... وحجز عدد كبير من الكراسي والطاولات ومزهريات للتزيين بوجدة وجدة: عبد القادر كترة باشرت السلطات المحلية بعد انتهاء شهر رمضان، وأياما بعد عيد الفطر السعيد، حملة قوية وصارمة لتحرير الملك العمومي بعد احتلاله من طرف الخواص بمدينة وجدة. وقد ضاق المواطنون وعبروا عن استيائهم وسخطهم من زحف أصحاب المقاهي والمحلات التجارية، وضمهم مساحات شاسعة أضعاف أضعاف مساحات محلاتهم من أرصفة للشوارع، والطرقات والساحات بمدينة وجدة، ولم يتركوا حتى مسالك للمارة والراجلين والمتجولين من المواطنين الذين يضطرون للنزول إلى الطرقات، مزاحمين بذلك السيارات والدراجات النارية والهوائية، والشاحنات والحافلات والعربات. " كيف يعقل أن يحتل صاحب مقهى مساحتها أقل من 30 مترا أكثر من 300 متر، و400 متر، وأكثر من الرصيف بمئات الكراسي وعشرات الطاولات،،، ويحيطها بمزهريات أو لوحات إشهارية أمام السلطات المحلية والأمنية والمنتخبة؟" يتساءل أحد المواطنين التائهين بين مسالك المتاهة التي صنعتها أيادي النادلين بكراسيهم وطاولاتهم ، بل أصبحوا يتنافسون فيما بينه، ويتسارعون لاحتلال أكبر مساحة ممكنة؛ حتى تلاصقت الكراسي والطاولات، واختلط الزبائن فيما بينهم... لقد سبق أن وجهت عدة مؤسسات شكايات للسلطات المنتخبة والمحلية، وعبرت أخرى عن امتعاضها لما آلت إليه الأرصفة بشوارع المدينة الألفية، وطرقاتها وساحاتها، بل دخل بعضها في صراع صريح ومباشر مع أرباب المقاهي، واحتج بقوة بتنظيمه لوقفة احتجاجية، ورغم ذلك تمادى المحتلون وتجاوزوا الحدود المسموح بها، بل دخل بعضهم في صراع حتى مع السلطات المحلية. " علَّمْ عادَة اُتْرُكْ عادة عليها تَتْعادى..." يشرح أحد المستشارين البلديين بحكمة العارف الذي يرى أن المجالس البلدية ساهمت في هذه الفوضى التي تعرفها مدينة وجدة الآن، بل خلقتها بتسليمها للتراخيص، أو بيعها لها لفعل كل شيء بحرية مطلقة، كما فعلت مع الباعة المتجولين؛ بحيث تعتبر هي المسؤولة الأولى والأخيرة لأن الملك العمومي يهمها بالدرجة الأولى، بل من أعضائها ما يملك مقاهي، ويسمح لنفسه بالقيام بما يحلو له القيام به." ها هو الترخيص اللي عطاتوني البلدية... هاني نخلص عليه... شوف شوف... هاك فوطوكوبي... ها هو الترخيص... شوف عندي الحق باش نحط الطوابل والكراسا... هاك شوف الاطوريزاسيون...". كان صاحب المقهى يحاول إقناع قائد المقاطعة الأولى بالتخلي عن إصراره على حجز الكراسي والطاولات والمزهريات التي كانت خارج المقهى، وتجاوزت الحدود المسموح بها حسب تقدير رجل السلطة الذي لم يكن يسمع، ولا يرى، ولا يتكلم في الوقت الذي كان الأعوان يسحبون الكراسي والطاولات، ويشحنونها على متن شاحنة الجماعة التي رخصت بذلك... لقد سبق أن نفذ إعلاميو مدينة وجدة مساء يوم الجمعة 4 شتنبر الماضي وقفة احتجاجية أمام مقر فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بشارع محمد الخامس بوجدة، رددوا خلالها شعارات استنكارية للتسيب والفوضى اللذين تعرفهما المدينة من احتلال للملك العمومي، والاعتداء الذي