لأجل إبراز خطة طريق المهرجان الدولي للراي، نظمت يوم الأربعاء 16 يونيو الجاري ندوة صحفية بإحدى فنادق مدينة وجدة، وذلك لإطلاع “جمعية وجدة فنون” رجال ونساء الصحافة بمستجدات الطبعة الخامسة للمهرجان، والوقوف عن كثب على أهم الاختلالات التي واجهت إدارة المهرجان في الدورة الماضية، وما حققه هذا المهرجان لمدينة وجدة الألفية في تسويق صورتها كأهم قطب سياحي واقتصادي وثقافي واعد بشرق المملكة المغربية. فبالرغم من الانتقادات اللاذعة التي سبقت انعقاد هذه الدورة على غرار مهرجان موازين، من خلال تعليقات الفايسبكيون الجدد ومناهضة حركة 20 فبراير وتنسيقية شباب وجدة لمقاطعة المهرجان، والتنديد به عن طريق توزيع منشورات معادية في الشارع الوجدي، وفي بعض مدن الجهة الشرقية، حاول منظمو المهرجان هذا العام الاستمرارية دون الاكتراث لهذه المقاطعة، والانكباب بجدية في الاستعدادات الأولية لهذا الحدث الفني المغاربي والدولي، وذلك لقيمة الأسماء والوجوه الفنية الوازنة التي دعيت للمشاركة فيه، والتجديد الذي عرفته بعض فقراته، وهو الشعار الذي اختارته اللجنة المنظمة، إن على مستوى اللوجستيك واختيارات الفنانين المشاركين والتنظيم المباشر من لدن “جمعية وجدة فنون”. وعن هذه الدورة قال محمد لمرابط مدير المهرجان :”نريد الانفتاح أكثر على المجتمع المدني لأجل الانخراط في عملية التنظيم، من خلال شراكات معقلنة تفيد المهرجان في فقراته ومضامينه، كالاهتمام بعملية انتقاء الفنانين الرواد أبناء المنطقة لأجل تكريمهم، أومن خلال المشاركة في تنظيم –دخول وخروج الجماهير، أو عقد لقاءات مع النجوم والفنانين، أو استقبال رجال ونساء الصحافة وتسهيل مأمورياتهم المهنية، وغيرها من الالتزامات التي يمكن الاتفاق عليها مع الجمعية المنظمة. كما أكد من جهته، على خلق مسابقة فنية تبدأ في هذه الدورة، أطلق عليها “راي أكاديمي” تهدف في عمقها اكتشاف المواهب الشابة في فن غناء الراي، على أن يحظى الفائز بظهور على المنصة الرسمية في المهرجان والغناء أمام آلاف الجماهير. وأشار لمرابط بخصوص المدير الفني للمهرجان ، أن اختيار هذه الدورة وقع على الفنان العالمي ابن مدينة وجدة المعروف ب”جاهلول بوشيخي” والملقب ب ” شيكو”، ومشاركته الوازنة برفقة فرقته العالمية المشهورة “الجيبسي الغجر”، وذلك لتحقيق التقارب الفني وتلاقح الثقافات، وبالتالي تقديم مشروعهم الغنائي الجديد “جيبسي راي”، وهو الألبوم الذي سيرى النور، ويتم توزيعه على الصعيد العالمي. وفي إطار الجهوية الموسعة، ينفتح المهرجان على الجهة -يضيف المرابط- وذلك من خلال تقديم عرض موسيقي أولي تفتتح به فعاليات المهرجان من المنصة التي ستقام بمارينا السعيدية، وكذا انفتاحه على الأحياء الكبرى بالمدينة، حيث ستخصص سهرات فنية بساحة لازاري الذي يعتبرمن أكبر الأحياء في شمال إفريقيا، ينشط أجواءها الفنان الجزائري الساخر عبد القادر سيكتور في ليلة موازية للمهرجان سميت ب”ليلة الضحك”. ودائما في إطار الانفتاح على الآخر، أكد لمرابط على أن الجمعية انفتحت هذا العام على منطقة “إكس بروفانس الفرنسية”، لأجل المشاركة في فقرات المهرجان عن طريق فقرة تعنى بعروض الشارع “الرقص في الهواء الطلق”، ممثلة في فرقة المجموعة الحضرية للتدخل الراقص المعروفة ب”كروب إيربين دانتير فونسيون دانسي” القادمة من منطقة “آلب كودازيور”، وهي فرقة مشهورة عالمية ستنال دون شك إعجاب الجماهير الوجدية. وموازاة مع أيام المهرجان الدولي للراي، تنظم ورشة فنية في فن التشكيل يضيف لمرابط، يقوم بإنجازها فنانون من وجدة والجهة، وهي عبارة عن جداريات ضخمة تزين شوارع مدينة وجدة الألفية، وتحظى بدورها بمتابعة إعلامية ونقدية من لدن المهتمين والمتابعين للشأن الثقافي المحلي والجهوي”. إجمالا، عرفت الندوة الصحفية حضورا إعلاميا وصحفيا وازنا، حضرته مختلف المنابر الصحفية المحلية والجهوية، وممثلي بعض المنابر الإعلامية الوطنية، بالإضافة لعدد من ممثلي الجرائد والمواقع الإلكترونية بالجهة، تخللها عرض شريط وثائقي يبرز فقرات الدورة الماضية في استعادة للحظات القوية للمهرجان، هذا بالإضافة لمداخلة الزملاء الصحافيين التي كانت مجملها صائبة، خاصة تلك التساؤلات التي عبرت بصدق عن سياسية الجمعية المشرفة على المهرجان وتهميشها للصحافة الجهوية في أكثر من دورة، وتم طرح خطة طريق جديدة على الجمعية في التعامل مع الأجهزة الإعلامية باحترام كرامة الصحافيين أثناء القيام بواجبهم.. ثم تلتها تساؤلات كثيرة انصبت مجملها على الجانب الإداري والتنظيمي للجمعية، وطريقة استقطاب الفنانين وميزانية المهرجان والتواصل والنقل وغيرها من التساؤلات الأخرى. على أي، نتمنى أن يتخطى المنظمون هفوات الدورات السابقة، سيما وأن المهرجان وصل “سن الرشد”، وتظاهرة فنية كهاته تسبغ على المدينة الألفية كالعادة كل سنة حركية فنية وثقافية مضطردة، وبالتالي تنعش الحركية الاقتصادية للمدينة، وعلى الجميع الانخراط في إنجاح هذا المسعى حفاظا على مكتسبات حققتها المدينة والجهة، في ظل رعاية صاحب الجلالة لهذه الجهة خاصة في العشرية الأولى من حكمه. "الحدث الشرقي" ذ.ميلود بوعمامة