احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر جماعة بني مطهر المزينة بملصقات تسر الناظرين اتفاقية حقوق الطفل وإشهار للمجالس الجماعية للأطفال والشباب، وطيلة أيام الأسبوع الأخير من شهر نونبر 2014، لقاءات وورشات أشرف عليها وأطرها الخبير في التنمية الأستاذ سعد بوعشرين، ومبعوث منظمة اليونسيف، رفقة ممثلتها الأستاذة سناء بنعودة، وفريق مواكبة، وتحت أعين ومتابعة ممثل لوزارة الداخلية، ولعمالة جرادة، تروم اختبار توسيم الجماعات الصديقة للطفل الخمس بالمغرب، والتي تعتبر جماعة بني مطهر أحد مكوناتها الأساسية والفاعلة. يشار إلى أن هذه الدينامية تندرج ضمن إطار برنامج التعاون بين الحكومة المغربية ومنظمة اليونسيف، والتي انطلقت بموجب ميثاق موقع تحت الرئاسة الفعلية للأميرة لالة مريم؛ بالرباط، بتاريخ 20 نونبر 2009 بهدف إطلاق مبادرة الجماعة صديقة الأطفال والشباب لدعم المخططات الجماعية للتنمية، وذلك بإدماج حقوق الأطفال والشباب فيها، والدفع بهذه الشريحة للمشاركة في تدبير الشأن المحلي، والإسهام في تنمية المجتمع. وتأتي هذه اللقاءات تتويجا لسيرورة، ومراحل، ومحطات انطلقت بعد التوقيع على هذا الميثاق، ومصادقة المجلس الجماعي على الانخراط في هذا المشروع في أكتوبر 2010، وبإنجاز بحث تشاركي حول الجماعة الصديقة للأطفال والشباب، وإدماج نتائجه في برنامج عملها سنة 2011، وإعداد الخطة الاستراتيجية لهذه الشريحة الهامة من المجتمع سنة 2012، وإنجازها، وتتبع مسارها بين 2012 2014، بمساهمة وتنسيق مجالي لمختلف الفاعلين والقطاعات ذات الصلة. هذا، وقد انطلقت هذه الاجتماعات بلقاء مع الفريق التقني الجماعي، والمنشطين للورشات، قصد التمكين الموضوعاتي، والاستعداد اللوجيستيكي، يوم 23 نونبر 2014، تلته صباح اليوم الموالي عملية تنظيم ورشات أربع، تضم كل ورشة اثني عشر طفلا/ تلميذا، تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات، يؤطرها فاعلون ينتمون للجماعة، والعمالة، والمجتمع المدني، بمعية فريق المواكبة، تروم اختبار هذه الشريحة المستهدفة لمدى استيعابها، وتمثلها للجوانب المتعلقة بالحماية، والأمن، والمشاركة، وتقييم أثرها عليهم، وبالتالي، مدى التزام الجماعة بتعهداتها، وبرنامجها، وخطتها الاستراتيجية... أيضا، نظمت في مساء نفس اليوم، ولنفس الغرض، ورشات خاصة بالتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة، أما الفئة الثالثة من الشباب الذين يتراوح سنهم بين 19 و24 سنة، فقد شاركت في ورشات من نفس النوع، ولكن في محاور أخرى، متعلقة أساسا بهذه الفئة العمرية وانشغالاتها، يوم الثلاثاء صباحا، بينما تم تخصيص مساء اليوم ذاته لورشات تلامس عبر استمارات دقيقة مدى رضى آباء وأولياء التلاميذ على ما تحقق لمصلحة أبنائهم من هذه الجماعة الصديقة للأطفال والشباب. الدعوة، وجهت يوم الأربعاء لمختلف المصالح الخارجية، والمؤسسات التعليمية، والصحية، ومقدمي الخدمات عموما، بالإضافة لفعاليات المجتمع المدني؛ للمشاركة في ورشة الحكامة وملئ الاستمارات التي أعدها المشرفون على هذه اللقاءات التي شهدت نقاشا جادا ومسؤولا، لامس من خلالها كل المتدخلين الجوانب التي شهدت تطورا ملموسا، دون غض الطرف عن الاختلالات والتعثرات التي تشهدها الجماعة، والتي لها امتدادات إقليمية، وجهوية، ووطنية. بعد قيام الفريق المواكب للعملية بتحليل المعطيات، وتفريغ الاستمارات، تم عقد اجتماع انتظرته كل الفئات والأطراف المدعوة لتقديم الحصيلة الشبه نهائية، حضره العديد من الفعاليات، تمكن من خلاله وبامتياز الأستاذ المشرف سعد بوعشرين؛ من بسط التحديات التي تنتظر المغرب، والأشواط التي قطعها للانتقال من فترة ونموذج حكم عمودي، لمرحلة التأسيس لديمقراطية تشاركية، يسهم فيها الجميع، لبناء مجتمع المواطنة، والحق، والواجب، والقانون، وإشراك كل الفئات، وفي مقدمتها الشباب والأطفال؛ لينتقل إلى عرض النتائج الأولية للورشات والاستمارات، خاصة المتعلقة بالصحة، والخدمات الاجتماعية، والعرض التربوي، والأمن، والحماية، وبيئة المنزل، والتشغيل، والحكامة، ليفتح باب النقاش والتعليق على هذه النتائج التي اعتبرها المتدخلون نتائج موضوعية، تستدعي دعم الجماعة لاستثمار الإيجابيات، ونقط القوة، والعمل على تجاوز السلبيات، ونقط الضعف التي يسهم فيها كل الأطراف، خاصة ما يتعلق بالتواصل، وتفعيل آلياته، وضرورة بذل مجهودات أكبر لمسايرة التحولات التي يعيشها المغرب والعالم، سيما ما يتعلق بحقوق الأطفال والشباب، وأجراتها من قبيل خلق فرص للشغل بالجماعة، وضمان معيش أفضل لهم، ولذوي الحاجيات منهم. يذكر أن مختلف الفعاليات الحاضرة ورغم اختلاف تفاعلها مع نتائج الاستمارات ثمنت المجهودات الذاتية والجماعية المبذولة من طرف المجلس، وموظفي الجماعة، والشركاء، والسكان، وأثنت على حسن تنظيم هذه اللقاءات والورشات على كل المستويات.