عرف قصرالشيخ زيد الإماراتي بالرباط، منذ أسبوعين تقريبا ، توافد عدد من أئمة المساجد بالمغرب لتسجيل أنفسهم لشغل منصب الخطابة أوالإمامة بدولة الإمارات العربية المتحدة،حيث عرفت العملية تسابقا من طرف أئمتنا حتى كبار السن منهم، للظفربهذا المنصب مقابل راتب شهري مهم وامتيازات أخرى هناك. غير أن هذه العملية مرت في سرية تامة، حيث لم يعلن عنها لا في وسائل الإعلام المغربية ولا الإماراتية، ولم تتم بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، مما لا يدع مجالا للشك «أن عملية الإنتقاء و الإختيار خضعت لمعايير خاصة ، لا تخلو من غموض حول الكيفية التي يتم بها اختيار هؤلاء الأئمة». وحسب مصادرنا ممن شاركوا في هذه العملية، تتم المناداة على كل واحد أمام القصر ممن سجلوا أسماءهم،ويقوم المعنيون بإجلاسه أمام شيخ معه جهاز كمبيوتر،يطلب منه فقط أن يقرأ سورة الفاتحة، وإذا أعجب بصوته يقول له انتظر،وإذا لم يكن صوته في المستوى وكما يرغب الشيخ، يأمره بأن ينصرف. ثم بعد ذلك تتم المناداة على الأسماء التي اجتازت الإختبار الأول،حيث تقوم لجنة خاصة من بين أعضائها مستشارالأميرالدكتورفاروق حمادة، باستجواب كل إمام وخطيب على حدة، عن الكتب التي يقرأها، وعن أسماء شيوخه وأمور أخرى،وذلك لمعرفة توجهه الديني وانتمائه المذهبي ، وإذا أعجبها الإمام منحته ورقة يملؤها، وإذا كان العكس، تقول له اللجنة سنتصل بك! لكن السؤال الوجيه الذي يطرح بسبب تسابق هؤلاء الأئمة نحو الهجرة إلى الإمارات، يرجع إلى ما يعيشه القيمون الدينيون بالمغرب من أئمة وخطباء ووعاظ من تدني الرواتب والوضع المادي المزري حيث لا يتقاضون في أحسن الأحوال أكثر من 800 درهم شهريا، وأدنى أجر يتقاضاه الأئمة كبار السن لا يتجاوز150 درهما في الشهر، دون الحديث عن حرمانهم من التقاعد والتأمين عن المرض والتعويضات العائلية! بينما في الإمارات فوضعية الأئمة أحسن بكثير من تلك التي يعيشها الأئمة في المغرب،خاصة أنهم يتلقون هناك كل شهرحوالي 1500 دولار مع السكن و الإمتيازات الأخرى كالعطل وغيرها، بما في ذلك الإجازة السنوية ( شهركامل في كل سنة). وهذا ما جعل العديد من الأئمة يتسابقون نحوالهجرة نظرا لوضعهم المتردي على المستوى المادي و الإجتماعي والإداري،زيادة على توقيف البعض منهم عشوائيا لأسباب مجهولة وغامضة،لذلك نجدهم يرغبون في الهجرة لتسوية وضعيتهم المادية وهم من خيرة الأئمة والقراء بعد أن أعياهم الإستعطاف والطلب لكن بدون جدوى، لينضافوا إلى العقول المغربية المهاجرة. ولهذه الأسباب أيضا نجدهم اليوم قد قرروا الخروج عن صمتهم لسنين طويلة بتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية بعدد من المدن المغربية و الإنضمام للتنسيقية الوطنية لأئمة المساجد للتظاهر أمام البرلمان،للمطالبة بحقوقهم المشروعة في الوظيفة العمومية والرواتب والتقاعد والتعويضات العائلية وباقي الإمتيازات التي يحصل عليها موظفوالقطاع العام.