في الوقت الذي استفحلت فيه حالة عائشة المختاري المريضة بسرطان العظام والتي تعاني من شدة الآلام لأكثر من سنة ونصف السنة وانعدام العلاج لحالتها الخاصة بمستشفيات المغرب أو بمصحاته، في هذا الوقت بالذات يتبادل المسؤولون في وزارة الصحة تقارير موجهة من فوق إلى تحت ومن تحت إلى فوق، خاصة بعد أن تداولتها الصحف الجهوية والوطنية، كان على رأسها جريدة الأحداث المغربية، وراسل شقيقها عبدالعزيز مختاري جميع المسؤولين في المغرب وفرنسا وحتى الجزائر بعد أن رفضت القنصبة الفرنسية بفاس منحها تأشيرة الدخول إلى ترابها قصد العلاج بسبب خطأ ارتكبته لمّا لمْ تمسك عبر الحاسوب معلومات عنها من ملف المريضة بعد تشابه في الأسماء بين عائشة مختاري المغربية القاطنة بوجدة وعائشة مختاري الجزائرية القاطنة بوهران والتي سبق للقنصلية بفاس أن رفضت منحها التأشيرة من أجل السياحة... تقارير اعتبرها شقيق عائشة مختاري المريضة بسرطان العظام متضمنة لمغالطات وحقائق مزيفة للتملص من المسؤولية، وهو الأمر الذي سيدفع به إلى مقاضاة كل مسؤول على استفحال حالة شقيقته من أجل عدم تقديم مساعدة لشخص في خطر طبقا للقوانين الجاري بها العمل في المغرب وخارجه، مع العلم أنه سبق له أن تحدث مع وزيرة الصحة المغربية بوجدة وسلمها ملفا متكاملا عن حالة شقيقته الصحية وراسلها كما راسل جميع المسؤولين وبرلماني وجدة ووزارء في الحكومة المغربية ونواب رؤساء الفرق في البرلمان، يناشد فيها فقط التدخل من أجل تصحيح الخطأ ومنح شقيقته فرصة العلاج خارج الوطن لانعدام ذلك بالمغرب كما شهدت به وزارة الصحة المغربية وصادقت على ملفها الطبي، وبالطبع دون أن تطلب الأسرة سنتيما واحدا... لقد وجهت ياسمينة بادو وزيرة الصحة رسالة جوابية إلى الوزير الأول بتاريخ 19 يناير 09 في موضوع الوضعية الصحية للمواطنة عائشة مختاري بوجدة،جوابا على رسالة موجهة من طرف فريق العدالة والتنمية، جاءت فيها أن "السيدة عائشة مختاري التي تعاني من مرض مزمن : un" ostéosarcome avec métastases pulmonaires " كانت تعالج بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء والتي أرسلت بعد ذلك لاستكمال علاجها بمركز الأنكولوجيا الحسن الثاني بوجدة ما بين 29/11/2007 إلى غاية 20/02/2008 كما يفيد التقرير الطبي المنجز بتاريخ 28/07/2008 من طرف الدكتور نجيب أبارو أن المعنية بالأمر أخذت ثلاث حصص من العلاج الكميائي كم 29/11/2007 إلى 18/01/2008 ثم حصة واحدة بتاريخ 20/02/2008 نتجت عنها بعض الأعراض حيث انقطعت عن العلاج طواعية وطلبت شهادة قصد العلاج بالخارج فسلمت لها بتاريخ 19/03/2008". لقد اعتبر شقيق عائشة مختاري ظلم وزارة الصحة أشد من ظلم القنصلية الفرنسية بفاس بحيث يحتوي التقرير على مغالطات متعمدة لإخفاء المسؤولية وتناقضات صارخة،وتساءل :من يكذب على من ؟، إذ قام الدكتور نجيب أبارو بتوجيه نصائح للأسرة بعد الحصة الكميائية الخامسة بتاريخ 19/03/08 بضرورة نقل المريضة خارج الوطن لانعدام الامكانيات اللازمة لعلاج مثل هذه الحالات في المغرب كما جاء في نفس التقرير الذي بعثه إلى وزيرة الصحة والمصادق عليه من طرف نفس الوزارة، فكيف يقول أن المريضة انقطعت عن العلاج طواعية؟، ثم يدلي بشهادة ثانية موقعة من طرف الدكتور مولاي رشيد الكبير الذي أشرف على العملية الجراحية للمريضة بتاريخ 14/04/2007 وأخرى بتاريخ 12/06/2008 تؤكد نفس التوجيهات الضرورية واللازمة...وبناء عليه تم توجيه ملف للقنصلية الفرنسية بفاس لطلب التأشيرة بعد تحديد موعد مع معهد كوستاف روسي لمرضة السرطان لاستقبال المريضة... وفي آخر رسالة جوابية على التقرير موجهة إلى وزارة الصحة يقول شقيق عائشة المختاري بحرقة وعينين دامعتين وشعور بالظلم والقهر والعجز أنه إذا كان أحد ينتظر موت شقيقته ، فليكن في علمه أن الموت شامل لكل مخلوقات الله ، مُذكرا بقاعدة ربّانية وآية كريمة مفادها أن "كل نفس ذائقة الموت". لقد استنفذت الأسرة جميع الوسائل وطرقت جميع الأبواب وطلبت واستعطفت وانتظرت وعائشة تتآكل وتنطفئ تحت سكاكين آلام المرض الخبيث الذي ينخر عظامها لكن لا من مجيب في الوقت الذي تتفتت قلوب أفرادها وتتمزق أكبادهم كما لو حُكِم عليهم بطول العذاب والاحتراق على نار بطيئة، وتتوجه هذه الأسرة في محاولة أخيرة إلى يد رحيمة، بعد الله، من داخل المغرب أو خارجه ومن خارج فرنسا ليس لمدِّها بمساعدة مادية ولكن لتمهيد الطريق للمريضة وتسهيل نقلها نحو مستشفى في أي بلد آخر للعلاج واستئصال المرض الخبيث وإراحة عائشة وإراحة الأسرة معها...