تطوان: على نصيح برزت في الآونة الأخيرة، محليا، مجموعة من المؤشرات، التي تستدعي وقفات تأمل حكيمة، يفترض أن تقود إلى اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية، بالتنسيق مع الهياكل المركزية للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، للحيلولة دون تمكن بعض الجهات من تمزيق وحدة الصحافيين، مهنيين ومنتسبين. إن النادي المتوسطي للصحافة إيمانا منه بأهمية التحولات الجدرية والهامة، التي شهدتها العديد من أوجه النشاط الإعلامي، التي تزامنت مع عمل دؤوب ومركز من قبل أجهزة النقابة مركزيا، الأمر الذي برزت ملامحه بشكل واضح خلال محطة المؤتمر الأخير للنقابة، والتي أفرزت البعد الفيدرالي، كنسق أساسي لمواكبة التطورات التي تشهدها المنظومة الإعلامية، في شقيها المهني والتنظيمي، على المستويين الوطني والدولي يؤكد على ضرورة التشبث بمقررات المؤتمر، والعمل من أجل تقوية الفروع، بما يؤهلها إلى الانخراط الفعلي في عمق التحولات التي يشهدها النظام الإعلامي الوطني، خاصة مع الوضع المتقدم الذي بات المغرب يتميز به بالنسبة إلى دول الاتحاد الأوروبي، دونا عن بقية دول جنوب الحوض، الأمر الذي يفترض معه العمل من أجل إرساء أسس ودعائم نظام إعلامي حداثي مهني، يستحضر جيدا أهمية المسألة الاتصالاتية؛ باعتبارها سلاحا جديدا، يمكن من خلاله تصريف مجموعة من الخطط والاستراتيجيات، بل وحتى الخطابات، في إطار معادلة تفترض علينا الاختيار بين مسألتين اثنتين، لا ثالث لهما. إما تقوية مشهدنا الإعلامي، لمجابهة التحديات التي تفرضها دول شمال الحوض، والعمل من أجل إشراكه في أوراش التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والديمقراطية كذلك، أو القبول بشعار الأمر الواقع الذي تحاول جهات محسوبة على الدولة، أو لوبيات المال التي برزت بشكل مفضوح كقوة نصبت نفسها دثارا لشعار الاستقلالية، لفرض نظامهما الخاص من خلال الجسم الإعلامي الذي يصر جاهدا على درء ذلك. محليا، يمكن ملامسة جوانب من هذا المشهد؛ وبعد أن كان الخطاب الإعلامي الرسمي، شكلا واحدا أوحد من أشكال تصريف خطابات المؤسسات العمومية والشبة العمومية والخاصة، برز نوع من الإصرار الذي يظهر خارجه الانفتاح على المؤسسات الإعلامية، ويخفي باطنه نوعا من تسخير بعضها لتصريف خطابات معينة، منها ما هو محسوب على مبادئ التجارة و الماركوتينك، ويسعى لتجسيد مبدأ خدمة المصالح الخاصة ومصالح اللوبيات الضاغطة، بل وينصب نفسه في بعض الأحيان مشرفا على المجال الإعلامي، باعتماده برامج تكوينية، همشت رأي النقابة الوطنية للصحافة المغربية، التي كانت دوما السباقة إلى المطالبة بخلق معاهد ومدارس للتكوين في مختلف المهن المرتبطة بالممارسة الإعلامية. وتم تسجيل هرولة بعض المؤسسات المحسوبة على التربية والتعليم، نحو تجسيد مبدأ الاتجار في مجال التكوين، واعتماد قوانين أقصت شريحة واسعة من الإعلاميين ممن تخرجوا في الستينات، بل وبدأ بعض هؤلاء يروجون بشكل علني لمبدأ ضرب النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وربط اتصالات مباشرة مع جمعيات ومؤسسات تهتم بالصحافة، سيما من الجانب الأندلسي الإسباني، الذي شئنا أم أبينا سيظل ملف سبتة ومليلية إلى جانب ملف الصحراء المغربية، وملفات أخرى من قبيل أوضاع الجالية المغربية، واستثناء من الشراكة الأوروبية، المنتوجات الفلاحية المغربية، التي تضمن القوت اليومي لنصف المجتمع المغربي، حسب الخبراء الاقتصاديين المغاربة، الذين يؤكدون ارتباط البادية المغربية التي تستقطب نصف سكان المغرب، بهذا القطاع الحيوي والرئيسي، إضافة إلى ملفات أخرى، شئنا أم أبينا فإنها تؤثر بقوة في العلاقات مع الجارة الشمالية. إن مبدأ تحصين الذات، حق من حقوق حرية الصحافة، كقطاع لا يقل أهمية عن قطاعات الأطباء، والمهندسين والمحامين.. ويفترض، التصدي لأي مؤسسة كيف ما كان نوعها، تهمش أسس ومبادئ النقابة، الممثل الشرعي والوحيد للصحافيين المغاربة. من هذا المنطلق، يستغرب النادي المتوسطي للصحافة، باعتباره يمثل جانبا مهما من صحافيي المنطقة، منتسبين ومهنيين، لعدم تحرك الجهات المسؤولة، التي تبرر ذلك بغياب المؤطر الرئيسي، تجاه بعض المدسوسين المدفوعين من قبل المستفيدين من المشهد السالف ذكره، لضرب وحدة الجسم الصحافي. ويدعو جميع الهيئات العاملة في مجال الممارسة الإعلامية إلى تفعيل النظام الفدرالي كمقرر صادر عن المؤتمر، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، في علاقة هذه الهيئات بالخارج، مع ضرورة العودة إلى رأي الأجهزة المركزية، لتفادي وقوع انزلاقات، بات من الأكيد أن بعضها قد حدث. ويؤكد النادي، على نجاعة الاتفاقيات التي تبرمها بعض الهيئات العاملة في مجال الإعلام، مع الأجهزة المركزية للنقابة أو فروعها، ويسجل في هذا الصدد مدى الدور الذي لعبه للدفع في اتجاه إبرام اتفاقية مع جمعية صحافيي كاديس مع النقابة، والتي أفضت إلى خلق مركز للتكوين في المجال الصحافي بطنجة، تحت إشراف الصحافيين أنفسهم، بعيدا عن الأسلوب الذي تعتمده بعض المؤسسات التعليمية، ممن يستحضر بعضها في المقام الأول مصالح لوبي معين، باتت ملامحه تتضح ببعض مؤسسات التعليم العالي، التي تسير شيئا فشيئا نحو تجسيد عقلية تدبير الجماعة المحلية ببعض المؤسسات الجامعية. وبالقدر الذي يتحفظ النادي في مسألة ربط العلاقات مع الخارج، يؤكد على ضرورة استحضار المصلحة العليا للوطن، وعدم تهميش الإطار الوحيد الأوحد وهو النقابة، في أي نوع من الانفتاح على الخارج. عن المكتب الكاتب العام