"والله حتى ظلموني ..أنا غير جلست حيث كاينين أصحابي تماك، وحشومة عليهم يشعلوا الكاميرا.. يخخخ على صحافة.. ولى كلشي لي تلاقيتو تيقول لي أجي أنت الاسرائيلي" وبلغة عربية فصيحة يقول "والله أ لقد ظلموني، لقد جلست في ذلك الكرسي فقط لأنه كان قريب من أصدقائي..عيب عليهم أن يشعلوا كاميراتهم ويبدأوا في تصويري..تبا لها من صحافة..أصبح كل من يلتقيني يقول لي تعالى يا إسرائيلي". هكذا رد الطفل الذي وصفته بعض المواقع الاعلامية الالكتروني المغربية التي شاركت في فعاليات المنتدى العالمي لحقوق الانسان -وللأسف لم تجد وليمة ساخنة تشبع بها نهمها سوى الافتراء على طفل صغير شارك بدوره في إحدى ندوات المنتدى حول الطفولة والشباب، بنسجها لخبر طويل عريض كان عنوانه كالتالي "طفل مغربي يمثل إسرائيل بمنتدى مراكش". ورغم أن ما جاء في الخبر ينفي ما جاء في عنوانه، لكن ما ترسخ في ذهن القارئ هو وجود طفل يمثل اسرائيل، وحكاية التطبيع مع إسرائيل، مع ما رافق الخبر من إرفاق لبيانات وبلاغات رخيصة، بل يبدو أنها مكتوبة منذ زمن بعيد، ولا تنتظر سوى الضوء الأخضر ليتم تمريرها. بيانات لكل من "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" و"المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان"، التي طالبت بتوضيح لما حصل مع الطفل، معتبرة ما قام به المشروفون " خطوة تطبيعية مخزية" كما استنكروا "المستوى الرخيص الذي بلغ ببعض خدام علم إسرائيل بالمغرب بأن استثمروا براءة طفل مغربي ليجلسوه وراء علم الكيان الإرهابي في مناسبة حقوقية عالمية في ظرف لا يزال فيه دماء أطفال غزة لم تجف من جراء حرب الإبادة الإسرائيلية". التوضيح الذي تطالبون به -للأسف- كان عليكم أن تبحثوا عنه قبل إصدار تفاهاتكم، الطفل كان قريبا منكم فلم لم تسألوه بكل بساطة؟.. تتقنون فقط الصراخ والعويل، أفزعتم الطفل وشككتموه في وطنيته، وهو الذي لا يفقه شيئا في لعبتكم الدنيئة. الدكتورة مشيرة أبوغالي رئيسة مجلس الشباب العربي بدورها نددت بما حصل من مزايدات وتضخيم للواقعة قائلة: "من العار الادعاء بالباطل علي طفل جلس بالخطأ، ومن العيب أن تدعوا مثل هذا الادعاء الكاذب لإجهاض مجهود كبير وعمل ناجح ". آن الاوان أن تعتذروا قبل كل شيء لهذا الطفل، الذي عوض أن تشجعوه على العطاء وعلى الانطلاق، حطمتم معنوياته وأتعبتم نفسيته، هذا الطفل الذي لا يتقن اللف والدوران ولا يتقن بكل بساطة لعبة "تحرميات".