شهدت مدينة بوعرفة، وفكيك، والمناطق المجاورة لها، تساقطات مطرية غزيرة جدا، خلفت خسائر مادية فادحة، خاصة في البنيات التحتية المهترئة أصلا، والتي تضررت بشكل كبير، منها سقوط قنطرتين رئيسيتين، وانقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب، وأغلب الطرق الرئيسية مقطوعة، كما انهار عدد كبير من المنازل، والتي جرفتها المياه، ونظرا لاعتماد ساكنة المنطقة على النشاط الفلاحي، وخاصة الرعي، فإن أعدادا هائلة من رؤوس الأغنام والماعز نفقت جراء السيول، كما تتحدث بعض الأنباء عن وقوع خسائر في الأرواح، ومازال عدد من المواطنين مفقودين، وأمام خطورة الوضع، بقيت السلطات المحلية والمصالح التابعة لها مكتوفة الأيدي، ولم تقم بأي إجراءات ملموسة لتدارك الناجين وتقليل الخسائر، حيث إن مصلحة الأرصاد الجوية قامت بإخبار السلطات مؤكدة لها أن التساقطات ستكون كبيرة جدا، ويجب أخذ جميع الاحتياطات الضرورية، وتحذير الساكنة، وتأمين المناطق الأكثر عرضة لمثل هذه المخاطر؛ لكن لامبالاة المسؤولين كما العادة، كان لها دور في وقوع هذا الكم الكبير من الخسائر، وكانت بداية الوقائع مساء يوم الجمعة حيث تهاطلت كميات كبيرة من الأمطار، وبنسب قياسية، فانقطع التيار الكهربائي لمدة 4 أيام، والماء الصالح للشرب، وانقطاع شبكة الاتصالات خاصة في المناطق النائية: بني تجيت تالسينت... كما نفقت أعداد كبيرة من الماشية، حوالي 100 إلى 200 رأس من الماشية لكل كساب بمنطقة بوعرفة، وحوالي 50 رأسا في منطقة فكيك، وكان التحرك الوحيد للسلطات هو تحليق مروحية الدرك الملكي فوق المناطق المنكوبة، دون أن تستطيع تقديم أي مساعدات، والمناطق الأكثر تضرر هي: بوعنان، تالسينت، بني تجيت، تندرارة، بوذنيب؛ حيث وصل علو المياه في بعض المناطق خاصة المناطق المنخفضة إلى مترين وأكثر، كما تحطمت قنطرتان رئيسيتان، قنطرة عبو لكحل، وبقيت إحدى الحافلات عالقة وسط المياه مدة 30 ساعة، والركاب دون أكل أو شرب، ولولا تدخل الساكنة المجاورة الذين قاموا بتقديم المساعدة لهم لكانت الكارثة كبيرة، كما تضرر كثيرا المستشفى الإقليمي لبوعرفة رغم أنه كان من بين المرافق التي استفادت من ميزانيات هائلة للترميم. وقد نظم سكان حي الخيام الهامشي ببوعرفة الأكثر تضررا من الفيضانات مسيرة احتجاجية يوم 10 أكتوبر، كما نظموا اعتصاما يوم 11 أكتوبر، أمام العمالة للمطالبة بإصلاح الكهرباء، والاحتجاج على التمييز الذي تعاملت به السلطات حيث زودت الحي الإداري الذي يسكنه المسؤولون، بينما بقيت باقي الأحياء في الظلام ولحدود كتابة هذه السطور لازال بعض المناطق في الظلام، ودون مياه، ودون تلقي أي مساعدات رغم البهرجة الإعلامية التي نسمعها في قنوات الإعلام الرسيمة.