إلى الصاحب بالجنب إلى السيد لخضر حدوش حتى لا يبكي التاريخ وأنا أنشر الخبر المبعوث إلي من الزميل ذ. محمد سباعي، مراسل جريدة التجديد، والمعنون: " في موضوع التحالف من أجل رئاسة مجلس وجدة" " هل صحيح أن حدوش يتلاعب بحجيرة؟" شعرت بكثير من المرارة.. وبغير قليل من الألم؛ لأنني وجدت هذا القرار/ الاحتمال، لا يليق بالصاحب بالجنب.. بالسيد لخضر حدوش.. أين الأسباب؟ أذكٌرك يا صاحبي أنه قبيل انتخابات 2002 و 2003، كان يمكن جدا جدا أن يحدث تحول جذري في المشهد السياسي بوجدة، إذ تتحول رئاسة مجلس وجدة إلى حزب الاستقلال بمجرد انقلاب سلمي منك/ عليك.. وكنت وقته أنت رئيس جماعة وادي الناشف سيدي معافة، ورئيس المجموعة الحضرية في نفس الوقت، بمعنى أن الشأن المحلي، كان برئاستك دون انتماء سياسي لأنك ترشحت للرئاسة بلون محايد" أصفر بخط أسود"... ماذا حصل؟ كنت قد ناقشت معك شخصيا إمكانية الانضمام إلى حزب الاستقلال وكنت أنا عضو كتابته الإقليمية، وعضو مكتب فرعه بوجدة .. ولم تتردد في التعبير عن استعدادك للانخراط في الحزب... فعلا، طرحت الموضوع على طاولة المرحوم الحاج عبد الرحمان حجيرة بمنزله بالسعيدية، في مناسبة اجتماع مصغر تعلق آنذاك بالبحث عن مرشح لدائرة سيدي إدريس البرلمانية المطعون فيها... وكما كان متوقعا، تحركت كل" الآلات" ضد الرغبة.. ضد أن يلتحق لخضر حدوش بحزب الاستقلال... لماذا الوقوف ضد التحاقك بحزب الاستقلال؟ كان مؤسفا جدا جدا أن يواجهني المرحوم عبد الرحمان بلا منطق الأشياء.. قال لي من ضمن مجموع ما قاله : في اجتماع مع والي الجهة الشرقية محمد المذكوري آنذاك، قلت للوالي إن لخضر حدوش يرغب في الانضمام إلى حزب الاستقلال،( يقصد محاولة توريطه مع الوالي)، وترقبت رد حدوش التأكيدي، غير أنه سكت، ولم يعبر عن رغبته... فلماذا؟!! ... ثم أضاف المرحوم حجيرة إذا انضم هذا الشخص إلى حزب الاستقلال، فالناس يتحدثون كثيرا عن ثروته.. يتساءلون عن مصادرها .. مصادر مشكوك فيها... من أين له كل هذا؟!! المرحوم حجيرة، كان يعي ما يقول.. كان يحارب بكل ما أوتي من جهد ووسائل دخول لخضر حدوش إلى حزب الاستقلال للسبب الذي يعلمه كل عارف بالشأن السياسي، هو أن حجيرة كان يهيئ لتوريث الحزب وما حمل لأبنائه.. وطبعا لخضر حدوش منافس قوي لآل حجيرة السياسيين، لا يمكن أن يسمح له بدخول الحزب، والحصول على تزكيته للبرلمان، ولمجلس وجدة... ما العمل في هذه الحال؟ سافرت شخصيا إلى الرباط لملاقاة الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم آنذاك، عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال، الأستاذ المقال محمد بنجلون أندلسي، وقد كنت كاتب فرع الجامعة الحرة للتعليم بوجدة/ الاتحاد العام للشغالين بالمغرب.. استقبلني بمكتبه بالرباط، ناقشته في موضوعك السي لخضر حدوش ولم ألمس أي تردد منه في الترحيب بالرغبة التي كانت رغبة مجموعة من إخواني في الحزب آنذاك، فاتصل مباشرة من مكتبه بالسيد محمد السوسي المفتش العام لحزب الاستقلال، وحين وضع سماعة الهاتف، قال لي: كان لزاما من باب الأدب والواجب أن أتصل بالمفتش العام حتى لا يعتقد أننا نتجاوزه، ولا نأخذ برأيه... وأكد لي في نفس الوقت بأنه هو الآخر يرحب بالفكرة، ولا يرى مانعا في انضمام السيد لخضر حدوش إلى حزب الاستقلال... عدت إلى وجدة.. وفي أقل من 20 يوما وفي شهر رمضان، كما تتذكر صاحبي حدوش حضر محمد بنجلون أندلسي إلى وجدة، وتناول فطوره الرمضاني بمنزل الأستاذ المحامي أحمد نكاوي، بمعية مجموعة من مناضلي الحزب والنقابة، وكنت أنت واحدا من بين الحضور... تتذكر ماذا قال لك الأستاذ بنجلون، بعد أن طلبت منه أنا كلمة في الموضوع؟ قال لك بالحرف الواحد:" مرحبا بك في حزب الاستقلال.. وأريدك أن تدخل الحزب بوجهك أحمر..." وحصلت التصفيقات... صاحبي لخضر حدوش: طبعا، لم تكن النهاية بالشكل الذي كنت أتمناه أنا.. وترغب فيه أنت.. ويصفق له الكثير من مناضلي حزب الاستقلال المنسحبين.. المتحررين من قبضات السادة/ الأوهام... من قبضة الذين يخططون بالترهيب والوعيد لأجل ألا يفلت زمام الحزب من أيديهم... ومن ثمة حاربوك.. حاربوك.. نعم حاربوك أيها السيد الذي أنت الآن بفعل عاطفة غضب تريد أن تنتقم " بالمقلوب : فتحول بعض طاقتك إلى حزب الاستقلال.. تتحول بالأصوات، وبالسند، وبالمؤازرة إلى الاستقلال الذي لفظك.. رفضك... لتساعده على الوصول إلى الرئاسة، أو على الأقل للضغط على العدالة والتنمية بكيفية لا تستقيم .. بكيفية يبكي لها التاريخ يا سيدي... ... فهداك الله.. هداك.. إن التاريخ سجل.. إن التاريخ لا يكف عن التسجيل