مدرس التعليم الابتدائي بنيابة جرادة في اليوم الثاني من شهر ماي هذه السنة، وعلى غير العادة، أضيفت ساعة على التوقيت المحلي، ولقد أثر هذا على السير العادي للدراسة، خاصة في العالم القروي. لقد كان من الأولى أن يستثنى قطاع التعليم من هذا الإجراء لخصوصيته، ولكون هذا الإجراء لا يراعي ساعات التعلم التي ينشط فيها الذهن، فالمتعلم الذي لم ينل نصيبه الكافي من ساعات النوم، لا يمكنه أن يقبل على التعلم وهو على هذه الحال. ومن جهة أخرى، يدل هذا الإجراء على أن العملية التعليمية التعلمية تتحكم فيها عدة أطراف وتتجاذبها عدة عوامل نحو الأفضل أو العكس. إن الأستاذ الذي يوجد في قلب العملية التعليمية، لن يستطيع أن يلغى من تأثير العوامل الأخرى، مثل الإيقاع الزمني، والاكتضاض، والتخلف العقلي لبعض المتعلمين، وفقر المحيط الاجتماعي والثقافي، ونقص الأدوات المدرسية، وهشاشة البنية التحتية.. فقط، قد تقلل من تأثيرها السلبي. إن قطاع التربية والتعليم، قطاع حساس، يتأثر إيجابا وسلبا بمختلف المتغيرات التي تقع حوله، وجهاز المناعة لديه"رهيف"، لا يقوى على مواجهة مختلف الإكراهات التي يفرضها الواقع. فأي متغير يقع في البيئة التي ينشط فيها التعليم كما رأينا في هذا الإجراء البسيط في تغيير التوقيت يساهم بشكل كبير في إضعاف المردودية في الابتدائي. ولنا أن نتصور كم عدد الأيام، وربما الشهور التي ضاعت إذا نحن جمعنا عدد الساعات" من الثامنة إلى التاسعة" صباحا والتي يدخل فيها المتعلمون إلى الفصل والنوم يداعب جفونهم في كل ربوع المملكة. إن المفروض في المسؤولين الذين يراهنون على قطاع التربية والتكوين في دفع قاطرة التنمية، أن يراعوا أهمية وحساسية هذا القطاع، لأنه يرتبط بالجانب البشري. وكل قرار يصدرونه في حقه، يجب أن تسبقه دراسات نفسية سيكلوجية. فالاعتبار الاقتصادي في ترشيد الطاقة، ومسايرة التوقيت العالمي في التبادلات الخارجية، يجب ألا ينسف الجهود الداخلية في تنمية الموارد البشرية التي يشتغل عليها قطاع التعليم.