النظر حول عدد من القضايا ذت الاهتمام المشترك. وبعد أن أكد دعم الأردن وحدة المغرب الترابية وتأييده للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي للأقاليم الصحراوية في إطار السيادة المغربية، أوضح سفير المملكة بالأردن أن العلاقات الثنائية المغربية الأردنية يؤطرها أزيد من 60 اتفاقية وبروتوكول وبرنامج تنفيذي ومذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مختلف الميادين الاقتصادية والتقنية والثقافية، وأن البلدين ينكبان حاليا على إعداد وتحيين عدد من اتفاقيات التعاون في مختلف الميادين.