ترامي السلطات الجزائرية على الأراضي المغربية منذ ميلاد النزاع حول الصحراء، ونحن نلاحظ أن السلطات الجزائرية في سباق محموم لضم أراضي مغربية بالصحراء الشرقية والجنوبية إلى حوزتها، مستغلة سكوت الدولة المغربية عن هذا المشكل. إننا هنا لا نتحدث في هذه الورقة عن بشار، والعين الصفراء، والقنادسة، ولحمر، وغير ذلك من المناطق التي تم ضمها في عهد الاستعمار إلى التراب الجزائري بعد استقلال الدولتين، وإنما نقصد مناطق واسعة تم ضمها بعد حرب الرمال لسنة 1963. إن السلطات الجزائرية استحوذت على الأراضي المجاورة لقرية ايش( القرية التي شهدت حرب 1963)، كما استحوذت على واد الزوزفانة بفجيج، والذي يضم تقريبا ثلث ممتلكات النخيل لأهالي فجيج، كما استولت على جبل ملياس المحادي لفجيح. ومن بين المناطق المستحوذ عليها أيضا، منطقة حاسي الطفة( يضم بعض المزارع لقبيلة اولاد أحمامة)، كما استولت على جبل للملح قرب بوعنان؛ الذي كان يعتبر إلى حين مورد رزق بالنسبة لأهالي بوعنان، وعلى مناطق شاسعة شرق تندرارة، وعين بني مطهر، كانت تعتبر مناطق لانتجاع الرحل. إن السلطات الجزائرية تستغل عدم ترسيم الحدود بينها وبين المغرب( الحدود مرسمه من السعيدية إلى عين بني مطهر فقط)، الشيء الذي فتح شهيتها التوسعية، وحرمت المواطنين المغاربة بإقليم فجيج من موارد عيشهم، وضيقت على أرزاقهم. تأسيسا على ما سبق، فإنه آن الأوان لمعالجة مشكل الحدود مع الجارة الجزائر، بشكل يضمن المصالح المشتركة للشعبين والدولتين، لأن بقاء هذا المشكل مستقبلا، لن يؤدي إلا إلى المزيد من التوتر في المنطقة المغاربية. إنني طرحت هذا المشكل رغم حساسيته، لأنني اعتقد أن معالجته بشكل جذري، سيساهم في جبر أضرار سكان الأقاليم الحدودية الشرقية، وسيجنب المنطقة من المزيد من التوتر.