حدث سياسي لم يسبق أن شهدته وجدة في كل تاريخها الحديث محمد عثماني اليوم الجمعة 26 يونيو 2009، كان يوما تاريخيا بوجدة بما لكلمة التاريخ من معنى.. ففي الوقت الذي كان أعضاء لائحة التراكتور( الأصالة والمعاصرة) ، وبمباركة ميدانية من حزب الاستقلال، وأعضاء الحركة الشعبية، يتظاهرون بساحة 16 غشت بشارع محمد الخامس بوجدة، مطالبين حسب تعبيرهم بإطلاق سراح بعض الأعضاء الناجحين ضمن لائحة التراكتور، ولائحة الحركة الشعبية، الذي التحقوا بحزب العدالة والتنمية، وهم المزعوم احتجازهم، أو تهريبهم، أو قرصنتهم... من هذا الحزب... كان حزب العدالة والتنمية داخلا في صراع مرير مع البوليس الذي طوق منزل البرلماني ّ الأستاذ عبد العزيز أفتاتي طيلة ما يناهز أربع ساعات، ملحا على تسليم المعتبرين محتجزين أو مهربين من العدالة والتنمية، بعد أن تقدم حزب الأصالة والحركة بشكاية في الموضوع، واضطر وكيل الملك لإصدار أوامره قصد تسليم هؤلاء والتحقيق معهم... طبعا، رفض الأعضاء، وعددهم 12 التحقوا بالعدالة والتنمية، رفضوا الاستجابة بمبرر أنهم راشدون سياسيا، ويتمتعون بكامل قواهم العقلية والفكرية، مؤكدين أنهم اختاروا طريقهم السياسي عن طواعية، وعن محض إرادتهم، فلم يكرههم أي طرف، كما يعتبرون أنفسهم أحرارا في تصرفاتهم واختياراتهم... المطاردة البوليسية لهؤلاء الأعضاء دامت قرابة 04 ساعات، إذ كان كل الأعضاء مجتمعين بمنزل البرلماني أفتاتي إلى حين يوم الإثنين، وهو موعد إجراء الجمع العام لانتخاب مكتب المجلس البلدي لوجدة... وفي الوقت الذي قرر البوليس اقتحام منزل أفتاتي أين يتواجد الأعضاء 12 رفقة 22 الآخرين من العدالة والتنمية، وتفاديا لما من شأنه أن يؤدي إلى اصطدامات غير مرغوب فيها، وبعد تفاوض طويل انتهى بانتزاع تعهد من الأطراف الأمنية بإرجاع الأعضاء إلى حيث مقر إقامتهم مع باقي الأعضاء بعد استنطاقهم، تم تسليمهم، واقتيدوا داخل سيارات البوليس للتحقيق معهم...