تركت تعليمي من أجل الزواج، استقلت من عملي من أجل الأطفال، ضحيت بنجاحي من أجل نجاح زوجي. بالتأكيد لقد سمعت هذه العبارات كثيرا. من صديقة من أخت أو حتى من والدتك وربما ستسمعينها من نفسك. نحن لا نقول لك أن لاتضحي، فالتضحية جزء من الحياة. من منا يستطيع أن يحصل على كل شيء؟ لا أحد بالطبع. ولكن ليس بالضرورة أن تُسهم تنازلات وتضحيات أحد شريكي الحياة من أجل إرضاء الآخر في دعم العلاقة بينهما على الدوام؛ بل المهم هو لماذا نضحي؟ وهل سنظل طول عمرنا نندم على هذه التضحية أو نأسف على ماخسرنا؟ هل ستبقى التضحية هي المعيار الذي نقيس به نجاح العلاقة الزوجية؟ هل أنت الطرف الذي يقع على عاتقه أن يضحي دائماً؟ هل تقدر تضحياتك؟ وهل يعتبرها شريك حياتك تضحية أصلاً؟ أسئلة تعني الكثير ولكنها لا تقود بالضرورة إلى أنك تعيشين علاقة زوجية صحية لأنك ضحيت بشي مهم في حياتك. على العكس قد تجلب تضحياتك على اسرتك التعاسة أكثر مما تجلب السعادة. وقد أظهرت نتائج دراسة حديثة تم إجراؤها في جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية أن الدافع وراء هذه التضحية هو العامل الأساسي في نجاح العلاقة بعد ذلك أو فشلها. وأوضحت الدراسة أن مَن يرغب في تحقيق أهداف إيجابية مع شريك حياته من خلال هذه التضحية، كأن يكون طامحاً مثلاً في إرضائه وجعله سعيداً أو يود أن يُزيد بذلك جو الألفة والمودة بينهما، هو فقط الذي ستُؤتي التضحية معه ثمارها. بينما يختلف الأمر تماماً، إذا ما كانت التضحية بدافع تجنب وقوع أحداث سلبية، كأن يقدم الإنسان مثلاً التضحية من أجل تجنب الدخول في صراع أو خلاف مع شريك حياته أو أنه يُعطل بها قرار الانفصال, حيث غالباً ما تنتهي مثل هذه التضحيات بتصعيد الموقف بين شريكي الحياة، بل وعادةً ما تنتهي العلاقة بينهما تماماً. النتيحة ياعزيزتي أن تسألي نفسك هذا السؤال وأن تجيبي عليه بصدق: هل تشعرين أن حياتك أصبحت أكثر استقراراً ؟ وهل ازدادت سعادتك مع شريك حياتك بعد تقديم التضحية من أجله أم لا؟