يعاني سكان حي لابيطا بالرشيدية - المغرب - منذ عقود، مشاكل بيئية خطيرة ومختلفة؛ ففي الوقت الذي يعتبر الحي أول تجزئة سكنية، أشرفت على وضعها وزارة الإسكان والتعمير، منذ 1968، والى حدود الساعة، لم تعرف أي إصلاح، أو تجديد لبنياتها التحتية المهترئة، أو بالأحرى، لم يعد لها وجود. ومنذ ذلك التاريخ، ونظرا لوجودها قرب الوادي الأحمر، والذي يوجد به مصب الرشيدية للصرف الصحي، فإن ساكنة الحي، عانت كثيرا من تلك الروائح المزكمة، والتي خلفت العديد من الأمراض، ومشاكل اجتماعية، واقتصادية مختلفة. وبعد أن تمت معالجة مشكلة الصرف الصحي بشكل ترقيعي، وليس كلي؛ لأن المشكل يظهر بين الفينة والأخرى؛ ظهرت مشكلة أعوص حاليا، وتتجلى في تهديد الساكنة جديا بأمراض خطيرة، قد يكون من بينها مرض أنفلونزا الطيور؛ نظرا لاستخفاف السلطات المحلية والمنتخبة بشكايات الساكنة ؛ بل أكثر من ذلك، بمعاقبتها لكثرة شكاياتها من هذه المعضلة البيئية. ويتجلى المشكل في تمركز جل لوبيات بيع الدواجن بالجملة، قرب الحي، حيث يعمد هؤلاء للذبح، والسلخ السري للدواجن، داخل محلات تنعدم فيها الشروط الصحية، مما يضطرها إلى رمي مخلفات هذه الدواجن، من ريش، وأمعاء، وكذا الدواجن الميتة في جنح الظلام، وإحراقها، مما يتسبب في كوارث بيئية متعاظمة؛ والغريب في الأمر، أن أغلب المسؤولين، قد استنشقوا تلك الروائح المميتة غير ما مرة، عند دخولهم وخروجهم إلى السوق البلدي المركزي بالرشيدية؛ لكن، لا حياة لمن تنادي، ولا من يرأف لحال تلك الساكنة التي تبقى مكرهة على استنشاق أوكسجين ملوث. وقد اضطر العديد من السكان لبيع منازلهم بأبخس الأثمان، هربا من نتائج غير محمودة العواقب، ومن واقع فرضته أيد آثمة، في حق إنسانيتهم، وتساكت مريب من قبل الجهات المسؤولة، مما يطرح أكثر من تساؤل. وإذا كانت الساكنة قد توجهت إلى المسؤولين المحليين؛ لإبعاد هؤلاء التجار، فقد كان الرد مخيبا للآمال، وحتى تعاقب السكان على مطالبتهم ببيئة سليمة، فقد سمحت لأحد هؤلاء التجار بفتح محل آخر، لكن هذه المرة داخل الحي السكني، مما أثار السكان لهذه السياسة الخرقاء. في الوقت الذي رفضت السلطات نفس المشروع، وبسرعة قياسية، تم إيقافه عندما كان سيقبل عليه أحد الشباب المعطل. ولأن صاحب المحل الحالي، أحد أقرباء عضو بالمجلس البلدي، فقد تم السكوت عنه، والسماح له بفتح المحل حتى ولو لم يرخص له؛ ولأن عائلته في نفس الوقت من المقربين، ومعدي الجيوش الانتخابية لرئيس المجلس البلدي الحالي، وهم يحاولون بذلك كسب المزيد من الوقت لإسكات صوت الساكنة. وعليه، تتوجه ساكنة حي لابيطا الجديدةبالرشيدية إلى كل المسؤولين، محليا، ووطنيا، ودوليا، والى كل الضمائر الحية؛ للتدخل ومؤازرتهم لرفع هذه الأضرار الجسيمة، وتعويض الساكنة عما عانته طيلة سنوات طويلة ومريرة.