نظمت جماعة تمسمان بإقليم الدريوش بتعاون مع المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة وجمعية تسغناس بالناظوروالثانوية الإعدادية ابن بطوطة بمدينة كرونة الملتقى الوطني للشعر«عكاظ تمسمان» في نسخته الثالثة يومي السبت والأحد:4 و5 يونيو 2011، وذلك بخيمة نصبت بفضاء الثانوية الإعدادية السالفة،تحت شعار:« ملتقى تمسمان: انفتاح على الهويات وتلاقح الثقافات». استهلت فعاليات الملتقى بالاستماع إلى النشيد الوطني. ثم أعطيت الكلمة لمدير الثانوية الإعدادية الذي حيا الحاضرين والمؤسسات المساهمة، وتحدث عن النجاحات التي لقيتها الملتقيات السابقة، وتلاه في تناول الكلمة كل من رئيس جماعة تمسمان ورئيس المجلس الإقليمي للدريوش ومندوب وزارة الثقافة بالناظور وممثل جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ.. وأمام مرأى الحاضرين تم التوقيع على اتفاقية بين مندوب وزارة الثقافة بالناظور والنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية لإقليم الدريوش. وبعدئذ أعقبتها قراءات شعرية بالعربية للشاعر عبد السلام بوحجر ، والشاعر الأمازيغي مزيان متوكل الذي كُرِّم بمنحه هدايا رمزية له تقديرا لمساره الشعري الطويل. ثم واصل الشعراء والشاعرات بمختلف أجيالهم وتجاربهم وحساسياتهم الشعرية ولغاتهم (أمازيغية عربية زجل حسانية) الصعود إلى المنصة لإلقاء قصائدهم، فقرأ ،في الصباح والمساء، كل من:الزبير الخياط عبد الحميد اليندوزي جمال أزراغيد عبد الرحيم فوزي مراد المعلاوي بلال نوف عبد الحفيظ لمتوني محمد سلطانة نزيهة الزروالي يارة بامبا قصائدهم الحافلة بالصور والأخيلة الجامحة. وقد استطاعت المسيرة الأستاذة كريمة شحلافي بفصاحتها وبلاغتها الشاعرية أن تزيد لهذه المنصة تألقا وبهاءً. وعلى الساعة الثامنة مساء، كان لجمهور تمسمان موعد مع حفل توقيع ديوان «ستة عشر موعدا» للشاعر الكبير عبد السلام بوحجر بفضاء المركب السياحي اشباني الذي تحدث فيه الشاعر عن تجربته الشعرية واعتبر هذه المواعيد الستة عشر مواعيد مع الذات للحفر فيها. كما تحدث عن بعض الإشاعات التي أطلقت في حقه وحق الديوان والتي لم تنل منه شيئا بل زادته إصرارا على مواجهتها ومواصلة الكتابة .ثم قرأ قصيدة يقف فيها كالطود ضد جميع ألأزمات التي ألمت به .ثم استمع الحضور إلى شهادات أصدقائه في تجربته الإنسانية والشعرية، قبل أن يوقع نسخ الديوان لمتلقيه. لقد كان للشعراء والضيوف شرف تتبع مباراة كرة القدم بين أسود المغرب والمنتخب الجزائري جماعة،عبر فيها الجميع عن شعوره وفرحته وحماسه المندفع وهو يشاهد توالي الأهداف. وفي صباح اليوم الموالي نظمت زيارة سياحية للشعراء إلى جبل القرن الذي يعلو عن سطح الأرض بقرابة 1500 متر، ويضم غابة كثيفة من أشجار البلوط و»ساسنو» وغيرها وكذا مسجدا تاريخيا، وكذا زيارة موقعة أنوال الخالدة . وعند الوقوف بالموقع، قرئت الفاتحة ترحما على شهداء المعركة .وخلال التواجد بالموقعين أخذت صور تذكارية تخليدا لهذه الزيارة التي ستظل محفورة بالذاكرة. وفي المساء حضر الشعراء نشاطا ثقافيا موازيا لتلاميذ الإعدادية على هامش هذا الملتقى تشجيعا لطاقاتها الواعدة في مختلف الإبداعات. وفعلا، نالت أنشطتهم إعجاب الحضور وبالخصوص عرض العرس الأمازيغي الذي يعكس خصوصيات المنطقة. وبعدئذ نظمت قراءات شعرية ساهم فيها كل من الشاعر الأمازيغي سعيد الموساوي، والشاعرة أمينة المريني وعبد القادر الطاهري وبعض الشعراء الذين سبق ذكرهم.كما تخللت هذه القراءات معزوفات غنائية لكل من الأستاذ والمبدع عبد القهار الحجاري والفنان ويوسف غزالي. وقبل أن تطفأ شمعة الملتقى الثالثة، كرمت الشاعرة المقتدرة أمينة المريني على ما قامت به من مجهود كبير في سبيل إعلاء صوت الشعر وتجذيره والسير به قدما في المشهد الشعري المغربي والعربي.وهكذا منحت لها جوائز عديدة. مما سيجعل الشاعرة تتذكر هذا التكريم في معقل الأشبال والأبطال كما أكدت ذلك. ووزعت على جميع الشعراء المشاركين شهادة تقديرية وصورة لموقع ملتقى عكاظ مع تقديم ارتساماتهم حول الملتقى التي أجمعت كلها على نجاحه وعلى الكرم والحفاوة التي لقوها من أهل البلد مما يزكي العبارة المشهورة والصادقة «تمسمان : ارض الخبز والأمان» التي وسمت بها المنطقة. غير أن هذا الملتقى أضاف لها ميزات أخرى: تمسمان أرض الشعر بلغاته، والتلاقح الثقافي، والمحبة الدائمة.فتحية لأهلها الكرام ولكل الساهرين على نجاح الملتقى.