توفي المواطن" رشيد بوحوت"عن عمر يناهز واحدا وثلاثين سنة، بمخفر الشرطة الإقليمية تاوريرت، صباح يوم الثلاثاء: 22 فبراير 2008 عبد المالك حوزي حسب الرواية الرسمية للبوليس الإقليمي، فإنه خلال الساعة التاسعة والربع من مساء الاثنين: 21 فبراير 2008، وأثناء قيامهم بمهامهم الروتينية.. صادفت دورية للشرطة المواطن" رشيد بوحوت " ملقى على الأرض، بعدما سقط من دراجته النارية، والناس يتجمهرون حوله.. كانت ركبته مجروحة، وبعض الدماء تسيل من أنفه.. اتصلت الدورية برجال الإسعاف الذين نقلوه إلى المستشفى الإقليمي.. وبعد فحصه من طرف الطبيبة المداومة، التي طمأنت البوليس على صحة المرحوم، أخذوه كوديعة إلى ضيافتهم، رغم أنهم يشهدون له بتخلقه، وبمعاملته الرزينة، وهو مخمور ... حين وصوله إلى المخفر، بقي يتألم إلى حدود الواحدة وعشر دقائق صباحا؛ متى نقله الإسعاف مجددا إلى المستشفى.. ونفس الطبيبة، طالبت بضرورة الكشف لرأسه عن طريق الراديو اسكانير radio scanner ... وأمام انعدام وجود هذا الراديو، وكل التخصصات الطبية بالمستشفى الإقليمي لتاوريرت؛ الذي يغطي مساحة تقدر ب 8541 كلم مربعا، وساكنة تفوق 206.762 نسمة " حسب إحصاء 2004، ولأن هذا المستشفى لا يقدم الخدمات الطبية الكافية.. رغم أنه يفلح في ابتزاز المرضى، ويفرض على الفقراء تسعيرات على كل خدماته الطبية الهزيلة.... لم يبق أمام البوليس إلا أن يقتادوا الضحية مجددا إلى المخفر... وفي تمام الساعة الرابعة والربع صباحا لفظ" رشيد بوحوت" أنفاسه الأخيرة .. تاركا عدة أسئلة وألغاز حول غموض وفاته . وخلاصة تقرير تشريح جثته حسب الرواية الرسمية دائما فإن المرحوم مات بسبب أزمة قلبية وجسده، لا يحمل آثار تعذيب، أو تعنيف .. والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع تاوريرت، وهي تتابع هذا الملف بقلق كبير، وبعد تسجيلها للرواية الرسمية.. لا زالت تقوم بتجميع كل المعطيات الواقعية حول ظروف هذه الوفاة الغامضة في ضيافة الشرطة .. وتسجل بداية تحفظها حول الرواية، باعتبار أن حالة المرحوم كما سردت كان يجب أن يكون مكانها الطبيعي في المستشفى، سواء محررة، أو محروسة، وليس بمخفر الشرطة. هذا إذا كانت الدولة المغربية فعلا تهدف إلى صيانة مجموعة من الحقوق لمواطنيها، بدءا بالحق في الحياة كحق مقدس، ومرورا بالحق في الصحة والتطبيب، ثم الحق في الحماية من التعذيب، والمعاملة القاسية، أو الحاطة بالكرامة ... وما لم يفهم في الرواية أيضا، هو أن البوليس قبل أصدقاء المرحوم، يشهدون له بأنه تعامل بهدوء، ولم يكن قد أثار أي شغب بالشارع العام، وبالعكس شكرهم على" حسن معاملتهم".. وكل هذا لم يشفع له ليبقى بالمستشفى إلى حين معالجته، ولم يخل سبيله إلى حين تقديمه إلى المحاكمة أو نهائيا.