هذه المبالغة الزائدة في حماية الحدود الوهمية، إحداث حامية عسكرية غابة " روشتو غوردو" وثكنة للقوات المساعدة بغابة " غورغو" فضلا عن دوريات للقوات المساعدة والدرك، على طول الطريق الرابط بين بني أنصار" وتشرانة"، كل ذلك من أجل حماية الأمن الأوربي على حساب الأمن المحلي! شيماء جيراب عاش سكان جماعة فرخانة سنوات طويلة على هاجس الفراغ الأمني الذي طال جماعتهم، والذي كان من نتائجه، تفشي الجريمة في أبشع مظاهرها، سطو، وسرقة في واضحة النهار، ترويج شتى أنواع المخدرات، اقتحامات متتالية للمؤسسات التعليمية... أخيرا، استبشر السكان خيرا بإحداث مقر دائم للدرك الملكي، إلا أن الأيام القليلة بعد هذا الإحداث، أكدت أن سلطة الدرك ظلت بعيدة عن وضع حد لكل أشكال الجريمة، بل إننا لا نبالغ إذا قلنا إن الوضع أصبح أكثر استفحالا من ذي قبل، وللوضع ما يبرره، وفي مقدمة ذلك،ذضعف العنصر البشري في جهاز الدرك بالجماعة، أضف إلى ذلك، تواطؤ الكثيرين منهم مع المنحرفين، والخارجين على القانون.. كل ذلك أدى إلى دق ناقوس الخطر من جديد، والفراغ الأمني أصبح هاجسا حقيقيا لدى الساكنة الذين باتوا في غير مأمن، على أرواحهم وممتلكاتهم، ولعل الوقائع المتلاحقة التي شهدها تراب الجماعة، لخير دليل على ذلك، منها على سبيل المثال لا الحصر: عمليات السطو، التي طالت وتطول مجموعة من المنازل في واضحة النهار، خاصة منازل أفراد الجالية المقيمة بالخارج.. وانتشار المخدرات، بكل أنواعها: تجارة واستهلاكا، وكل ذلك في ظل الصمت المطبق الذي تفرضه السلطات الأمنية، بكل أصنافها، ودوائر أولاد سالم، اعزوزن، حجيوة، نموذج لذلك.. والسرعة المفرطة (رالي)، وسط التجمعات السكنية، من قبل المهربين، والمنحرفين، الذين غالبا ما يقودون سياراتهم في أقصى حالات السكر، أو تعاطي أصناف المخدرات.. وحادث يوم الجمعة 11يناير، المتمثل في الهجوم على محل انترنيت بزجاجات حارقة.. وإقدام مجموعة من المهربين على إقامة ما يشبه حاجزا أمنيا خاصا، قصد تفتيش السيارات الخارجة من مليلية، وأولئك الذين أحدثوا هذا الحاجز، إنما كان ذلك كرد فعل ضد رجال الجمارك المرابضين بالحدود، والذين مارسوا نوعا من الزبونية في تمرير السلع المهربة، وكل هذا تم في واضحة النهار، وعلى مرأى ومسمع من السلطات التي ظلت عاجزة عن احتواء الوضع.. وحادث هبوط طائرة مروحية بدوار – افرحا- جماعة بني شيكر، قبل شهر ونصف، ولم يعرف حتى الآن سبب هبوطها، ولا ما تكون قد أفرغت، أو قد حملت. في ظل هذه الوقائع المتلاحقة، آن الأوان أكثر من أي وقت مضى، لتؤخذ الأمور بجدية وحزم من قبل السلطات الوصية، فقلق الناس على أرواحهم وممتلكاتهم، استفحل أكثر من أي وقت مضى، والخارجون عن القانون، أصبحوا يتحدون القانون ورجالاته في واضحة النهار، فمتى يتم التحرك لرد الاعتبار لسلطة القانون؟ وإعادة الأمن والأمان للسكان؟ والمفارقة الغربية التي يستغرب منها العام والخاص، هو هذه المبالغة الزائدة في حماية الحدود الوهمية، إحداث حامية عسكرية غابة " روشتو غوردو" وثكنة للقوات المساعدة بغابة " غورغو" فضلا عن دوريات للقوات المساعدة والدرك، على طول الطريق الرابط بين بني أنصار" وتشرانة"، كل ذلك من أجل حماية الأمن الأوربي على حساب الأمن المحلي!