تعرض له اثنان من زملائهم بالضرب والسب، والقذف والتهديد؛ بسبب ما نشراه ببعض الصحف الجهوية والوطنية عن احتلال صاحب مقهى للملك العام بالشارع ، والذي بذلك أغلق باب مقر فرع النقابة والمسلك المؤدي له. ورغم تنبيه صاحب المقهى من طرف فرع النقابة لتحرير المسلك المؤدي إلى المقر، إلا أنه تمادى في توسيع دائرة المقهى، وتجاهل ذلك، مما أصبح يصعب على المراسلين الصحافيين الوصول إلى مدخل مقر النقابة، والدخول إليه، ويمنع المراسلات الصحفيات لضرورة تخطي الكراسي والطاولات، والاحتكاك بالزبائن من كل صنف. ورغم قيام قائد المقاطعة بحجز الكراسي والطاولات المحتلة للملك العمومي، إلا أن مالك المقهى يتمادى ويعاود الكَرَّة، غير مبال بسلطة أي أحد. وبعد ذلك توجهوا إلى مقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة/ أنجاد حيث نفذوا وقفة ثانية، قبل أن يستقبلهم والي الجهة الشرقية بحضور كاتب الولاية، ورئيس قسم الشؤون العامة، وباشا المدينة، ورئيس المنقطة الحضرية، وقائد المقاطعة الحضرية الأولى. وفي نفس السياق سبق أن وجهت المندوبية الجهوية للجهة الشرقية التابعة لوزارة السياحة والصناعة التقليدية، شكايات لكل من رئيس المجلس البلدي للجماعة الحضرية لمدينة وجدة، وباشا المدينة في موضوع احتلال مقهى لفضاء المندوبية الجهوية للسياحة بوجدة جاء فيها ".... ألتمس من سيادتكم إعطاء تعليماتكم للمصالح المختصة قصد وقف التجاوزات اللاقانونية لصحاب المقهى... الكائن بمحاذاة المندوبية الجهوية للسياحة، والذي لم يعد يتوانى على الاستغلال المشين لكل الفضاءات المجاورة لمصالح المندوبية؛ عبر جعلها مساحات إضافية لمقهاه، مما انعكس على واجهة هذا المقر الإداري، والممرات الجانبية للمندوبية، ناهيك عن الألفاظ النابية، والتحرش بموظفات تالمندوبية من بعض مريدي المقهى.". وأضافت الشكايات" وتجدر الإشارة إلى أن مصالح هذه المندوبية، سبق أن نبهت مرارا صاحب المقهى إلى هذه التجاوزات، إلا أنه لم يحد عن هذه الممارسات غير اللائقة". لقد أثمرت الحملات المفاجئة التي قامت بها السلطات المحلية، أيام 06 و09 و12 أكتوبر لتحرير الشوارع والطرقات المحتلة من طرف بعض أرباب المقاهي، وتم حجز عدد من الكراسي، بلغ أكثر من 300 ، و80 طاولة، و11 شماسة، و25 شجيرة للتزيين، و3 لوحات إشهارية، همت المقاهي بشارع محمد الخامس، وشارع الدرفوفي، وشارع الزرقطوني، وما زالت الحملات مستمرة..." إن هذه الحملات لن تتوقف أبدا، ما دام الآخرون مصرين على عودتهم إلى احتلال الملك العمومي، وتحجز جميع الأشياء التي تتجاوز الحدود المسموح لهم بها ... كما ستحرر لهم محاضر، وتوجه لهم إنذارات، وسيؤدون ذعائر إلى أن تستقر الأمور في أوضاعها القانونية..." يؤكد أحد رجال السلطة المسؤولين على هذه الحملات بالمدينة. للإشارة، سبق لوالي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد أن عبر في إحدى المناسبات للإعلاميين عن اندهاشه لما لاحظه من ظاهرة احتلال الملك العمومي، بعد تعيينه بعمالة وجدة واليا على الجهة الشرقية.