في اللقاء الديربي الذي جمع بين فريقي المولودية الوجدية لكرة السلة والنهضة البركانية، برسم الدورة الخامسة من بطولة القسم الممتاز شطر الشمال، مساء يوم السبت 15 مارس 2014 بالقاعة المغطاة ولي العهد الأمير مولاي الحسن بوجدة، تمكن الفريق الوجدي من تحقيق ثاني انتصار له هذا الموسم، وجاء على حساب البركانيين، بحصة 65 مقابل 59 سلة. المقابلة عرفت مستوى عاليا، زكى المجهودات المبذولة من اللاعبين، ومن الطاقم التقني للمولودية على حد سواء، على الرغم من أن بداية التدريبات والاستعداد للبطولة الوطنية كانا متأخرين لاعتبارات متداخلة وقاسية، منها العامل المادي، والتنظيمي، وأيضا لغياب تصور لتطوير الرياضة على مستوى مدينة وجدة، إذ كان مطلوبا لصالح الرياضة تهيئة نقاش سابق خلال الفترة الصيفية بين مختلف الفاعلين الرياضيين والمسؤولين بالمدينة؛ لأنه من غير النضج، ومن غير المسؤولية الواعية، البقاء متفرجين على تدهور الواقع الرياضي بمدينة وجدة، وهي المدينة المعروفة بزخمها في هذا المجال عبر كل التاريخ الرياضي المغربي، والدليل على الترجع الخطير للرياضة بوجدة، أن الفرق المحلية أصبحت لقمة سائغة لدى الفرق الأخرى، ومنها الفرق التي لم تعرف الرياضة إلا متأخرة، في فترة الثمانينات، وبداية التسعينات. إذاً، تحتاج الرياضة بالمدينة إلى حوار موسع ومبني على مساهمة الكل.. حوار، يبقى الهدف منه هو التهيئة لإقلاع رياضي فعلي. المسؤولون عن نادي المولودية الوجدية بإفادة منهم يجتهدون في هذا الاتجاه، أي في اتجاه المساهمة في هذا الإقلاع المرتجى، غير أنه هدف صعب تحققه بالفعل الانفرادي في غياب الدعم المادي، ودعم الجمهور، ثم انتهاج ثقافة داعمة للرياضة بشكل مستدام، ومن ثمة استهداف بروز فرق رياضية ذات مستوى عال في مجموع أنواع الرياضات: كرة القدم، كرة اليد، ألعاب القوة... وطبعا ضمنها كرة السلة. أيضا، في هذا الإطار الرياضي التنموي، يرى المسؤولون عن الفريق الوجدي للسلة أنهم هيأوا، وأعادوا إلى الساحة الوطنية فريق المولودية الذي ظل غابرا لمدة غير قصيرة، وأدخلوه غمار المنافسة. الفريق الذي يضيف المسؤولون أمضى الموسم الرياضي الماضي على نهاية بمستوى يعتبر مستحسنا، وخلال هاته السنة، ورغم البداية المتأخرة، والعوامل المذكورة سابقا، والمؤثرة سلبا، تتوفر وجدة على فريق للسلة في المستوى، ولو أنه يحتاج لبعض الوقت حتى يتحقق الانسجام المتكامل، علما أن مدرب الفريق الصربي طومي، لم يلتحق إلا هذا الأسبوع... عمل رياضي للسلة، لا يمكن أن يعطي ثماره المريحة إذا غاب التفهم الكامل من الفاعلين الرياضيين على مستوى المدينة، ومعهم طبعا المسؤول الأول على المدينة والي الجهة الشرقية، والمسؤولين بالمجالس المنتخبة: الجماعة الحضرية، ومجلس الجهة الشرقية، ومجلس العمالة، هذا الأخير الذي يؤكد أحد مسؤولي فريق المولودية الوجدية للسلة أنه تناسى دعم الفريق، علما أن تسيير الفريق يتم بالمال الخاص لرئيسه توفيق موسي، لتغطية مختلف المصاريف التي تتعدى مختلف الرواتب، لتشمل أيضا السكن، والنقل، والمبيت خلال التنقل لإجراء مقابلات خارج المدينة، والمأكل، والمنح، والألبسة الرياضية، وكذلك كراء القاعة للعب المقابلات، وأداء واجبات رجال الأمن... مع تسجيل أن فريق المولودية الوجدية للسلة، ومعه النهضة البركانية، وفريق الحسيمة، هي الفرق التي تؤدي أكبر تعويضات للحكام الذين يقودون مبارياتها، إذ قد يصل التعويض إلى 5000 درهم لأن الحكام يأتون من بعيد، والتعويض يتم حسب عدد الكيلومترات، علما أن الفرق الأخرى تعوض للحكام أقل بحكم قرب المسافة التي يقطعونها، ومن ثمة، ففرق المولودية، وبركان، والحسيمة، تنفق بزيادة تقدر ب 30 في المئة مقارنة مع الفرق الأخرى، وهو العبء الذي لا تتحمله الفرق الأخرى، وبالتالي قد تستغله في توظيفات نفعية مثل إنفاقه في جلب لاعبين يعززون صفوفها، وهو الأمر الذي لا يتأتى للمولودية... إذاً، لا بد من حوار رياضي صريح للوقوف على عمق المشاكل التي تعاني منها السلة الوجدية في شخص فريق المولودية، هذا الفريق الذي أطل من جديد لأجل إعادة البسمة للجمهور الرياضي الوجدي، وإعادة المكانة التاريخية لكرة السلة بالمدينة وهذا ما يؤكده المسؤولون عن الفريق الذين يرون أيضا أن هذه الأبعاد المتوخاة هي مسؤولية الجميع.