لعله السؤال العريض الذي ينتصب أمامنا ونحن نستعرض مسار الرابطة في ظل هذا التضارب في الآراء و المواقف بين مختلف الفاعلين في المشهد الإعلامي الالكتروني، لقد أعادت رسالة الرئيس السابق للرابطة و التي توصل بها عددا من المنخرطين و المنتسبين إليها النقاش إلى بدايته و عرت في مقابل هذا عن العديد من الاختلالات التي ناقضت إلى حد كبير النظامين الأساسي و الداخلي بحسب ما جاء في رسالة الرئيس المستقيل . إن الواقع الذي تعيشه الرابطة اليوم يستدعي منا جميعا وقفة مسؤولة لتشريح الاختلالات و الوقوف على مكامن الخلل التي قد تكون شابت هذه التجربة الفتية التي لم يمض على تأسيسها سوى سنتين حتى سقطت في فخ التطاحنات و الاختلافات التي أساءت إلى الجسم الصحفي الالكتروني الذي أدخل في متاهة منن التساؤلات التي لم تجب و للأسف الشديد عن السؤال الحقيقي من المسؤول عن هذا الواقع الذي أدخلت فيه الرابطة ؟ نحن و من خلال هذه الورقة التي نريدها صريحة و مسؤولة لا نتهم أحد بقدر ما نتوخى فتح نقاش جدي بعيدا عن الأجواء المشحونة التي يعيشها المكتب التنفيذي للرابطة و مجلسها الوطني الذين يتحملون جزء من المسؤولية عن هذا الوضع ، الكل يتذكر تلك اللحظة المتميزة التي أسست لميلاد هذا البيت الوطني الصحفي الذي جاء كثمرة مجهودات لعدد من الزملاء الصحفيين في تجميع شتات صحفي النيت في إطار يعنى بمشاكلهم و انتظاراتهم و صوتا مدافعا عن مصالحهم المادية و المعنوية أمام الجهات الحكومية و الوزارة الوصية ، 07 شتنبر 2012 كان لحظة فاصلة في صيرورة الصحافة الالكترونية بميلاد الرابطة المغربية للصحافة الالكترونية، سارت الأمور بسلاسة و تم تشكيل أجهزة منتخبة أوكلت إليها مهام عديدة حددتها الفصول 17 و 18 من القانون الأساسي ، شهر يناير 2013 شكل أول انتكاسة للرابطة بعد استقالة رئيسها و بشكل مفاجئ و من دون إبداء الأسباب الحقيقية التي كانت وراء اتخاذه قرار الاستقالة لتدخل معها الرابطة في حالة من الجمود الكلي في ظل انعدام التواصل بين ما تبقى من أعضاء المكتب التنفيذي و باقي الزملاء الصحفيين حتى تاريخ التوصل بتوضيح من الرئيس المستقيل عقب استشعاره بأن حال الرابطة يسير في منحى العبثية و الفوضى و جملة من الخروقات القانونية و التنظيمية. و اليوم حينما نتحدث عن المسؤولية في ما وصلت إليه الرابطة يجب أيضا أن نكون مسؤولين في تعاطينا مع هذا الواقع ليس من منطلق المحاسبة أو إلقاء المسؤولية على طرف بعينه و إنما حرصا منا على استمرار الرابطة و استكمال مهامها من أجل تحقيق أهدافها بما يتماشى و قانونها الأساسي، فالمسؤولية مشتركة بيننا جميعا رئيس مستقيل تأخر في تبرير استقالته، مكتب تنفيذي عمل بدون صلاحيات قانونية و منخرطون غائبون و غير معنيين بما تعيشه الرابطة من مشاكل.. المطلوب الآن وقفة حقيقية لتجاوز الأزمة الحالية التي تعيشها الرابطة بإنتاج خطاب واقعي توافقي يقطع مع كل الممارسات التي عرفتها أجهزة الرابطة فيما سبق في احترام تام مع القوانين المنظمة لعمل الرابطة و تحيين بعضها حتى تتمكن من تجاوز هذا الواقع و التطلع إلى مستقبل واعد تأخذ فيه الصحافة الالكترونية مكانتها كفاعل أساسي في المشهد الإعلامي الوطني و لما لا الدولي.