المرجع : منشور رقم 73-20 بتاريخ 31 ماي الموجه إلى السادة المديرين الجهويين للصحة والسيدات والسادة مندوبي وزارة الصحة بالعمالات والأقاليم. ... بعد اطلاعنا على مضمون مراسلتكم المتعلقة بالشهادات الطبية المسلمة لرجال ونساء التعليم, والتي وجهتموها إلى مسؤولي وزارتكم في الجهات والمندوبيات الصحية بالأقاليم، يؤسفنا في المنظمة الديمقراطية للتعليم العضو بالمنظمة الديمقراطية للشغل أن نبلغكم استغرابنا واحتجاجنا الشديد على خلفيات وأهداف المراسلة المشار إليها أعلاه لما تضمنته من اتهام مباشر للشغيلة التعليمية في مسالة تقديم الشهادات الطبية، وربطها بتأمين الزمن المدرسي المفترى عليه، علما أنكم على دراية ووعي تام بأن الشهادات الطبية مصدرها أطباء سواء في القطاع العام والخاص وهم مستقلون في قراراتهم الطبية ولهم كامل السلطة التقديرية في منح رخصة مرضية أو رفضها بناءا على حالة مرضاهم وبناءا على القوانين المنظمة لمزاولة مهنة الطب وأخلاقيات المهنة ولا حق لأحد بما فيه الوزير أن يتدخل في هذه الصلاحيات التي تخولها لهم مهنتهم والقوانين الدولية والوطنية المنظمة لها، ولا يمكن بأية حال من الأحول التشكيك في نزاهة الأطباء عبر مذكرة أو مراسلة ترمي إلى تقييد عملهم ضدا على كل الأعراف والقوانين، ومن جانب أخر فان الشهادات الطبية لم تكن يوما خاصية لرجال ونساء التعليم بل تهم جميع الموظفين بالإدارات العمومية والأجراء والمستخدمين بالقطاع الخاص بمن فيهم موظفي قطاع الصحة الذي تشرفون عليه ويستفيدون كغيرهم من الشهادات الطبية لأسباب مرضية، وبالتالي فمراسلتكم تظل خارجة عن نطاق ومبادئ المساواة وتم تنزيلها رغبة في توجهات وزير التربية الوطنية مبطنة بتهديدات غير مقبولة ومرفوضة ضد رجال ونساء التعليم أطر متعلمة ومربين وضد الأطباء الذين يفهمون القانون جيدا ولا ينتظرون من مراسلة أن تذكرهم ولوحدهم بالضوابط المؤطرة لعملية منح الشهادات الطبية مرضية، أما مسألة تسليم شهادات صورية أو للمجاملة أو غير دقيقة حسب منطوق مراسلتكم فهي تدخل ضمن نطاق أخلاقية مهنة الطب وتقديرات الطبيب المستقل في قراراته وليس عملية زجرية ضبطية. السيد الوزير المحترم نطالبكم بسحب تلك المراسلة والاعتذار للأسرة التعليمية عما صدر فيها من أحكام جاهزة واتهامات مجانية رخيصة في حقها ونحيلكم إلى السجل الرسمي لدى وزارة التربية الوطنية وأكاديميات التعليم في الجهات لتتطلعوا على ألاف الأساتذة المصابين بأمراض مزمنة وعاهات مستديمة وأمراض نفسية بسبب شروط وظروف مزاولة عملهم, ورغم ذلك يبدلون مجهودات جبارة لأداء رسالتهم التربوية النبيلة بكل أمانة وإتقان وتفاني في ظل ظروف مضنية وقاسية وسيئة جدا سواء في الحواضراوالبوادي من أجل تكوين أبناء شعبنا. فكان عليكم السيد الوزير وأنتم تنتمون إلى حزب يساري يتبنى الفكر الاشتراكي والعدالة الاجتماعية والمساواة توجيه رسالتكم إلى من يتهدد اليوم تلامذتنا وطلبتنا بإلغاء مجانية التعليم وخوصصة المدرسة العمومية وتدميرها عوض الاختباء وراء الزمن المدرسي والشعارات الحكومية الجوفاء. ... عن المكتب الوطني الكاتبة العامة