قبل انطلاق المنافسات الكروية لقسم الهواة تساءل كثيرون هل سيتكررسيناريوالموسم الفارط بالنسبة لفريق الإتحاد الإسلامي الوجدي لكرة القدم ، ليأتي الرد المقلق لأسئلة مقلقة أيضا طالما طرحها المهتمون والمتتبعون لمسيرة هذا الفريق الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى أزيد من نصف قرن والذي سبق له أن لعب في القسم الوطني الأول قبل أن يجد نفسه مصنفا ضمن خانة فرق القسم الأول للهواة ، فخلال الموسم الأخيرأضاع بطاقة الصعود إلى القسم الثاني للنخبة بعد أن تنازل عن هذا المطمح من خلال ما سجله من نتائج هي دون التوقعات في وقت كانت فيه جماهيره المتحمسة معلقة كل آمالها على هذا المطمح إلا أن الإبتعاد عن المدرب محمد التيجيني كان بداية التراجع إلى الوراء علما بأن الفريق كان وقتها يحتل الرتبة الأولى ضمن مجموعته متبوعا بكل من هلال الناظورونهضةبركان ، ومع انطلاق الموسم الحالي عادت الحماسة تدب من جديد في صفوف الفريق أملا في تعويض مافات إلا أن النتائج المسجلة حتى الآن لم تكن بالصورة المطلوبة في ظل وجود كوكبة من الفرق الراغبة في تحقيق ذات المطمح من أمثال نهضة بركان بالدرجة الأولى ثم اتحاد سيدي قاسم وفتح الناظور خاصة بعد إلغاء مباراة السد المؤهلة للإرتقاء إلى القسم الأعلى إذ من أصل 29 مباراة خاض غمارها حتى الآن ( دون احتساب نتيجة مباراته مع وداد تمارة ) تمكن من الظفر في عشر منها وكانت على حساب وداد تمارة وشباب خنيفرة ونهضة مرتيل وشباب العرائش واتحاد تواركة والنادي القصري ونادي بلدية الخميسات وشباب الدريوش ووفاق بوزنيقة ( 2 ) مقابل ثلاثة عشر تعادلا أمام كل من فتح الناظور( 2 ) وحسنية بنسليمان ( 2 ) وحسنية سيدي سليمان ( 2 ) ونادي بلدية الخميسات ونهضة بركان وشباب الدريوش ووفاق تنجداد واتحاد سيدي قاسم واتحاد تاونات وعمل بلقصيري إلى جانب خمس هزائم ضد كل من النادي القصري وشباب خنيفرة ونهضة مرتيل ونهضة بركان وشباب العرائش، جامعا بذلك 43 نقطة بفارق 13 نقط عن المتصدر نهضة بركان ( 56 ن ) في وقت سجل فيه خط هجومه 34 هدفا فيما تلقت شباكه 29 هدفا ، وكان فريق الإتحاد الإسلامي الوجدي مباشرة بعد التئام جمعه العام العادي السنوي قد ضم إلى تشكيلته المسيرة أسماء وازنة في مجال التسيير والتدبير الرياضي على صعيد مدينة وجدة برئاسة قاسم المير في إطار ضخ دماء جديدة في شرايينها مبادرا في نفس الآن إلى إعادة ترتيب بيته أوراقه حيث أوكل مهمة التأطير التقني بدءا من الدورة الثالثة للمدرب محمد بكاد خلفا لحسين بهرة قبل أن يغادره بشكل مفاجيء ودون سابق إشعاركما أفاد مسيروه قبل عشر دورات خلت تاركا مكانه شاغرا قبل أن يتولاه مساعده ميمون مفتاح الخير مدعما تركيبته البشرية بمجموعة من اللاعبين خلال الفترتين الإنتقاليتين الأولى والثانية ، معلنا وبصراحة عن نواياه الحقيقية - هكذا كانت الإنطلاقة - في التنافس على الرتبة الأولى ضمن شطر الشمال المؤدية إلى قسم النخبة في درجته الثانية بعد أن أهدر ذات الفرصة خلال الموسم الفارط كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، من هذا المنطلق يعتبر فريق الإتحاد الإسلامي الوجدي نموذجا للفريق المكافح الملتصق بقاعدة جماهيرية عريضة وفية ومخلصة للونين الأسود والأبيض، ومن خصائصه انضباط مسيريه ومريديه وعشاقه والتصاقهم به مهما كانت الأحوال والظروف رافضين بذلك تغيير جلدهم أوالإنسلاخ عنه كما فعل ويفعل آخرون حيث ماهبت الريح مالوا واستمالوا وتلك هي حالهم ، إلا أن النتائج المسجلة جاءت دون مستوى الطموحات وهو ما يعني ضياع فرصة قد لاتعوض كما ضاعت سابقتها وبذلك فإن مسيريه المنفتحة صدورهم على كل نقد بناء وموضوعي مطالبون بجلسة هادئة شفافة لمناقشة هذه التعثرات ومن كان وراءها للخروج من مثل هذه السيناريوهات التي باتت تتكرر كل موسم مع إعادة ترتيب البيت الداخلي من جديد خاصة وأن للفريق من المؤهلات والمقومات الكروية مايسمح له بذلك وإلا فإن الأهداف المسطرة ستظل تدور في حلقة مفرغة لا تنتهي وهذا مالا يرضاه أنصارهذا الفريق الذي طالما أطرب الكادحين والعاطلين من عشاقه وما أكثرهم وإلا فسينطبق عليه المثل العربي القائل ( الصيف ضيعت اللبن ) هذا إن لم نقل جازمين ضاع الصيف واللبن والكرة معا ، وإلا فما رأي العاشق يحي ( القهوة ) ؟