لا نملك إلا الكتابة، رغم أن الحروف التي نرسمها على الورق الأبيض، لا تكفي للتعبير عن غضبنا، وصراخنا على ما آلت إليه وزارة، قيل لنا إنها وزارة تهتم بنا، بل، وجدت خصيصا لنا، نحن فئة تسمى مجازا، الجالية المغربية القاطنة بالخارج. أين نحن من وزارة خصصت لنا؟، ومن وزير قد يكون فعل الكثير إلا لنا؟، فلا برامج، ولا مخطط، ولا حتى ظهور مشرف، وكأن القدر المكتوب علينا يرمينا بين أياد، لا تمتلك حتى أدنى مستويات المسؤولية؛ لتحمل معاناتنا، وأفكارنا.. فأين أنت يا وزيرنا؟. معنا، أم ضدنا؟، أم أنت مسؤول عن شريحة أخرى غيرنا، وصعدت لوزارتنا نتيجة خطإ مطبعي، فبعثت بيننا، دون أن تكون بيننا، أو منا، وسلطت علينا، ووليت أمورنا، دون أن تعرف أصلا من نحن، وما بنا.. فإلى أين مآلنا؟ حتى المكتسبات البسيطة التي حققناها في عهد الوزراء السابقين، أجهضتها، فلم نعد نستطيع أن ندفن في وطننا من خطفته المنية من بيننا، ولم يعد هناك فعلا وزير يمكن أن نقول إنه مهتم بشأننا. وها قد أطللت علينا لتبشرنا" بمغربكم"، بعدما فشل مشروع" فينكم".. عذرا، إنا لنا فعلا مغربا، وغربة، لأننا غرباء عن وطننا، فلن تعلمنا تفاصيل هويتنا، وإن فكرت كذلك، نقول لك: إنك أخطأت العنوان، أجل، أخطأت عنواننا. ستة عشر شهور مضت، ولم نر مبادرة تستحق إعجابنا، أو حتى إنتقادنا، ولكأن الفراغ قدر مسلط علينا، فلا وزارة مقنعة، ولا مجلس جالية جددت هياكله، ولا مؤسسات شاخت في" خدمتنا"، وخدمة" عودتنا"، حقنت بدماء جديدة، تكفينا شر تقادم مؤسسات، قيل لنا إنها كوزارة أحدثت لنا، فإما أننا لسنا نحن، وإما أن الوزير دخل مقر الوزارة خطأ، دون أن يعلم أن الوزارة هي فعلا أحدثت لنا.