لم يتمكن بريد المغرب، إلى حدود (الأحد)، من استرجاع 20 مليار سنتيم مرت خطأ منذ فاتح يونيو الجاري إلى الحساب البريدي لمخزني (ج. ب) يقطن بمكناس ويعمل بالمجموعة 49 للمخزن المتنقل ببوعرفة. وأمرت النيابة العامة بمكناس بتعميق البحث في القضية التي أوقف إثرها يوم الجمعة الماضي، رجل القوات المساعدة وشخصان آخران، لتحديد ما إذا كان التحويل الخاطئ نتج عن اتفاق مسبق مع أطراف داخل بريد المغرب، خصوصا أن حجم المبلغ المحول يطرح علامات استفهام كبيرة، سيما أن الشخص الذي حول إليه ليس مقاولا أو رجل أعمال. وفي تفاصيل الواقعة أوضحت مصادرنا أن عملية التحويل الخاطئة، التي اكتشفت الأسبوع الماضي، أبلغ عنها المفتش المركزي مصالح الأمن بمكناس يوم الجمعة الماضي، حوالي الساعة الثالثة عصرا، بعد تعذر إيجاد حل حبي لمعالجة الأمر، وامتناع المخزني عن إرجاع المبالغ التي أنفق جزءا منها. وصرح المفتش المركزي لبريد المغرب للشرطة عن وقوع خطأ مادي في النظام المعلوماتي المكلف بالتحويلات المالية إلى حسابات الزبائن، أفضى إلى تحويل، عن طريق الخطأ، لحساب المخزني سالف الذكر، مبلغا ماليا يصل إلى 20 مليار سنتيم. كما أكد الممثل القانوني لبريد المغرب، أن عملية التحويل الخاطئ تم تسجيلها بتاريخ فاتح يونيو 2011، وأنه تم رصد سحب مبالغ مالية من قبل شخصين من الحساب نفسه، بناءً على شيكات موقعة من المخزني صاحب الحساب. وبلغت المبالغ المسحوبة، 390 ألف درهم، تم سحبها على دفعات من قبل سالفي الذكر. وأسفر البحث الذي باشرته المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمكناس عن توقيف المخزني، والشخصين اللذين قاما بسحب الأموال عن طريق الشيكات، وسلم المخزني إلى ثكنة القوات المساعدة بالمدينة رهن إشارة البحث كما ينص على ذلك القانون الخاص برجال القوات المساعدة، بينما تم الاحتفاظ بالشخصين الآخرين رهن الحراسة النظرية في انتظار عرضهما على النيابة العامة. بموازاة ذلك، أجرت مصالح الأمن تفتيشا قانونيا بمنزل المخزني بزنقة حجاوة بحي برج مولاي عمر، بحثا عن المبالغ المسحوبة، إلا أنه تم العثور فقط على 770 غراما من الكيف و200 غرام من مسحوق التبغ المهرب. وأفادت نفس المصادر أن المخزني أنكر معرفته بظروف تحويل هذا المبلغ الخيالي إلى حسابه، لكنه أقر في المقابل بتصرفه فيه بسوء نية رغم علمه أن رصيده فارغ.