واصل أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي اعتصامهم في مدن عدة في تصعيد ملحوظ للمطالبة بعودته لمنصبه, ورفض ما سموه الإنقلاب العسكري، فيما خرجت مظاهرات حاشدة في عدة محافظات الأربعاء تحت شعار "مليونية الإصرار" تلبية لدعوة الاتحاد الوطني لدعم الشرعية. وقد تظاهر الآلاف أمام مقر الأمن الوطني في ضاحية مدينة نصر شرق القاهرة. كما نظم المحتجون مسيرات إلى مقر السفارة الأميركية, وسفارات أوروبية للتنديد بمواقف الدول الغربية إزاء ما يجري في مصر مما وصفوه بالانقلاب على الشرعية. كما يعتصم مؤيدو الرئيس المعزول في ميدان رابعة العدوية شرقي القاهرة، وميدان النهضة قرب جامعة القاهرة, واحتشدوا هذا الأسبوع كذلك في ميدان رمسيس, وقبلها أمام دار الحرس الجمهوري حيث قتل منهم عشرات، وشملت الدعوات مظاهرات واعتصامات في مختلف أنحاء البلاد. من جهته أدان اتحاد طلاب مصر المنتخب برئاسة محمد بدران في بيان أصدره الأربعاء قيام طلاب جماعة الإخوان المسلمين بإصدار بيان إعلامي حمل اسم "طلاب مصر". ودعا البيان -الذي وقعه ممثلو الاتحادات الطلابية لخمس عشرة جامعة حكومية- طلاب الإخوان إلى الحفاظ على الأمانة التي أوكلت إليهم. وكان المكتب التنفيذي للاتحاد ومجموعة من الاتحادات والقوى الأخرى عقد مؤتمرا صحفيا في ميدان رابعة العدوية دعا فيه إلى الاستمرار في الاعتصام رفضا لما وصفوه "الانقلاب الدموي". وفي وقت سابق، توجه ظهر الأربعاء آلاف من مؤيدي مرسي إلى مقر رئاسة مجلس الوزراء تنديدا بما يعتبرونه انقلابا على السلطة الشرعية المنتخبة. وقال ناشطون عبر الإنترنت إن مؤيدين لمرسي يصلون إلى القاهرة من مناطق قريبة للمشاركة في التظاهر. مظاهرات مضادة وفي مقابل المليونيات التي يدعو إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية, دعت أطراف داعمة لتدخل الجيش وعزل مرسي، بينها جبهة 30 يونيو وحركة تمرد، إلى مظاهرات حاشدة يوم الجمعة في ميدان التحرير وفي محيط قصر الاتحادية الرئاسي للمطالبة بمحاكمة الرئيس المعزول. وكانت النيابة العامة قد انتدبت قاضيا ليحقق في ما يُنسب إلى مرسي من "هروب" من سجن وادي النطرون خلال الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك عام 2011. وتظاهر آلاف من مؤيدي مرسي الليلة الماضية أمام مقر الأمن الوطني في ضاحية مدينة نصر بشرق القاهرة. وردد المتظاهرون هتافات منددة بما وصفوه ببلطجية وزارة الداخلية وبما قالوا إنه دور لجهاز أمن الدولة في العنف والبلطجة رغم مرور عامين على حله رسميا. وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الأمن أقامت حواجز لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المقر. وكانت مسيرات مؤيدة لمرسي ومنددة بما يوصف بالانقلاب على الشرعية خرجت الليلة الماضية في الإسكندرية وبني سويف وأسيوط وغيرها. في السياق ذاته أصيب العشرات في اشتباكات عنيفة في مدينة ميت غمر بالدقهلية بين عدد من أنصار مرسي وعدد من معارضيه الذين أقدموا على إحراق مقر لجماعة الإخوان المسلمين, في حين تمكن عدد من أعضاء الجماعة من حماية مقر حزب الحرية والعدالة القريب منه. اعتقالات وكانت قوات الأمن المصرية قد اعتقلت نحو أربعمائة شخص عقب الاشتباكات التي شهدتها مناطق مختلفة بالقاهرة ليلة الثلاثاء وأوقعت سبعة قتلى و261 مصابا حسب حصيلة رسمية، في حين عاد الهدوء إلى المناطق التي شهدت الاشتباكات. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن السلطات أحالت 401 معتقل إلى النيابة العامة، وذلك بعد الاشتباكات التي شهدها ميدان رمسيس وسط القاهرة بين أنصار مرسي من جهة ومعارضيه وقوات الأمن من جهة أخرى. وقد اتهم المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف وسائل الإعلام المصرية الرسمية بالتعتيم على ما جرى, وباستخدام ما وصفه بالخطاب الإقصائي والعنصري.