ننشر ادناه حوارا اجراه موقع « كفاح نقابي» مع المناضل النقابي الصديق كبوري كاتب الاتحاد المحلي للكونفدرالية للشغل بالاقليم حول الواقع النضالي بقلعة الشرق بوعرفة، حيث تخوض الشغيلة بتاطير من الكدش وبتنسيق شعبي مع اطارات النضال بالمدينة معارك على جبهات متعددة منها الحريات النقابية، الحق في تعليم يضمن كرامة المدرس والتلميذ، الغلاء حيث التجربة ببوعرفة فريدة بكفاحيتها وانغراسها الشعبي. ان دروس نضالات بوعرفة لا غنى عنها لكل المناضلين العماليين والشعبيين. والتعريف بهذه الحالة النضالية ودروسها هي الغاية التي يسعى الموقع للمساهمة فيها من خلال الحوار اسفله... « كفاح نقابي »: تخوضون في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ببوعرفة وفجيج إضرابا إقليميا يوم 28 دجنبر دفاعا على الحريات النقابية. ما هو سياق وأهداف حركتكم الاضرابية هاته؟ الصديق كبوري: للإشارة فقد خضنا ككونفدرالية ديموقراطية للشغل بإقليم فجيج - ببوعرفة خلال هذا الموسم الاجتماعي 2010 إضرابا عاما بالوظيفة العمومية والخدمات والقطاع الخاص ، وثلاثة إضرابات بالوظيفة العمومية والجماعات المحلية ، أخرها الإضراب المشار إليه ليوم الثلاثاء 28 دجنبر 2010 ، وهو إضراب اقليمي اتخذناه كمجلس كونفدرالي اقليمي موسع ، وللتوضيح فان المجلس الإقليمي الكونفدرالي هو إبداع تنظيمي ابتكرناه باقليم فجيج ولا يوجد في الأدبيات التنظيمية للكونفدرالية الديموقراطية للشغل - أما فيما يخص دواعي الإضراب العام فيمكنني أن ألخصها بشكل مختصر في النقط الاتية : - تعمق وتردي الوضع الاجتماعي بالإقليم ، والذي ينظر إليه دائما كجزء من المغرب غير النافع ، وهذا التردي في نظري هو نتيجة للسياسات الطبقية المنتهجة لتدمير مختلف الخدمات العمومية من تعليم وصحة وسكن ونقل .....الخ. - الهجوم المسعور على الحريات العامة ،وتحديدا حق الممارسة النقابية ، وهذا يتمثل في رفض تسليم الوصولات القانونية لبعض النقابات - رفض تسلم الملفات القانونية - رفض الجلوس على مائدة التفاوض - الحرمان من السبورات النقابية - رفض التوقيع على المحاضر المشتركة بالنسبة لبعض القطاعات ، وحتى إن تم التوقيع لا تحترم الاتفاقات ، وهو ما يفرغها من مضمونها ، أضف إلى ذلك متابعة مناضلين نقابيين بالإقليم هما : الرفيقين حاحو عبدالكريم ومجبر جمال بتهمة تنظيم وقفة احتجاجية بدون ترخيص ، علما أن الوقفة الاحتجاجية لا تحتاج إلى ترخيص مسبق من طرف السلطات . إن هذا التضييق على الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بالإقليم يندرج ضمن مخطط إضعافها في أفق اجتثاثها ، خاصة وإنها أصبحت تزعج المفسدين وأعداء الديموقراطية ،وتشكل شوكة في حلقهم ، بعد أن تبوأت عن جدارة النقابة الأكثر تمثيلية ، النقابة الوازنة في معادلة الصراع الاجتماعي ، المتميزة بمواقفها ، والجذرية بمبادئها ، والصادقة بخيرة مناضليها ومناضلاتها. -انغلاق باب الحوار ، والذي مرده شلل اللجنة الإقليمية للبحث والمصالحة ، وعجزها عن حل بعض الملفات المطلبية سواء بالقطاع الخاص أو الوظيفة العمومية أو الجماعات المحلية ، ونشير إلى أن الملفات العالقة والتي نطالب بفتح الحوار الجدي حولها هي : أعوان الحراسة والنظافة – مستخدمو الإنعاش الوطني – عمال ديماغاز- سيارات الاجرة – الجماعات المحلية – سائقو الشاحنات ........