من: علال سالمي الدخول المدرسي الحالي أسوأ من سابقيه، ويتميز بالتعثر والارتباك بفعل تفاقم الاختلالات البنيوية للمنظومة التربوية ببلادنا؛ بالرغم من مختلف المحاولات الإصلاحية المتعاقبة إن المكتب الوطني للفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب؛ الذي ما فتئ يدق ناقوس الخطر، وينبه المسؤولين والرأي العام الوطني إلى الوضعية الكارثية التي آلت إليها المدرسة العمومية؛ وبعد تدارسه لمستجدات الدخول المدرسي لموسم 2008/2009؛ يعتبر أن الدخول المدرسي الحالي أسوأ من سابقيه، ويتميز بالتعثر والارتباك بفعل تفاقم الاختلالات البنيوية للمنظومة التربوية ببلادنا؛ بالرغم من مختلف المحاولات الإصلاحية المتعاقبة. و يمكن إجمال أهم هذه الاختلالات في ما يلي: - ضعف التعبئة حول المدرسة - ضعف المردودية الداخلية والخارجية للمنظومة التربوية - ضعف مؤشرات الحكامة الجيدة للمنظومة التربوية مركزيا؛ جهويا؛ إقليميا ومحليا - سيادة المقاربة المحاسباتية- التقنوية في معالجة قضايا التربية والتكوين - تشجيع التعليم الخصوصي على حساب المدرسة العمومية - تفاقم ظاهرة الهدر المدرسي بمختلف أشكالها: التكرار والانقطاع عن الدراسة - تراكم الخصاص في الموارد البشرية للقطاع( مدرسين؛ إداريين وأعوانا) واللجوء لعدة تدابير وإجراءات لاتربوية لمعالجة المشكل: * إلغاء التفويج في المواد العلمية بعدد من الأقاليم والجهات * إلغاء مادة الفلسفة في الجذوع المشتركة بعدد من الأقاليم والجهات * تقليص عدد الحصص الأسبوعية لبعض المواد * تكليف الأساتذة بتدريس بعض المواد البعيدة عن تخصصاتهم الأصلية * تكليف الأساتذة بالتدريس بأكثر من مؤسسة تعليمية * تقليص البنية التربوية للمؤسسات التعليمية وضم الأقسام؛ مما عمق ظاهرتي الاكتظاظ والأقسام المتعددة المستويات. كما يسجل أن المبادرة الوطنية لتوزيع مليون محفظة – على أهميتها- لن تحقق أهدافها بفعل ما تخللها من خروقات في العديد من الأقاليم والجهات. إن المكتب الوطني يؤكد أن انقاذ ما تبقى من مكتسبات المدرسة العمومية المغربية، لن يتأتى إلا من خلال: - إعمال الحق في تعليم ديمقراطي جيد ومجاني لكل أبناء الوطن الحبيب؛ كما تنص على ذلك العديد من الصكوك والمواثيق الدولية ذات الصلة - إشراك الفرقاء الاجتماعيين وممثلي الأسر إشراكا حقيقيا وفعليا في كل خطط وبرامج إصلاح المنظومة التربوية، وبصفة عامة في كل ما يهم تدبير الشأن التربوي ببلادنا. - الرفع من قيمة النفقات العمومية المخصصة لقطاع التربية الوطنية بما يتلاءم مع متطلبات تأهيل المدرسة العمومية، ومع تزايد أعداد المتعلمين، واعتماد مبادئ الحكامة الرشيدة في وضع الميزانيات، و خلال صرفها. - توفير الموارد البشرية الكافية والمؤهلة؛ مع اعتماد خطة تحفيزية لها، ووضع آليات للمراقبة والمساءلة لمختلف الفاعلين التربويين والإداريين. إن المكتب الوطني، إذ يجدد التنبيه إلى خطورة الوضع التعليمي ببلادنا؛ يدعو إلى تعبئة وطنية شاملة للدفاع عما تبقى من مكتسبات المدرسة العمومية في أفق إعادة تأهيلها؛ حتى تكون بحق قاطرة للتنمية البشرية المستدامة، ولضمان حق بنات وأبناء المغاربة في التعليم؛ ويهيب بالنسيج الجمعوي للأمهات والآباء للمزيد من التعبئة، واليقظة، والالتفاف حول ممثلهم الشرعي: الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب. البيضاء في 06 أكتوبر 2008