في مقابلة صحفية مع محمد موصلي رئيس جماعة راس عصفور التي تبعد عن مدينة وجدة بحوالي 15 كلم، وبعد أن ترحم على الفقيد بنعبد الله العامري الرئيس السابق للجماعة الذي وافته المنية فجأة بفعل حادثة سير، وأبلغ تعازيه لأسرة الفقيد، نيابة عن أعضاء المكتب المسير، وعن سكان الجماعة، وبعد حمد الله على نجاة يحي لاس الخليفة الثاني، وتمني الشفاء العاجل له... أبلغ أنه في إطار مهمته الجديدة على رأس الجماعة، قد التزم بالعهد المعقود مع كل الأعضاء بالعمل في إطار الشفافية، والإشراك، والتشارك، واعتماد نهج عملي جديد يبلور واقع أن المسيرين هم في خدمة الجماعة لأجل الارتقاء بها، وتحقيق انتظارات السكان بها... سؤال: أين وصل حظ استفادة جماعة راس عصفور من المشروع التنموي الذي ينتظر أن تستفيد منه جل جماعات إقليم جرادة؟ جواب: في إطار مشروع استثنائي سيعطي انطلاقته جلالة الملك أثناء زيارته المقبلة للمنطقة، ظهر أن إسم جماعتي رأس عصفور، وأيضا جماعة سيدي بوبكر، غير مدرجين ضمن لائحة الجماعات المستفيدة من المشروع.. وكان قد سبق للرئيس المرحوم أن اتصل بوزارة الداخلية رفقة جماعة سيدي بوبكر، وحصل اللقاء بمسؤول بوزارة الداخلية، وتم طمأنتهما على أن طلبهما سيؤخذ بعين الاعتبار، على أساس إدراج الجماعة ضمن المستفيدين من المشروع المنتظر الاستثنائي والمهم الذي خصص لمجموع 11 جماعة قروية بإقليم جرادة.. وعلى أساس أن تستفيد الجماعة من توسيع الطريق الرابطة بين وجدة وتويسيت.. سؤال: ما طبيعة تحركاتكم في دائرة هذا المشروع التنموي المهم؟ جواب: كنا نحن في الجماعات المعنية بهاته الطريق البالغة 25 كلم( جماعات: رأس عصفور، تويسيت، سيدي بوبكر، تيولي ) قد قمنا بزيارة للمدير الجهوي السابق للأشغال العمومية، وأخبرنا أن المشروع يكلف مبلغ مليارين ونصف المليار سنتيم، على أساس أن تمنح الوزارة غلافا ماليا لهذا الغرض، يقدر بمليار ونصف من السنتيمات، بينما تنتظر من المجالس المنتخبة الأخرى أن تساهم معها، وتشاركها إنجاز هذا المشروع بمليار سنتيم آخر كتقويم للمشروع( مجلس الجهة، والمجلسين الإقليمين لجرادة ووجدة).. إذاً، كما أخبرني المرحوم الرئيس السابق، فقد حصل طمأنته من المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية.. لكن حينما عاد الرئيس السابق من سفره العملي، وفي اليوم نفسه الذي وقعت الحادثة التي توفي على إثرها رحمه الله، كان تم إخباره بوجود اجتماع للجماعات المستفيدة من المشروع بعمالة جرادة، بينما لم يتوصل هو بدعوة للحضور، أي لم يتم إخباره حسب ما أخبرت به دائما ، وكان في تلك الأيام مهموما بهذا الموضوع؛ منشغلا بقرار إسقاط الجماعة من الاستفادة، فاتصل بعامل الإقليم، وعقدنا معه اجتماعا في الموضوع، لكن لما لم يتوصل في ما بعد بالدعوة، قرر الالتحاق بالعمالة، غير أن القدر كان متربصا، فوقعت حادثة السير القاتلة... سؤال: ... ويبدو أن المسالك هي من أهم انشغالات الجماعة، ورغم ذلك لم تستفد من المشروع...؟ جواب: الجماعة لم تستفد رغم أنها جماعة حدودية بامتياز، وتعاني أساس من مشكل المسالك.. لا نعاني من مشكل الصحة، ولا الماء، ولا الإنارة، فالجماعة مربوطة بالشبكة الوطنية ب 99 في المائة، وتستفيد جميع الدواوير من الكهرباء.. إذاً، نعاني من المسالك التي هي في حالة يرثى لها، ونبحث عن فك العزلة عن السكان.. وفي هذا الاتجاه، كنا ننتظر التفاتة من المسؤولين، خاصة في إطار هذا المشروع الذي سمعنا أنه مشروع مهم، سوف يعطي انطلاقته جلالة الملك خلال زيارته المقبلة اعتمادا على ما علمناه... ورغم هذا، فإننا مؤمنون بالقضاء والقدر.. ولكل أجله.. ونسأل الله تعالى أن يرحم الفقيد، ويسكنه فسيح جنانه، ويلحقه بالصديقين والشهداء والصالحين... وحسن أولئك رفيقا.. وأن يشفي أخانا يحي لاس الذي هو طريح الفراش، ويرفع ضره، ويجدد صحته حتى يلتحق بإخوانه في هذا المجلس. سؤال: لكن، ما مصير الطمأنة المتعلقة بإشراك الجماعة في الاستفادة من المشروع؟ جواب:" سنتابع هذا الملف، اعتمادا على أن توسيع وتقوية الطريق رقم 60/25 الرابطة بين سيدي يحي/ وجدة وتويسيت، هو مشروع يكتسي أهمية قصوى بحكم أن الطريق تبقى شريان هذه الجماعة، وبدون توسيعها، لا يمكن أن نتحدث عن إمكانية الرفع من القدرات التنموية لهاته الجماعة.. والملاحظ عبر جوانب هذه الطريق انطلاقة تنموية، خاصة تلك المتعلقة بالفلاحة، إذ يوجد مجموعة من الموظفين الذين أحيلوا على التقاعد، إلى جانب عمال بالمهجر، عادوا إلى منطقتهم يستثمرون أموالهم بها على الفضاءات التي هي على جوانب الطريق، وقد تم هاته السنة حفر ما يزيد عن 12 بئرا بجوانبها؛ ولهذا نتمنى أن تتوسع الطريق حتى تساعد على المزيد من المساهمات التنموية من مثل التي نلاحظ بهذه الجماعة الفتية، والحدودية بامتياز، وهي المتنفس المستقبلي لمدينة وجدة التي لا تبعد عنها كما قلت إلا بحوالي 15 كلم، وعلما أن أقرب غابة من وجدة هي غابة جماعة رأس عصفور، وهي جماعة تختزن الكثير من الأماكن السياحية، خاصة السياحة الجبلية، وبالتالي حينما تتوسع الطريق وتتقوى، نعتقد أن مجموعة من المستثمرين سيلتحقون بها للاستثمار، خاصة في السياحة، ولتكون المنطقة متنفسا لساكنة مدينة وجدة لعامل القرب منها. سؤال: ما طبيعة المكون البشري لممثلي السكان، وما حجم قدراتكم للتغلب على أهم المشاكل القائمة بعد أن تسلمتم مسؤولية إدارة شؤون جماعة رأس عصفور؟: جواب: وجدنا مجموعة من الاختلالات، وكان المرحوم الرئيس السابق يشتغل في اتجاه محاولة الإصلاح بالجماعة التي هي الجماعة الوحيدة بالمنطقة التي عرفت ربما احتكاكا قويا خلال الحملة الانتخابية، وكانت إلى عهد قريب تعرف معارضة وأغلبية، ولم تعرف إجماعا كغيرها، نظرا للتراكمات التي تركها المجلس السابق.. لقد حاولنا أن ننهض بهذه الجماعة، والحمد لله أن بها مجموعة من الأطر العليا، وضمنهم وزير سابق.. ويبقى الأمل معقودا على أن هذه الأطر إذا وجدت المساعدة من المسؤولين فستعرف الجماعة ازدهارا، خاصة أنها من حيث الموقع قريبة من مدينة وجدة، وغنية بثروتها الغابية.. وقد عرفت مجموعة من الإنجازات، إذ تستفيد جميع الدواوير مثلا من الإنارة، كما لا تعرف الجماعة تلك الحدة التي تعرفها بعض الأخرى في الماء خاصة في فصل الصيف.. وتبقى ميزانية الجماعة تعتمد على الدعم من المديرية العامة للجماعات المحلية(وزارة الداخلية) لأن مداخيلها الذاتية ضعيفة، تقتصر على مدخول من الرسوم الغابوية، ومن مقلع قديم، وآخر تمت المصادقة عليه سنة 2010، وهذا تقريبا مختزل المشاكل التي تعاني منها جماعة رأس عصفور، وبتظافر الجهود، سننهض إن شاء الله بالتنمية سؤال: بحكم أن الجماعة بمنطقة سياحية، فما نوع برنامجكم في هذا الاتجاه؟ جواب: خلال سنة 95/96، كان الرئيس آنذاك هو الفيزازي بنعمر، غير أنني أنا من كنت رئيسا بالنيابة/ بالتفويض الشامل، وأحدثنا مركبا سياحيا في منطقة عين الدالية التي لا تبعد عن الجماعة بأكثر من كيلومترين ونصف، وبحوالي 17 كلم عن وجدة، وهي منطقة غابوية سياحية بامتياز.. وكنا اتصلنا بوزارة السياحة، وجاءنا في جواب وزارة الداخلية أنها تساعدنا ب 50 في المائة من كلفة المشروع، وقمنا بجميع الخطوات لإعداده، من مثل اقتناء الأرض بملك غابوي... غير أنه بفعل انتخابات سنة 2009، وصل إلى التسيير رئيس جديد، فأقبر المشروع السياحي إلى حدود الآن للأسف.. وقد كان بالإمكان أن يعود بالنفع على الجماعة... سؤال: .. ودون شك، تفكرون في إحياء هذا المشروع؟ جواب: إنني أؤكد من جديد على قيمة حل مشكل المسالك كمدخل للتنمية، بمعنى أنه إذا ما مادامت الطريق الرابطة بين الجماعة ووجدةوالإقليم على هاته الحال السيئة، فمن غير السهل الحديث عن شيء اسمه تنمية بهذه الجماعة.. وقد أشرت إلى أهمية مطلب توسيع وتقوية الطريق التي نعول عليها بالأساس كشرايين للجماعة.. وهي طريق تقطع الجماعة من أقصاها إلى أقصاها.. فلو توفرت هاته البنية، لكان أمكن للمستثمرين أن يقتنوا مثلا أراضي على جنب الطريق، خاصة بالمواقع السياحية المعروفة عندنا( عين الدالية، جرف الوازن، عين الكرمة).. وكلها مناطق مؤهلة وقابلة لاحتضان مشاريع سياحية جبلية.. سؤال: وماذا عن اهتمام المجلس الإقليمي ومجلس الجهة بهذا النوع من الانتظارات التنموية؟ جواب: أثرت مثل هذا الاهتمام بمجلس الجهة بحكم عضويتي به، وكنا قد أثرنا خلال دورته الأخيرة مشكل الجفاف الذي يضرب المنطقة، وأيضا إقليم فجيج، وتاوريرت، وأكدنا على مطلب الأعلاف.. ونحن نعول خاصة على مجلس الجهة الذي يقوم بدراسة شاملة معمقة مع مكتب الدراسات، وهو في مرحلته النهائية من الدراسة، ورئيس الجهة علي بلحاج هو مهتم بتنمية الجهة الشرقية، كما ننتظر ما تسفر عنه نتائج اللجنة الموسعة التي أسسها جلالة الملك محمد السادس في إطار الجهوية الموسعة المرتقبة.. وبحكم قرب الجماعة من مدينة وجدة، فأعتقد أن الاهتمام سيكون من مجموعة من المتدخلين في القطاع الخاص، السياحة، الفلاحة؛ بحكم أن الفرشة المائية قريبة من سطح الأرض.. وأكرر أن جماعة رأس عصفور ستكون هي المتنفس لوجدة عمرانيا، وأن أقرب غابة لوجدة هي غابة راس عصفور، وبالتالي يوم تتوسع الطريق، وتتوفر الظروف، فستنجح هنا المشاريع الاستثمارية سؤال: هل تشتغلون وفق ما تتطلبه الاستمرارية الإدارية، وتواصلون أجندا المكتب السابق( قبل تحمّلكم المسؤولية)، أم ستعتمدون في بلورة مخططاتكم على منظور عملي مغاير؟ جواب: طبعا، نستحضر ثوابت، وخطوطا حمراء متفق عليها كأغلبية، لا يمكن تجاوزها.. غير أننا نبقى في آخر المطاف بشرا، ولكل مسؤول نهجه، ورؤيته، واجتهاداته، وما يُلزمنا جميعا هو العمل من أجل المصلحة العامة المحمولة على التشارك.. ونجتهد في هذا الاتجاه... سؤال: في الوسط حديث عن سوء تفاهم، أو حساسية سلبية مع عامل الإقليم...؟ جواب: لا توجد أي حساسية، وقد استقبلنا عامل الإقليم بمكتبه لعدة ساعات كبلدية،، ووعدنا بدعم عملنا، وبالوقوف إلى جانب المكتب المسير.. وما نؤكده أن أبوابه مفتوحة للجميع، وبالمناسبة، فعامل الإقليم كانت تربطه بالرئيس المرحوم علاقة متميزة، عكس ما يحاول البعض الترويج له...