رحب مجلس الحكومة بالدعوة الرسمية، التي تلقاها المغرب من دول مجلس التعاون الخليجي، قصد الانضمام إلى التجمع، المكون من السعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين، وقطر، وسلطنة عمان. قال خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن المغرب عبر عن تعامله الإيجابي مع دعوة مجلس التعاون الخليجي للانضمام لهذا التجمع العربي. مجلس التعاون الخليجي وأوضح الناصري، في ندوة صحفية، الخميس الماضي، عقب مجلس الحكومة، أن هذا "التعبير قوامه الترحيب بمقاربة تتسم بروح الأخوة العربية الصادقة". وأضاف أن "الموضوع يتطلب، نظرا لجديته، التعمق في ملامسة كل جوانبه من الناحية الدبلوماسية والإدارية، وكل جوانب الإعمال فوق أرض الواقع، التي تسمح بإيجاد الصيغ المثلى، التي تسمح للمملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي بأن تعطي مدلولا ملموسا للمصداقية لذلك التفاعل العميق المسجل في أجندة علاقات التعاون الأخوية، التي تربط بين ضفتي الوطن العربي، من خليجه إلى محيطه". وقال الوزير إن مباحثات معمقة ورصينة ستجرى لإيجاد الأجوبة عن القضايا الطبيعية، التي ستطرح، مشيرا إلى أن هناك "فرقا بين الإعلان عن مواقف إيجابية ملؤها المشاعر الصادقة، وهذا ما يميز العلاقات بين المغرب ودول الخليج، وبين الآليات الدبلوماسية المناسبة". وأشار الناصري إلى جولة زير الشؤون الخارجية والتعاون في الخليج، التي اعتبرها الأولى من نوعها في المنطقة، جاءت "تتميما لرسائل ملكية سامية إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ومازلنا في بداية المسار، وسنجد المقاربات المناسبة، التي ستمكن من تقديم الأجوبة المفيدة للشعب المغربي ولشعوب دول المجلس". وسبق وقال خالد الناصري، في تصريح صحفي، عقب اجتماع مجلس الحكومة، الأربعاء 11 ماي الجاري، بالرباط، إن"المغرب ملتزم ببناء اتحاد المغرب العربي، ولا تعارض في ذلك مع دخوله إلى تكتل دول مجلس التعاون الخليجي"، مشيرا إلى أن دعوة انضمام المغرب إلى مجلس التعاون الخليجي "لا تشكل أي نوع من التناقض مع الالتزامات الدولية المغربية، والتي تضع هدف نجاح تكتل دول المغرب العربي من أولى الأولويات"، مع تأكيده على أن المغرب "يولي اهتماما كبيرا للدعوة الأخوية الطيبة، التي تلقاها من مجلس التعاون الخليجي للانضمام إليه". وأعلن الناصري أن المغرب سيتعامل إيجابيا مع الدعوة الخليجية وسيباشر، في أقرب وقت ممكن، مناقشة جميع الجوانب "التي من شأنها أن ترقى إلى أعلى مدارج التعاون الأمثل، الذي يخدم المصلحة المشتركة لبلدان مجلس التعاون الخليجي وللمغرب، وللقضايا العربية والإسلامية العادلة". وتوقع الناصري أن تسفر المناقشات الثنائية بين المغرب ودول مجلس التعاون، عن أنجع السبل للرقي بالتعاون المتعدد الأشكال بين المغرب وهذه الدول. وأضاف أن انضمام المغرب إلى أي فضاء إقليمي أو دولي أمر مطلوب وطبيعي، نظرا للقيمة المضافة، التي يمكن أن يقدمها للقضايا العادلة، وأنه، بحكم موقعه الاستراتيجي، يسجل عضويته في العديد من التكتلات، إذ هو عضو في اتحاد المغرب العربي، وفي جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والفضاء الأورو متوسطي، ولديه وضع متقدم مع الاتحاد الأوروبي، وعضو في حركة عدم الانحياز. وكان مجلس التعاون لدول الخليج العربية دعا، خلال لقائه التشاوري الثالث عشر من طرف قادة مجلس التعاون، المجتمعين يوم 10 ماي الجاري بالرياض، المغرب للانضمام إلى هذا التجمع الإقليمي.الذي تربطه بالمغرب علاقات تاريخية وإنسانية وسياسية واقتصادية وثقافية.