تضامنا مع مبعوث الصحراء الأسبوعية المطرود من الجزائر وجدة: محمد عثماني احتج مجموعة من مراسلي الصحف الوطنية، ومدراء، ومسؤولي، وصحفيي الجرائد الجهوية، والجرائد الإلكترونية، صبيحة يوم السبت 18 يوليوز 2009؛ أمام مقر القنصلية الجزائريةبوجدة؛ على خلفية قيام السلطات الجزائرية بمطار الهواري بومدين بالعاصمة الجزائرية؛ باعتقال، واستنطاق، ثم طرد الصحفي يحي بنطاهر، عضو هيئة تحرير جريدة الصحراء الأسبوعية الذي كان حل بالجزائر يوم الأربعاء 15 من هذا الشهر، لأجل إجراء استطلاع صحفي يتعلق بالوضع السياسي في الجزائر بعد الانتهاء من الانتخاب الرئاسي، وقد سلم الصحفيون رسالة احتجاجية إلى القنصل الجزائريبوجدة، يستغربون فيها قيام السلطات الجزائرية بما عبروا عنه ب" الاعتقال التعسفي، والاستنطاق الاستخباراتي لواحد من الزملاء الصحفيين". الرسالة تسجل أيضا أسف الصحفيين لما وقع، وتتساءل عن" ازدواجية القرارات، والتراجع غير المبرر لمصالح سفارة الجمهورية الجزائرية بالرباط، بعدما سبق لها الترخيص، والسماح للصحفي المغربي بإجراء تحقيق صحفي حول الوضع السياسي للجزائر الشقيقة...". واعتبر مضمون الرسالة المسلّمة للقنصل الجزائري أيضا أن" هذا السلوك الذي نتج عنه ترحيل الصحفي المغربي من المطار بعد استنطاقه، ومحاولة النيل منه تحت ضغوطات شتى، لا يخلو من خلفيات غير سوية، خصوصا أن السؤال الملح الذي طرح عليه، تعلق بما إذا كان له مصادر إخبار بالجزائر". هذا السلوك تضيف الرسالة " لا ديمقراطي، يتنافى مع مقتضيات المواثيق والقوانين الدولية، بل يمس الرأي والتعبير..". الرسالة نددت كذلك، وشجبت" هذا الاعتداء اللاقانوني على حق التنقل للأشخاص وفق القوانين المعمول بها، وعلى حرية الصحفي في الوصول إلى الأخبار، وعرضها للرأي العام المحلي والدولي...". وختمت بعد تأكيد اعتداء سلطات مطار الهواري بومدين بالجزائر العاصمة، ومعها أجهزة الأمن الجزائرية ختمت بالمطالبة بالحق في" معرفة ظروف وملابسات هذا الإجراء التعسفي الترحيلي، ومعرفة ما إذا كان وراءه خلفيات أخرى". وقبلا، كان الصحفيون المحتجون قد أصدروا بلاغا تضامنيا مع الصحفي يحي بنطاهر، أعلنوا من خلاله تضامنهم معه، والموصوف لا مشروطا، واستنكروا الاعتقال" التعسفي المنافي لكل القواعد والقوانين، خاصة حرية الإعلام، والحق في الوصول إلى الخبر"، واعتبر البلاغ أن هذا التعامل من السلطات الجزائرية" مبني على اعتبارات سياسية مناعضة لوحدتنا، وتطلعاتنا لبناء وحدة المغرب الكبير...". وعن طبيعة ما حصل، وعبر مكالمة هاتفية مع يحي بنطاهر، صرح للجريدة بما يلي:" يوم الأربعاء 15/ 7/ 09ن، انتدبتني جريدة الصحراء الأسبوعية للذهاب إلى الجزائر قصد القيام باستطلاع صحفي في محور الوضعية السياسية الجزائرية بعد انتهاء الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة، على أساس أن يتم أيضا الاتصال بأحزاب سياسية، وهيئات جزائرية أخرى. كانت الانطلاقة من مدينة أغادير إلى الدارالبيضاء من مطار محمد الخامس، ومنه إلى مطار الهواري بومدين، وامتدت الرحلة من الرابعة زوالا إلى الحادية عشرة ليلا. وقت الوصول، اتضح أن الجو مشحون أمنيا، مع سيطرة ترقب يوحي بأن شيئا ما غير عادي يجري.. وبمجرد تقدمي إلى المكلف بجوازات السفر، وحين التعرف على هويتي، وعملي الصحفي بجريدة الصحراء الأسبوعية، ناداني رجل أمن جزائري، ورافقني عبر عدة مكاتب، مع سلسلة استنطاقات:" لماذا أتيت إلى الجزائر؟" " ما هي مصادرك؟"... وكان جوابي:" أتيت في مهمة وضحتها للسفارة الجزائري بالرباط.. أنا هنا لأجل ربورتاجات حول الوضعية السياسية الجزائرية.. ومصادري لا أكشف عنها إن كنتم تؤمنون فعلا بقداسة الإعلام ومصادره.ز ثم إنني سأكون نزبل فندق، لا يصعب عليكم التعرف عليه..". وبعد نصف ساعة من الاستنطاق يضيف يحي بنطاهر " أتاني مرافقي الأمني، وأخبرني أنه سيتم ترحيلي حالا إلى المغرب، وفعلا حصل ذلك على متن نفس الطائرة التي أوصلتني إلى مطار الهواري بومدين.. وقد علمت أن أوامر عليا من الدولة الجزائرية، ومن قصر الرئاسة، هي من كان وراء ما جرى لي".