الحادث الذي تعرض له الوفد البرازيلي يدخل في إطار مخطط لاستهداف الصحفيين الأجانب وثنيهم عن الوصول إلى المخيمات مخافة الوقوف على حقيقة الأوضاع بعد النداء الذي أطلقه منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف المعروف اختصارا ب " فورساتين "، لأجل إيفاد بعثات صحفية لفك العزلة عن الصحراويين بمخيمات تندوف وإيصال انتفاضتهم إلى العالم ضد أقدم نظام ديكتاتوري عرفته البشرية. لبت العديد من المنابر الإعلامية والصحفية الدعوة لسبر أغوار المغامرة للوصول إلى مخيمات الصحراويين بتندوف. إلا أن البوليساريو وكعادتها كانت في الموعد، حيث اعتمدت مخططا شيطانيا للتعامل مع كثرة الوفود الصحفية الراغبة في زيارة المخيمات للإطلاع على أوضاع الساكنة ولقاء المحتجين. فكان أول قرار اعتمدته قيادة البوليساريو إعطاء الأوامر لاعتماد طريق خاصة بالبعثات الصحفية غير الطريق الرسمية التي دأبت على اعتمادها لنقل أنصارها ومؤيديها إلى داخل المخيمات. وقد جاءت المفاجأة مدوية بعد انفجار لغم في سيارة وفد صحفي برازيلي، نجا منه الصحفيون بأعجوبة، فيما تعرضت السيارة لأضرار بليغة. وقد خلف الحادث صدمة كبيرة بين أعضاء البعثات الصحفية الأخرى الوافدة على المخيمات، خاصة أن البوليساريو لم تكلف نفسها عناء تنقيل السيارة المتضررة. فيما يفهم منه أنه إشارة واضحة لكل صحفيي العالم، بأن الطريق إلى المخيمات محفوفة بالمخاطر. لكن حقيقة الأمر أن الحادث الذي تعرض له الوفد البرازيلي يدخل في إطار مخطط لاستهداف الصحفيين الأجانب وثنيهم عن الوصول إلى المخيمات مخافة الوقوف على حقيقة الأوضاع المزرية التي يعيشها الصحراويون، وما عرفته المخيمات مؤخرا من انتفاضات شعبية لا زالت مستمرة إلى الآن. ورغم ما ينبني عليه مخطط البوليساريو تجاه الصحفيين من تبعات خطيرة، إلا أن البوليساريو ماضية في تطبيقه، ولحد الساعة لا زالت تواصل إجراء نقل الصحفيين من نفس الطريق، وهو الأمر الذي استنكرته الصحافة الدولية، وساهم في تراجع عدد منهم عن زيارة المخيمات خوفا على حياتهم. وهو الأمر الذي يعني أن البوليساريو نجحت في مخططها ضد الصحافة الدولية الحرة، رغم أنها قادرة على نقل الصحفيين عبر الطرق الآمنة التي تسلكها يوميا قيادة البوليساريو وأنصارها لدخول أو الخروج من المخيمات لتسويق الأكاذيب والحقائق المغلوطة إلى العالم. الصورة لسيارة الوفد الصحفي البرازيلي بعد حادث الانفجار