الخ إن الحوار الآن متوقف بخصوص هذه الملفات المطلبية ، والانكى من ذلك أن هناك اتفاقات سابقة لكن لا تحترم ، كما لا نلمس ولو احترام الحدود الدنيا للحقوق الشغلية المنصوص عليها في المدونة على هزالتها وعلاتها .اذ نسجل ان الأجهزة الموكول لها حماية هذه الحقوق لا تقوم بالدور المطلوب ، نذكر هنا السلطة المحلية والإقليمية وجهاز مفتشية الشغل . « كفاح نقابي »: كيف تسير الاستعدادات للمحطة النضالية القادمة لا سيما ان ملف المتابعة يشمل ايضا متابعة معطلين؟ الصديق كبوري: إن الاستعدادات تسير بطريقة جدية كما هي العادة ،فقد انعقدت الأجهزة التقريرية والتنفيذية للكونفدرالية الديموقراطية للشغل على امتداد اقليم فجيج ، ونحن نتوقع نجاح الإضراب العام بنسبة قد تصل الى ازيد من 98 في المائة ، أما الوقفة ومتابعة محاكمة المناضلين النقابيين ، فنتوقع أن تكون المشاركة مكثفة ووازنة ، خاصة وان هذه المعارك سنخوضها مدعمين ومسندين بمناضلاتنا ومناضلينا في مختلف الاقليم الذين سينخرطون في الإضراب بوعي كبير ، كما سينتقل اغلبهم / هن الى بوعرفة للمشاركة في الوقفة ، دون أن ننسى طبعا الإسناد الميداني لحلفاء الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بالإقليم ، نذكر منهم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين وجمعية المجازين المعطلين وجمعية محاربة الفقر والدفاع عن الحف في الشغل ، والتنسيقية المحلية لمحاربة الغلاء والدفاع عن الخدمات العمومية . دون أن ننسى الجماهير الشعبية التي لا تتخلف أبدا عن معارك الكونفدرالية الديموقراطية للشغل .خلاصة القول إننا مستعدون لإنجاح هذه المعارك النضالية على المستوى المادي والأدبي والبشري واللوجستيكي ، ونحن مستعدين لكل التضحيات ، لأننا واثقين من النصر الحتمي والأكيد . « كفاح نقابي »: خضتم في الكدش ببوعرفة، في سابقة نوعية تلتها مبادرة امش بتاونات، اضرابا يوم 15 نونبر حول ملفات محلية وتضامنا مع شغيلة التعليم بسوس ماسة درعة. كيف ترون امكانية تعميق التضامن والتنسيق النضالي بين طلائع النضال التعليمي على المستوى الوطني دفاعا عن المدرسة العمومية؟ الصديق كبوري: هذه في نظري تشكل إحدى نقط قوة الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بإقليم فجيج – بوعرفة ، إننا دائما نستحضر البعد الوطني بل حتى الاممي في معاركنا النضالية ، لاننا بكل بساطة ضد التقوقع و الانغلاق و الشوفينية ، ان المتتبع المهتم سيلاحظ إيماننا بوحدة الطبقة العاملة ، والتضامن مع مختلف المواقع المكافحة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، فلتجسيد هذا المبدأ أصدرنا العديد من البيانات والرسائل للتضامن مع مواقع عديدة كزاكورة وطاطا وتاونات ومريرت وسوس ماسة درعة والناضور وغير ذلك ، كما قررنا في قطاع التعليم إضرابا إقليميا يوم 15 دجنبر 2010 تضامنا مع مع الشغيلة التعليمية بجهة سوس ماسة درعة التي تعرضت أجورها للقرصنة ، واعتبرنا الأمر سابقة خطيرة تدخل في إطار التمرير العملي لمشروع القانون التنظيمي حول الإضراب المبشر به من طرف الحكومة. « كفاح نقابي »: شكلت بوعرفة حالة فريدة بشعبيتها وكفاحيتها في النضال ضد الغلاء. أين وصلت معركة مقاطعة أداء فواتير الماء؟ الصديق كبوري: تخوض ساكنة بوعرفة نضالات غير مسبوقة ضد الغلاء وتدهور الخدمات العمومية ، فمعركة مقاطعة أداء فواتير الماء وصلت الآن سنتها الخامسة وبنجاح مطلق ، فنسبة المشاركة الجماهيرية فيها وصلت إلى مائة في المائة ، فالمدينة بكل ساكنتها وشرائحها تتبنى المعركة بقيادة التنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الاسعار والدفاع عن الخدمات العمومية ببوعرفة ، والمكونة من إطارات ديموقراطية وتقدمية نقابية وحقوقية وجمعوية ان الايجابي حقا في هذه المعركة انها : - حققت مكاسب هامة جدا للساكنة ، مادية وديموقراطية ، سواء عبر التفاوض او النضال . - إن هذه النضالات لا تقتصر على الماء فقط بل تشمل كل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية من شغل وصحة وتعليم ونقل وسكن ......الخ - إن التنسيق يتم بين مناطق الإقليم ، فمعركة مقاطعة الفواتير لاتهم بوعرفة فقط بل سبق أن دخلت فيها ساكنة بني تدجيت وتم تعليقها بعد تفاوض حقق مكاسب جزئية ، كما دخلت فيها ساكنة بوعنان منذ شهر أكتوبر الماضي ، ومن المرتقب أن يعقد حوارا بين تنسيقية بوعنان وممثلين جهويين عن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب حول المطالب المشروعة لساكنة بوعنان . إن اعداء الشعب المغربي طبعا لم يبقوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الزخم والمد النضاليين فقد تحركت آلة القمع ما مرة ، لكنها فشلت في كبح جماح الحركة النضالية و التي تستفيد من عمق شعبي وجماهيري كبير . وهنا اذكر بالقمع الذي تعرضت له الاحتجاجات المنظمة من قبل الإطارات التقدمية في عهد العامل السابق ، والمحاكمات التي لازالت مستمرة إلى الآن والتي تتمثل في : - المحاكمة الأولى يتابع فيها مسؤولان نقابيان وهما : عبدالكريم حاحو ومجبر جمال ، وتتابعهما النيابة العامة بتهمة التجمهر غير المرخص ، على خلفية المسيرات الوطنية التي دعت لها الكونفدرالية الديموقراطية للشغل في نهاية الموسم الاجتماعي الفارط - المحاكمة الثانية سيمثل فيها امام القضاء أعضاء السكرتارية الإقليمية للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين –التنسيق الإقليمي لفجيج ببوعرفة وهم : -كليل بوبكر. - بوجمي لحسن. - بودخيلي رشيد. - مغراوي مصطفى. - شكري احمد وتوجه النيابة العامة للمعطلين عدة تهم وهي: الانتماء إلى جمعية غير مرخص ، ترديد شعارات من شانها المس بالمقدسات ، تنظيم احتجاجات بدون ترخيص، والتحريض على الدخول نحو دولة أجنبية... -أما المحاكمة الثالثة سيمثل فيها الطيب المختاري رئيس جمعية محاربة الفقر والدفاع عن الحق في الشغل ، بتهمة اهانة موظف ، وتعود خلفيات هذه المتابعة إلى الاعتصام البطولي الذي نظمته التنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الأسعار والدفاع عن الخدمات العمومية ببوعرفة سنة 2006 ، على اثر رفع الشطر الاجتماعي إلى 24 متر مكعب بدل 18 متر مكعب ، مما تسبب في ارتفاع ثمن التسعيرة . « كفاح نقابي »: كلمة أخيرة...؟ الصديق كبوري: أشكركم على المتابعة الإعلامية لنضالات مختلف المواقع الصامدة ، وخصوصا على اهتمامكم الدائم بالصراع الاجتماعي بإقليم فجيج. وحرصكم المستمر على تعريف شعبنا بمختلف التجارب النضالية بهذا الإقليم الصامد والمكافح ، والذي لن تثنيه مختلف محن القمع في سنوات الجمر والرصاص ، أو في ما يسمى بالعهد الجديد عن مواصلة المسير ...