وقفت أندلس برس على واحدة من أبشع عمليات القرصنة الفنية لفيلم وثائقي مغربي تمت على أرض المغرب و"بالعلالي وطاي طاي" على مرأى ومسمع القنوات التلفزية المغربية التي لم تنتبه لعملية القرصنة التي تعرض لها فيلم "تندوف، قصة مكلومين" لمخرجه المغربي ربيع الجوهري، على يد المخرجة اللبنانية رويدا مروه والمخرج محمود فقيه. وقد حقق فيلم "تندوف، قصة مكلومين"، نجاحا كبيرا منذ إنتاجه سنة 2007 ، إذ مكن فعلا من بناء أرضية للتواصل بين أقدم الأسرى في العالم و بين عامة الجمهور داخل المغرب و خارجه، بل كان أول عمل من نوعه يعرف المشاهد بقضية الاختطاف القسري و التعذيب و شتى أنواع الخروقات الممارسة ضد المدنيين الأبرياء على أرض الجزائر. وبعد عرضه على شاشة القناة الأولى مباشرة بعد خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد المسيرة الخضراء لسنة 2009 و 2010 على التوالي، و عرضه كذلك من طرف جمعية وطننا أكثر من سبعين مرة بقاعات العروض و بالمؤسسات الأكاديمية و المدنية ، أصبح الوثائقي مرجعا و وثيقة اعتمد عليها الإعلام السمعي البصري كما استندت عليه دراسات أكاديمية لطلبة من جامعات دولية، بل عرض الفيلم في إطار أسبوع حقوق الإنسان بجنيف و أحرج البوليساريو هناك خصوصا و قد حضر مع الفيلم بطله وصاحب تجربة الاختطاف و التعذيب السيد عبد الله لماني الذي عذب مدة 23 سنة على أراضي الجزائر ظلما و عدوانا و هو المدني الذي لا صلة له لا بالعسكر و لا بالسياسة... أما حاليا فقد اعتمد عمل وثائقي آخر تحت عنوان "المخلوع" من إنتاج "المركز الدولي للتنمية والتدريب وحلّ النزاعات" على فيلم "تندوف، قصة مكلومين" و استعمل المخرجان رويدا مروه ومحمود فقيه من لبنان مشاهد إعادة التمثيل الذي صورها المخرج ربيع الجوهري بورزازات سنة 2007 بنسبة مائة بالمائة من نسبة مشاهد إعادة التمثيل المخصصة للفيلم الثاني "المخلوع" و في حديث لأندلس بريس مع ربيع الجوهري عما إذا كان هذا التوظيف لمشاهد إعادة التمثيل من فيلمه قد تم بموافقته و بالتنسيق معه، أكد أنه علم بذلك فقط عندما استدعته رويدا مروه يوم العرض الأول ، لكن ربيع الجوهري أكد لأندلس بريس أن لا مشكلة لديه بما أن الأمر يتعلق بقضية وطنية و قال: "لو اتصلوا بي وقت انجازهم الفيلم لأعطيتهم من الصور التي لم أوظفها في فيلمي، فهذه قضية المغاربة الأولى و لا يجب أن تكون هناك مزايدات، فقط كان على المخرجين و فريق العمل الاتصال بي و إخباري بنيتهما استعمال صوري من فيلمي من باب الأخلاقيات المهنية أو على الأقل الإشارة في الجنريك إلى مصدر الصور التي تشكل مائة بالمائة من مجموع صور إعادة التمثيل ... و قد حضرت العرض ما قبل الأول باستدعاء من المخرجة دون أن تتحدث إلي عن أمر أخذ الصور و لم أتعرف على هذا الأمر إلا و أنا أتفرج مع الجمهور، و قد أشرت في مداخلتي بعد العرض و قلت أن لدي عتاب على هذا الأمر لأن من أخلاقيات العمل طلب الإذن، و خصوصا في وثائقي "قصة مكلومين" الذي اشترته القناة الأولى و التي أعطت صلاحيات العروض المخصصة للجانب الثقافي لا الربحي لجمعية و طننا فقط و التي ترأسها الممثلة المقتدرة نعيمة المشرقي..." وفي اتصال هاتفي مع رويدا مروه، أكدت هذه الأخيرة لأندلس بريس أنها لم تكن لها أي نية أو قصد لسرقة أو قرصنة بعض مشاهد وثائقي "تندوف، قصة مكلومين" لا سيما أنها اعتمدت على الأرشيف الموجود بالإنترنت، وفي سؤال حول ما إذا لجئت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إلى القضاء أجابت أن "ليس لديها أي فكرة لما قد يقع". وردا عن سؤال الإشارة في الجنريك إلى مصدر الصور أكدت رويدا مروه أن بالفعل تمت الشارة إلى المصدر المعتمد في فيلمها "المخلوع" . وقد تبين لأندلس بريس بعد مشاهدتها لفيلم "المخلوع" أن الجينيريك لا يحيل على أي مصدر أو مرجع سواء للصور الثابتة أو مشاهد متحركة من وثائقي الجوهري , كما أن هذه الواقعة حسب النقاد من شأنها الإساءة للقضية أكثر من خدمتها...